في تقدم جديد يلي انتزاعه مدينة سراقب الاستراتيجية بإدلب وبعدها العيس والزربة الأكبر في ريف حلب، بات الجيش السوري على وشك السيطرة الكاملة على طريق "M5" الدولي، المؤدي من حلب إلى دمشق ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن، في حين أرسلت القوات التركية تعزيزات إضافية إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب.

وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة أمس، "التقاء وحداتها القادمة من ريف إدلب الشرقي بالمتقدمة من اتجاه حلب الجنوبي لتتابع خططها الميدانية للقضاء على التنظيمات الإرهابية وإنهاء اعتداءاتها واستخدمها المدنيين دروعاً بشرية"، موضحة أنها استعادت مساحة جغرافية تزيد على 600 كم مربع وأحكمت فبضتها على عشرات البلدات والقرى والتلال الحاكمة، وهي خان السبل، كفربطيخ، جوباس، النيرب، تل مرديخ، كفرعميم، أفس، سراقب، تل التباريز، محاريم، جامعة إيبلا، رسم العيس، الشيخ أحمد، زمار، حوير العيس، تل باجر، رسم الصهريج، تل طوقان، جزرايا، خان طومان، خلصة، القراصي، زيتان، الشيخ إدريس، الريان، لوف، العيس".

Ad

وأوضح قائد ميداني أن الوحدات الجيش القادمة من ريف حلب الجنوبي ومن ريف إدلب الشرقي التقت في بلدة العيس الاستراتيجية، مؤكدة أن النقطة التركية الموجودة فيها وهي الأكبر في ريف حلب الجنوبي أصبحت محاصرة تماماً.

وأكد المرصد السوري تقدم القوات الحكومية الجديد نحو هدفها الأبرز حالياً وهو استعادة هذا الطريق الدولي، الذي يمر من عشرات المدن والبلدات في ريفي إدلب وحلب أبرزها معرة النعمان وسراقب، مشيراً إلى أن "كيلومترين فقط يفصلانها عن استعادته بالكامل".

نزوح وتعزيزات

وأحصى المرصد السوري نزوح أكثر من 900 ألف شخص من حلب وإدلب منذ ديسمبر بعضهم يحاول الدخول سراً إلى تركيا عبر دفع أموال طائلة للمهربين، واصفاً الأمر بأنه "جزء من خطة تعمل الحكومة السورية على تنفيذها لإجبار المدنيين على الفرار بهدف السيطرة على مزيد من المناطق".

ومع دفع الجيش التركي، أمس، بالمزيد من التعزيزات الإضافية إلى نقاط المراقبة بإدلب تشمل قافلة دبابات وذخائر، أفاد المرصد السوري بأن أنقرة تواصل "بشكل غير مسبوق" إرسال الأرتال العسكرية إلى الأراضي السورية للانتشار وإنشاء نقاط جديدة في حلب وإدلب، خصوصاً بعد خسارتها عدداً من الجنود في مواجهة نادرة مع دمشق.

اجتماع أنقرة

وفي حين تحدث قيادي بالمعارضة عن دخول 450 آلية تركية أغلبها عربات مصفحة ودبابات، وسيارات أخرى على دفعتين، انتهت مباحثات استغرقت 3 ساعات بأنقرة أمس الأول، بين وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سيدات أونال، وروسي رأسه نائب وزير الخارجية سيرغي فيشينين ومبعوث الكرملين ألكسندر لافرينتيف من دون التوصل إلى اتفاق أو تفاهمات، بشأن الأوضاع في آخر معقل كبير للمعارضة السورية.

ورفضت الأتراك عرضاً روسياً يقضي بوضع خريطة جديدة لمنطقة خفض التصعيد، تتمثل بانطلاقها من الحدود السورية وحتى عمق 30 كيلومتراً داخلها وأصرت على انسحاب القوات الحكومية إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية، في حين رفض الوفد الروسي إيقاف العمليات إلى حين السيطرة على الطريقين الدوليين "M5" و M4، اللذين يربطان حلب بإدلب ثم اللاذقية غرباً، ووضع المدن الواقعة على طرفيهما تحت سيطرة دمشق.

وبحسب "العربي الجديد"، فإن "الحرب ستكون خيار تركيا والفصائل الموالية"، في حال انقضاء مهلة حددها الرئيس رجب طيب إردوغان لانسحاب من حيط نقاط المراقبة.

واكتفت وزارة الخارجية التركية بتأكيد أن مباحثات الوفدين، اللذين ضما ممثلين عن وزارتي الخارجية للبلدين وعسكريين واستخباراتيين، ناقشت الوضع في إدلب، فضلاً عن الخطوات اللازمة لدفع العملية السياسية إلى الأمام".

سورية الشهيدة

ووسط التصعيد واستمرار النزوح، دعا البابا فرنسيس أمس إلى احترام القانون الإنساني في إدلب، قبل أن يقود عشرات الآلاف من الأشخاص في ساحة القديس بطرس لأداء صلاة خاصة "من أجل سورية الحبيبة الشهيدة".

وقال البابا، للحشد، إن التقارير الواردة منها "مؤلمة. خاصة فيما يتعلق بأوضاع النساء والأطفال ومن أجبروا على الفرار بسبب التصعيد العسكري"، مضيفاً: "أجدد مناشدتي المخلصة للمجتمع الدولي وجميع الأطراف المعنية باستخدام السبل الدبلوماسية والحوار والمفاوضات، فيما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي، من أجل حماية‭ ‬أرواح المدنيين ومصيرهم".

من جهة أخرى، نشرت قناة "زفيزدا" مقطع فيديو من قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، يوثق هبوط طائرة الركاب Airbus-320 القادمة من طهران إلى دمشق بعد أن حولت مسارها تجنباً لقصف إسرائيل نفذته 4 مقاتلات F16 من خارج المجال الجوي السوري على مواقع حكومية الخميس الماضي.

واتهمت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق إسرائيل بأنها تتخذ من الطائرات المدنية درعا خلال عملياتها العسكرية في سورية لإعاقة عمل منظومة الدفاع الجوي السورية.

نبش قبور وركل شواهد وجمع جماجم في إدلب

أقدم عناصر من القوات السورية على انتهاك حرمة إحدى المقابر في بلدة خان السبل بريف إدلب الجنوبي، وقاموا بتخريب وتحطيم ونبش القبور، وركل شواهدها بالنعال، كما قام آخرون بالتحدث إلى جماجم جموعها من رفات خصومهم السابقين.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر مقاتلا يدعى سامر حلوم، ولقبه "الأصلع"، الذي توعد مؤخراً بالانتقام من القتلى والأحياء، بأنه سيقوم بنبش المقبرة.

يذكر أن معظم العناصر ينحدرون من البلدة نفسها، وفق نشطاء. والمدعو سامر حلوم من خان السبل ظهر في فيديو سابق وهو يردد هتافات للرئيس بشار الأسد من على منبر مسجد في البلدة الواقعة على طريق دمشق – حلب الدولي.