في موقف وصف بأنه "تقدمي"، أطلق راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبدالساتر، أمس، صرخة في عظة قداس عيد مار مارون في حضور الرؤساء الثلاثة، دعاهم فيها إلى "العمل وإنصاف الناس وخدمتهم، وإلا فالاستقالة أشرف لكم!".

وفي كلمة تضمنت انتقادات وتوبيخات وصلت إلى حد "التقريع"، توجه عبدالساتر الى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب، الذين كانوا حاضرين في القداس الذي ينظم تقليدياً في كنيسة مار مارون بالجميزة، قائلاً: "تذكَّروا أن السلطةَ خدمةٌ. لكم أقول إننا نريدُ ان نحيا حياة إنسانية كريمة، وإننا تعِبنا من المماحكاتِ العقيمةِ ومن الاتهاماتِ المبتَذَلَةِ. مللنا القلقَ على مستقبل أولادِنا، والكذبَ والرياءَ. نريد منكم مبادراتٍ تَبُثُّ الأمل، وخطاباتٍ تجمع، وأفعالاً تبني. نريدكم قادةً مسؤولين".

Ad

وقال: "ألا يحرِّكُ ضمائرَكم نحيبُ الأمّ على ولدها الذي انتحر أمام ناظرَيها، لعجزه عن تأمينِ الأساسي لعائلته؟ أو ليست هذه الميتةُ القاسيةُ كافيةً حتى تُخرِجوا الفاسدَ من بينكم وتحاسبوه وتستردوا منه ما نهبَه لأنه ملكٌ للشعبِ؟". وأضاف: "ألا يستحق عشراتُ الألوف من اللبنانيين الذين وثِقوا بكم وانتخبوكم في ايار 2018 أن تُصلحوا الخلل في الأداء السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، وأن تعملوا ليل نهار، مع الثوار الحقيقيين أصحابِ الإرادة الطيِّبة، على إيجاد ما يؤمِّن لكلِّ مواطنٍ عيشةً كريمةً؟ وإلا فالاستقالةُ أشرَفُ".

وتابع: "أو ليس وقوفُ الآلاف من شبابنا أمامَ ابوابِ السفاراتِ في مَسعًى منهم الى مغادرة البلاد في أسرع وقت، حافزا كافيا لتتوقفوا يا رؤساء الأحزاب والنواب والوزراء، عن تقاذف التهم والمسؤوليات، وعن محاولاتِ تحقيقِ مكاسبَ هشةٍ، سياسيَّةٍ وغيرها، والشروعِ في التعاون معا بجِديَّةٍ وبنظافةِ كف، من أجل إنقاذ وطنِنا من الانهيار الاقتصادي والخراب الاجتماعي؟ فماذا تنتظرون؟". وختم: "الزعيم الوطني هو الذي يقاوم التوطين والتجنيس من أجل الحفاظ على وجه لبنان الرسالة وعلى حق كل لاجئ ونازح بالعودة إلى أهله وبلده. الزعيم الصالح هو الذي يختار الرحيل أو التخلي عن الزعامة كلّ يوم مرات ومرات على أن يخذل شعبه أو أن يُسيء إليه ولو مرة واحدة".

وتزامناً مع قداس عيد مار مارون نفذت مجموعة من الناشطين وقفة احتجاجية في المنطقة حيث رفعوا شعارات "لا ثقة"، في إشارة إلى رفض إعطاء الحكومة الثقة.

في موازاة ذلك، استنفرت السلطة أجهزتها الأمنية لمواجهة المتظاهرين غدا (الثلاثاء) ببلاغ "رقم واحد" تحذيري ضمّنته مقررات المجلس الاعلى للدفاع الذي اكد "تكثيف الجهود التنسيقية بين مختلف الاجهزة العسكرية والامنية لتعميم الاستقرار في البلاد من جهة واستباق الاحداث التخريبية لتفادي اي تطورات وعدم التهاون مع اي محاولة للنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها ومقراتها الرسمية"، في رسالة لمن يفكرون بقطع طريق مجلس النواب يوم الثقة.

ويمضي "الحراك" في اجتماعاته لوضع اللمسات الاخيرة على خريطة طريق المواجهة لمنع نواب حجبوا عنهم الثقة الشعبية، من منح الحكومة ثقة لا تستأهلها ما دام بيانها الوزاري "الانشائي" البعيد عن واقع الأزمة لم يقارب العلاج الناجع، لا بل استنسخ الفقرات المعول عليها لكسب ثقة الشعب والخارج من بيانات الحكومات السابقة.