اكتشاف جديد لمدينة هليوبوليس في المطرية يخبر الكثير عن المزيد من الخبايا الأثرية، إذ قال رئيس قطاع الآثار المصرية رئيس البعثة الأثرية د. أيمن عشماوي، إن البعثة قامت بأعمال الحفر والمجسات لهذا الموسم بالقرب من منطقة الورش الصناعية، وعثرت على جزء من شارع مرصوف بعمق 1م أسفل المياه الجوفية، ومجموعة من الأواني الفخارية التي ترجع إلى عصر الانتقال الثالث، إضافة إلى عدد من الحفر التي ترجع للعصر الهيلينستي، احتوت حفرتان منها على بقايا نقوش للملك رمسيس الثاني من بينها كتلة حجرية عليها تمثال الملك رمسيس الثاني إمام الإله "رع حور اختي" الملقب بالإله العظيم سيد السماء حاكم هليوبوليس.
الملك سيتي
أما الحفرة الثانية فاحتوت على عدد من أجزاء من تماثيل ملكية، أحدها يمثل جزءاً من قاعدة تمثال الملك سيتي الثاني (1205- 1194 ق. م) والمصنوعة من الكوارتز البني، وتمثالاً من الجرانيت الأحمر يرجع في الغالب إما إلى الإله ازيس أو حتحور أو إحدى الملكات من عصر الرعامسة.من جانبه، قال رئيس البعثة من الجانب الألماني دترش راو إنه عثر ايضاً بجوار الجدار المكتشف في الموقع الثاني "بشارع المعتصم" على طبقة من الرديم وفي داخلها العديد من القوالب المخصصة لصناعة تمائم البيانس وأجزاء من أعمدة تخيلية معاد استخدامها من الدولة القديمة، وقد وجدت طبقة الرديم فوق طبقة أخرى ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات.وعثر في ثلاث مربعات على حفائر صغيرة من الطوب اللبن تمثل مساكن ومصانع لعمل الجعة ترجع لهذه الفترة، وهي تتماثل في عمارتها مع المجموعة المكتشفة بتل الفرخة بمركز السنبلاوين في الدقهلية، إضافة إلى العثور على العديد من الأدوات الحجرية والفخار من فترة عصر المعادي والتي تمثل حضارة مصر السفلى والتي سبقت عصر توحيد القطرين.يذكر أن أعمال حفائر البعثة تتركز في الجانب الجنوبي الغربي لمعبد هليوبوليس بمنطقة 51، وكانت قد نجحت في الكشف خلال أبريل الماضي عن جبانة صغيرة من عصر الانتقال الثالث.مدينة أون
بدوره، قال المدير العام لمنطقة آثار المطرية خالد أبوالعلا، إن مدينة الشمس... هي "أون" الفرعونية، وأطلق عليها الإغريق "هليوبوليس"، وتعد من أهم المناطق الأثرية الفرعونية وتعتبر من أقدم العواصم في العالم القديم، وتتسلط عليها الأضواء منذ عامين، بعدما عثرت البعثة الأثرية المصرية ـــــ الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة سوق الخميس "المطرية" بمنطقة عين شمس الأثرية، في محيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة "أون" القديمة مدينة الشمس، أو "هليوبوليس"، على تمثال للملك رمسيس الثاني وسيتي الثاني، بالقرب من مسلة الملك سنوسرت الأول، على عمق حوالي 5 أمتار تحت سطح الأرض، مغمورا في منسوب للمياه الجوفية.واكتسبت مدينة أون عبر تاريخها القديم أهمية كبرى، وذلك لعدة أسباب أولها: دورها المؤثر في الحياة الروحية لمصر القديمة نتيجة لأنها المركز الرئيسي لعبادة الشمس، إضافة إلى أنها المنظم لأقدم ديانة خاصة بنشأة الكون، وهي المحرك الأول لأقدم تقويم شمسي.وأوضح أبوالعلا أن معبد أون يعد من أكبر المعابد بمصر القديمة، إذ بلغ حجمه ضعف معبد الكرنك بمدينة الأقصر، لكنه تعرض للتدمير خلال العصور اليونانية والرومانية، ونقل العديد من المسلات والتماثيل التي كانت تزينه إلى مدينة الإسكندرية وأوروبا كما استخدمت أحجاره في العصور الإسلامية في بناء القاهرة التاريخية.ويمكن تقسيم المدينة إلى منطقتين كبيرتين، هما منطقة المعابد وكانت محاطة بسور ضخم من الطوب اللبن وتشغلها الآن مناطق المسلة وعرب الحصن وعرب الطوايلة والخصوص، والمنطقة الأخرى هي منطقة الجبانة، وكانت تسمى جددت عات، وتشغلها الآن مناطق عين شمس الشرقية وعين شمس الغربية وحلمية الزيتون والنعام ومنشية الصدر وأجزاء من مصر الجديدة ومدينة نصر والروضة.