صنع الفيلم الكوري الجنوبي «parasite» (طفيلي) تاريخا جديدا في جوائز الأوسكار 2020، بعدما أصبح أول فيلم غير ناطق بالإنكليزية يفوز بأبرز جائزة سينمائية.

وحصل الفيلم الذي يتناول الهوة بين الأغنياء والفقراء في سول الحديثة أربع جوائز أوسكار شملت أفضل مخرج وأفضل سيناريو لبونغ جون هو وأفضل فيلم روائي دولي.

Ad

وهذه محصلة رائعة لفيلم عرض مصحوبا بالترجمة في الولايات المتحدة، ليتفوق على كبرى شركات الإنتاج والمخضرمين في هوليوود أمثال مارتن سكورسيزي وكوينتن تارانتينو، وجاء الفوز في ختام موسم جوائز شابته الانتقادات بسبب غياب التعددية النوعية.

وفي وقت سابق من السهرة، تخلل الحفل الذي أقيم بدون مذيع تلميحات وتعليقات ساخرة بشأن خلو قائمة ترشيحات أفضل مخرج من النساء، ووجود شخص واحد فقط من ذوي البشرة غير البيضاء بين 20 مرشحا لجوائز التمثيل.

وفاز خواكين فينيكس بجائزة أفضل ممثل كما كان متوقعا عن دور مهرج فاشل تصيبه الشهرة بسبب العنف في فيلم «الجوكر»، بينما فازت رينيه زيلويغر بجائزة أفضل ممثلة عن دور جودي جارلند وهي مسنة في فيلم السيرة الذاتية الموسيقي «جودي».

وبينما كان ينظر إلى فيلم (1917) لشركة يونيفرسال بيكتشرز الذي يدور عن الحرب العالمية الأولى باعتباره مؤهلا لحصد الجوائز لم يفز إلا بثلاث جوائز من بين عشر رشح لها، وفاز بجوائز أفضل تصوير وأفضل مؤثرات بصرية وأفضل مكساج صوت.

ومنح فيلم المخرج كوينتن تارانتينو «ذات مرة في هوليوود» (وانس آبون آتايم إن هوليوود) براد بيت أول أوسكار في مشواره، وحصل على جائزة أفضل ممثل مساعد.

وفازت لورا ديرن بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «قصة زواج» (ماريدج ستوري) وهي أول جائزة تحصل عليها.

وخرج فيلم «الأيرلندي» (ذي أيرشمان) من إنتاج شركة نتفليكس الذي يتناول عالم المافيا ورشح لعشر جوائز أوسكار من حفل توزيع الجوائز خالي الوفاض.

ولعبت الموسيقى دورا كبيرا في الحفل من خلال عرض مفاجئ قدمه مغني الراب إيمنيم بأغنيته الفائزة بالأوسكار عام 2003 «اترك نفسك» (لوز يورسيلف) من فيلم «ثمانية أميال».

وأدى إلتون جون في الحفل أغنية «لاف مي اجين» من فيلم (روكتمان) الذي يتناول سيرته الذاتية، والتي فاز عنها بجائزة أفضل أغنية صنعت خصوصا لفيلم، وغنت الأميركية الشابة بيلي آيليش الفائزة بخمس جوائز غرامي أغنية البيتلز الشهيرة «بالأمس» (ياسترداي).

وفاز فيلم «مصنع أميركي» (أميركان فاكتوري)، الذي يعد باكورة إنتاج شركة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل بجائزة أفضل فيلم وثائقي.

زيلويغر: ما جدوى ما نقوم به؟

قالت زيلويغر: «لا يمكن للشخص أن يروي قصصا ما لم تكن له تجارب في الحياة وما لم يكن قادرا على الشعور مع الناس»، وهذه اللحظة هي امتداد للاحتفاء بإرثها الذي بدأ خلال تصوير الفيلم، مضيفة، «أحب القيام بأشياء لست متيقنة أنني قادرة عليها وإلا ما جدوى ما نقوم به؟».

بيت: أنا مندهش قليلاً

قال بيت على المسرح لدى تسلمه الجائزة: «أنا مندهش قليلا. لست الشخص الذي أنظر للوراء، ولكن هذا يجعلني أفعل ذلك». وأهدى الجائزة إلى أولاده. واستذكر بيت وصوله إلى هوليوود والممثلة جينا ديفيس والمخرج ريدلي سكوت اللذين أعطياه فرصته الأولى في فيلم «ثيلما آند لويز» (1991) قبل نحو 30 عاما.

ديرن: أفضل هدية في عيد ميلادي

قالت ديرن لدى تسلمها الجائزة: «يقول البعض لا تلتقوا أبدا أبطالكم، لكني أقول: يكون المرء محظوظا جدا فعلا إن كان والداه هما بطليه. أتشارك هذه الجائزة مع أبطالي في التمثيل ديان لاد وبروس ديرن».

وأضافت: «هذه أفضل هدية عيد ميلاد»، وهي احتفلت بعيد ميلادها الاثنين يوم الاوسكار.

بونغ: مجرد حلم سوريالي

قال بونغ جون هو: «أشعر بأنني سأستيقظ لأكتشف أنه مجرد حلم. الأمر سوريالي».

وعندما تسلم بونغ جائزة أفضل سيناريو، حدق في تمثال الجائزة بدهشة، وأشاد بزملائه الأربعة الآخرين الذين رشحوا للجائزة قائلا: «أتمنى لو حصلت على منشار، وقسمت الأوسكار إلى خمسة أجزاء، وتقاسمتها معكم جميعا».

فينيكس: من أعظم تجارب حياتي

قال فينيكس: «كنت وغدا في حياتي، لكن عددا كبيرا منكم في هذه الغرفة أعطاني فرصة ثانية، وأظن أننا نكون في أفضل أحوالنا، عندما يدعم بعضنا بعضا لا عندما يقوم بعضنا بإلغاء بعض بسبب أخطاء الماضي». وعن الدور الذي اضطره إلى خسارة أكثر من 20 كيلوغراما، قال فينيكس إنه «واحد من أعظم تجارب حياتي المهنية».

وقائع وأرقام قياسية

فيما يأتي بعض الوقائع والأرقام للمشغوفين بالسينما:

تفيد الرواية في هوليوود بأن اسم التمثال الذي توزعه الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها مصدره أمينة مكتبة الأكاديمية مارغريت هيريك التي أصبحت فيما بعد رئيسة لها، فبعدما رأت التمثال الصغير للمرة الأولى ذكّرها بعمها أوسكار.

لكن أسطورة السينما الأميركية بيتي ديفيس تؤكد أيضاً أنها وراء التسمية، مشددة على أنها عندما رأت التمثال من الخلف ذكّرها بزوجها الأول الموسيقي هارمون أوسكار نلسون جونيور وهو خارج من الدش.

ومهما يكن أصل الاسم، فقد أطلقت الأكاديمية على جوائزها اسم "أوسكار" رسمياً في عام 1939.

وقد وزع أكثر من 3140 تمثالاً صغيراً مذهباً على الفائزين منذ عام 1929.

● تحمل ميريل ستريب الرقم القياسي لأكبر عدد من الترشيحات في صفوف الممثلين مع 21 ترشيحاً، وفي فئة الرجال فقط، يحمل جاك نيكلسون الرقم القياسي مع 12 ترشيحاً.

● أما حامل الرقم القياسي للفوز في كل الفئات مجتمعة، فهو والت ديزني الذي نال 22 جائزة أوسكار إضافة إلى أربع جوائز فخرية.

● على صعيد الممثلين، تحمل كاثرين هيبورن الرقم القياسي للفوز بنيلها أربع جوائز، لكن دانييل داي لويس يبقى الوحيد بين الممثلين الذي فاز بجائزة أوسكار ثلاث مرات في دور رئيسي.

● يبقى أصغر الفائزين على الإطلاق، تشيرلي تمبل التي نالت جائزة عام 1935 وهي في سن السادسة.

● تقدر الكلفة الإجمالية للحفلة بنحو 44 مليون دولار وفق موقع "واليتهاب" من بينها 24700 دولار للسجادة الحمراء فقط.

● تبلغ مساحة السجادة أكثر من 1500 متر مربع، وتحتاج إلى 900 ساعة عمل وفريق مؤلف من 18 شخصا لمدها.

● مدينة لوس أنجلس الرابح الأكبر مع إيرادات اقتصادية بحدود 130 مليون دولار.