«كورونا الجديد»... ما ظهر منه ليس سوى رأس جبل الجليد

●بريطاني نقل الفيروس إلى 3 دول
● هونغ كونغ تبحث عن «مطلوبَين» هربا من الحجر
● إجراءات صينية صارمة مع انتهاء العطلة الممدة
● 130 إصابة في «سفينة اليابان»

نشر في 11-02-2020
آخر تحديث 11-02-2020 | 00:04
 شرطي يفحص حرارة احد المارة في نقطة تفتيش بأحد شوارع مدينة غوانغزو الصينية أمس (ا ف ب)
شرطي يفحص حرارة احد المارة في نقطة تفتيش بأحد شوارع مدينة غوانغزو الصينية أمس (ا ف ب)
بعد ساعات على طمأنتها بأن معدل تزايد الإصابات اليومية في الصين بسبب فيروس كورونا المستجد «مستقر»، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ما ظهر من هذا الداء العالمي قد لا يكون حتى الآن «سوى رأس جبل الجليد».
حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن ما ظهر من مرض كورونا الجديد قد لا يكون حتى الآن «سوى رأس جبل الجليد»، مع اقتراب حصيلة الوفيات بالفيروس من ألف، بالتزامن مع استناف العمل جزئياً في الصين بعد انتهاء عطلة رأس السنة التي مددت مع تفشي الفيروس لتستمر أسبوعين ونصف الأسبوع.

وما زالت الحياة في الصين مشلولة إلى حدّ كبير بسبب هذا المرض، وبقيت مناطق عدة يعيش فيها الملايين من الناس خاضعة لقيود على الحركة لاسيما مقاطعة هوبي وعاصمتها ووهان، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى والخاضعة لحجر صحي منذ 23 يناير.

وكانت السلطات طلبت من الشركات تمديد عطلات السنة القمرية الجديدة 10 أيام بعد أن كان من المقرر أن تنتهي مع نهاية يناير.

وحتى أمس، بقي عدد كبير من المدارس والمتاجر والمطاعم والأماكن العامة كصالات السينما والرياضة ومواقع العمل مغلقة وواصل موظفون إداريون كثيرون العمل من منازلهم.

وخلت القطارات بشكل كبير من الركاب في واحد من أكثر خطوط مترو الأنفاق ازدحاما في بكين.

وأفادت صحيفة «بكين ديلي»، بأن السلطات في العاصمة بكين، عززت الإجراءات الوقائية في المجتمعات السكنية وطبقت «نظام تسجيل صارم» لدخول المدينة، إضافة إلى تنظيم دوريات تتألف من متطوعين لتطبيق الإجراءات المشددة وإقامة نقاط دخول وخروج.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية، أن المراكز التايوانية لمواجهة الأمراض أعلنت تعزيز القيود على المسافرين القادمين من هونغ كونغ، بعد أن ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس في المدينة إلى 36 حالة.

وأكدت الوكالة أنه ابتداء من اليوم، سيُطلب من جميع سكان هونغ كونغ، ومن بينهم الطلاب، إرجاء رحلاتهم إلى تايوان لأجل غير مسمى.

وأفاد مسؤولون معنيون بالوقاية من الأمراض والحد من انتشارها في شنغهاي، أن «الأغلبية الكبرى من المناطق السكنية تطبق بالفعل إجراءات وقائية مشددة».

وأوضحوا، إنه سيتم منع من لا يمتلكون دليلاً على إقامتهم أو عملهم في المدينة من دخول المدينة ذات الـ24 مليون نسمة.

وأسفر «كورونا» عن وفاة 908 أشخاص في الصين القارية حيث تجاوز عدد الإصابات 40 ألفاً، وفق آخر حصيلة صادرة عن السلطات، أمس، ما يشير إلى استقرار في تفشي الداء.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، سجلت 97 حالة وفاة في الصين، 91 منها في هوباي. وأحصت الصين 3 آلاف إصابة جديدة.

انتقال العدوى

ويمكن أن تتزايد أعداد الإصابات خارج الصين مع انتقال العدوى لأشخاص لم يسافروا قط إلى الصين، كما حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي قال: «سجلت حالات إصابات مقلقة لأشخاص ليس لهم تاريخ بالسفر إلى الصين». أضاف أن «تسجيل عدد قليل من الحالات يمكن أن يشير إلى تفشٍ أوسع في دول أخرى، باختصار، نحن لا نرى إلا رأس جبل الجليد».

وينما وصلت «بعثة دولية من الخبراء» تابعة لمنظمة الصحة العالمية يديرها بروس أيلوارد وهو خبير عمل في حالات طوارئ صحية سابقة، إلى الصين، قال غيبريسوس: «على كل الدول الاستعداد لوصول محتمل للفيروس وبذل أقصى الجهود لاحتوائه».

ومن المحتمل أن تكون فترة حضانة الفيروس، تصل إلى 24 يوماً، وفقاً لمقال جديد شارك في كتابته خبير الأوبئة الصيني تشونغ نانشان.

وكتب تشونغ، الذي اشتهر بجهوده في التعامل مع تفشي «سارس» عام 2003 وتم تعيينه مستشاراً كبيراً في أزمة كورونا الحالية، أن فترة الحضانة قد تكون قصيرة لدرجة أنها لا تستمر يوماً واحداً أو تكون أطول من 24 يوماً، وهو ما يزيد بعشرة أيام عما كان يعتقد سابقاً.

من ناحيتها، وصفت الحكومة البريطانية أمس، «كورونا» بأنه تهديد «خطير ووشيك للصحة العامة» وأعلنت اتخاذها تدابير لحماية السكان.

وقالت وزارة الصحة البريطانية في بيان «الإصابة أو نقل فيروس كورونا المستجدّ يشكل تهديداً خطيراً ووشيكاً للصحة العامة»، موضحةً أنها اتخذت تدابير «لتأخير أو منع انتقال الفيروس» إلى مزيد من الأشخاص.

وكشف خبراء الصحة، أن رجلاً بريطانياً أصيب بالفيروس أثناء حضوره مؤتمراً في سنغافورة، وأثناء انتقاله الى بلده أصاب 7 أشخاص آخرين في 3 دول أوروبية.

وأكد الخبراء أن هذا الشخص أثناء عودته إلى وطنه، قضى عدة أيام في منتجع جليدي في مدنية «لو كونتامين مونجوا» الفرنسية، مع عدد من السياح. وقال مسؤولون فرنسيون أن الفحوصات أثبتت أن 5 من هذه المجموعة في المنتجع، أُصيبوا بالعدوى.

كما أعلنت أن الحكومة الأسبانية، أن الفحوصات أثبتت أن البريطاني المصاب بالفيروس في مدينة مايوركا، انتقلت إليه العدوى بعد أن خالط شخصاً مصاباً بالعدوى في فرنسا، وأشارت إلى أنه من نفس مجموعة المنتجع.

أما الدولة الثالثة التي نقل إليها هذا البريطاني العدوى، فهي إنكلترا، فقد أعلن مسؤولو الصحة البريطانية، أن الحالة الرابعة التي تم تسجيلها في بريطانيا، انتقلت إليها المرض من بريطاني كان موجوداً في المنتجع نفسه.

وفي طوكيو، أعلنت وزارة الصحة اليابانية أمس، أن نحو 60 شخصاً آخر على متن السفينة السياحية «دياموند برينسيس» التي تخضع للحجر الصحي في بميناء يوكوهاما قرب طوكيو أثبتت الفحوص إصابتهم بالفيروس، ليرتفع إجمالي المصابين على متنها إلى نحو 130 حالة.

وكانت السلطات اليابانية طبقت إجراءات الحجر الصحي مدة 14 يوماً على السفينة التي تقل 3700 شخص من 56 دولة اعتباراً من 3 فبراير الجاري بعد تأكيد اصابة راكب (80 عاماً) من هونغ كونغ بالفيروس، أبحر على نفس السفينة في شهر يناير الماضي من ووهان.

وفي هونغ كونغ، اعتبرت الشرطة في هونغ كونغ اثنين من بين 1138 شخصاً محتجزاً في حجر صحي إلزامي بمنازلهم، بعد دخولهم هونغ كونغ قادمين من البر الرئيسي الصيني، «من المطلوبين»، كما أصدرت تحذيراً لسبعة آخرين لانتهاكهم قواعد الحجر الصحي.

وقال مسؤولو وزارة الصحة في مؤتمر صحافي، أمس، إن أي شخص يغادر منزله أو الفندق الذي يقيم فيه أثناء خضوعه للحجر الصحي الإلزامي سيتم توجيه تحذير شفوي له أول مرة، وفي المرة الثانية سيتم وضع سوار تعقب لمراقبة تحركاته في يده. وفي حال خرق القواعد للمرة الثالثة سيتم نقله لمنشأة حجر صحي تديرها الحكومة حتى انتهاء فترة الحجر ومدتها 14 يوماً، بعد ذلك قد يتم الحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر ودفع غرامة تصل إلى 3200 دولار.

فترة حضانة "كورونا" قد تصل إلى 24 يوماً
back to top