تبادل السناتور الاشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز، وخصمه المعتدل بيت بوتيجيدج، الاتهامات، عشية أول انتخابات تمهيدية (برايمريز) للحزب الديمقراطي في ولاية نيوهامشير، لتحديد هوية منافس الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفبمر المقبل، وذلك بعد أسبوع من تصدّرهما نتائج أول مجالس انتخابية (كوكوس) عقدت في ولاية ايوا.

وأظهر آخر استطلاع للرأي، نشرته صحيفة «ذا هيل»، أن ساندرز الذي سيكون في حال فوزه أول يهودي يقود البيت الأبيض، وسع تقدمه لنقطتين لينال 25 في المئة من نوايا التصويت في نيوهامبشير مقابل 17 في المئة لبوتيجيدج الذي يسعى لأن يكون أول رئيس أميركي مثلي الجنس.

Ad

وكان كل من ساندرز (78 عاما) وبوتيجيدج (38 عاما) أعلن فوزه في اقتراع أيوا الذي دشن موسم الانتخابات التمهيدية.

وأشارت النتائج الرسمية الأخيرة، التي تمت مراجعتها ونشرت، مساء أمس الأول، إلى فوز بوتيجيدج بفارق طفيف عن ساندرز، الذي أعلن فريق حملته أنه سيطعن على النتيجة ويطلب تعدادا جديدا للأصوات.

وأخفق التصويت الذي جرى في دورتين ووفق قواعد معقدة بسبب سلسلة أخطاء وتأخير في احتساب الأصوات.

ودعت المرشحة الديمقراطية تولسي غابارد رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي توم بيريز إلى التنحي بعد «فضيحة ايوا»

وفي نيوهامشير، يتقدم الرجلان بفارق كبير على كل المرشحين الآخرين، وعلى رأسهم نائب الرئيس السابق الوسطي جو بايدن والسناتورة التقدمية إليزابيث وارن وزميلتها المعتدلة إيمي كلوبوشار. ويتعرض بايدن (77 عاما) لضغط كبير بعدما خيب أمل مؤيديه في أيوا، إذ جاء في المرتبة الرابعة مع أنه كان يحتل الطليعة في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني منذ دخوله السباق لكسب الترشيح لمنافسة ترامب في اقتراع 3 نوفمبر الرئاسي.

ويتمتع ساندرز الذي يؤكد أنه «اشتراكي ديمقراطي» وبرنامجه يميل بوضوح الى اليسار، بدعم الناخبين الشباب والليبراليين والناشطين. لكنه لا يلقى تأييدا كبيرا داخل قيادة الحزب، كما حدث في 2016 خلال مواجهته هيلاري كلينتون. وفي حال فوزه فسيكون أول رئيس يهودي للولايات المتحدة.

لكن المرشحين المعتدلين وعلى رأسهم بوتيجيدج وبايدن، يدينون أفكاره التي يعتبرونها تقدمية إلى درجة تمنع جذب الناخبين المحافظين وبرنامج تمويل غير واضح فرص إقراره في الكونغرس ضئيلة.

قال بايدن لشبكة ABC: «إذا فاز بيرني بالترشيح، فسأعمل من أجله بصدق، لكن الأمر سيكون صعباً على مرشح ديمقراطي اشتراكي».

وهاجم نائب الرئيس السابق باراك أوباما، الذي أعاد تنظيم صفوف فريق حملته، خصمه الشاب بوتيجيدج الذي يسعى مثله لكسب أصوات المعتدلين، مشدداً على نقص خبرته في السياسة على المستوى الوطني.

وقال بايدن، أمس الأول، إنه «لا أحد فاز بترشيح الحزب بدون أن يكون قادرا على الحصول على الدعم الساحق لمجموعة الأفارقة الأميركيين». أما بوتيجيدج، فقد وعد في مقابلة مع شبكة ABC بأن يكون «الرئيس الأكثر تقدمية منذ نصف قرن». وهو يأمل في «طي صفحة (...) سياسة الماضي». وسيشارك هؤلاء المندوبون في المجمع الانتخابي للحزب الديمقراطي في يوليو لاختيار المرشّح الديمقراطي الذي سينافس ترامب.

يشار إلى أنه بعد نيوهامشير، يتوجّه المرشحون إلى نيفادا في 22 فبراير، تليها كارولاينا الجنوبية في 29 منه قبل يوم الحسم في «الثلاثاء الكبير» في الأول من مارس.