في أول ظهور له منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد، بدا الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، مرتدياً قناعاً للحماية، ودعا إلى اتخاذ تدابير «أكثر قوة وحزماً» ضدّ المرض الذي قضى حتى الآن على حياة أكثر من 900 شخص.وزار الرئيس الصيني مستشفى وحياً سكنياً في العاصمة بكين، لمتابعة جهود مكافحة انتشار الفيروس، الذي تجاوز عدد الإصابات به 40 ألفاً.
وفي تقرير طويل بُث خلال نشرة أخبار المساء، تحدث جينبينغ عن الوضع بمدينة ووهان القابعة تحت حجر صحي بحكم الأمر الواقع منذ 23 يناير الماضي مع مناطق عدة من مقاطعة هوبي، حيث يتركز العدد الأكبر من الإصابات.وقال: «لا يزال الوباء في هوبي وووهان خطيراً جداً»، داعياً إلى اتخاذ «إجراءات أقوى وأكثر حزماً لوضع حد بصورة حاسمة لتفشي العدوى».واتخذت حكومته إجراءات جذرية منعت سكان هوبي البالغ عددهم 56 مليون شخص من مغادرة المقاطعة.
لكن السلطات تعرضت لانتقادات أيضاً لتأخرها في التصدي للداء، واتهامها أول مَن حذّروا منه بـ «نشر شائعات». وأثار موت أحدهم، وهو طبيب كان يبلغ من العمر 34 عاماً الجمعة، دعوات غير اعتيادية لحرية التعبير.وأسفر «كورونا» عن وفاة 908 أشخاص في الصين القارية، وفق آخر حصيلة صادرة عن السلطات أمس، مما يشير إلى استقرار في تفشي الداء.وخلال الساعات الـ24 الماضية، سجلت 97 حالة وفاة بالصين القارية، 91 منها في هوبي، وأحصت السلطات الصينية 3 آلاف إصابة جديدة.وتوفي سابقاً شخصان آخران خارج الصين، في الفلبين وهونغ كونغ.عالمياً، اتخذت بريطانيا أمس، إجراءات لمكافحة الفيروس يوضع بموجبها أشخاص يعانون المرض في حجر صحي قسري، إذا كانوا يشكلون خطراً على الصحة العامة.ويعقد وزراء الصحة الأوروبيون اجتماعاً طارئاً بعد غد في بروكسل لمناقشة سبل مكافحة الداء.ويمكن أن تتزايد أعداد الإصابات خارج الصين مع انتقال العدوى لأشخاص لم يسافروا قط إلى الصين، كما حذّر أمس الأول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.وكتب في تغريدة: «تسجيل عدد قليل من الحالات يمكن أن يشير إلى تفشٍ أوسع في دول أخرى، باختصار، نحن لا نرى إلا رأس جبل الجليد». وفي العالم، تأكدت 320 إصابة في 30 بلداً.وتزامن الظهور العلني الأول لشي مع عودة خجولة للعمل أمس في الصين خارج المناطق التي يُفرض فيها حجر صحي، لكن التلاميذ بقوا في بيوتهم، بينما سمحت شركات لموظفيها بالعمل من المنزل.وفي مؤشر للصعوبات الاقتصادية الناتجة من الفيروس، أعلنت بكين أمس ارتفاعاً بأكثر من %20 لأسعار الطعام في يناير.