بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين للثورة الإسلامية، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء الولايات المتحدة التي «لا تحتمل» وفق قوله، «انتصار» الثورة الإسلامية ولا «عظمة الشعب الإيراني» وذلك أمام حشد هائل هتف كالعادة شعارات مناهضة للأميركيين.

وتحدى مدّ بشري البرد القارس بعد أن استفاقت العاصمة على تساقط الثلوج، للتجمّع في ميدان أزادي (الحرية باللغة الفارسية) في طهران رغبةً منهم بإظهار «وحدة» الشعب في هذه الفترة التي تخضع إيران لضغوط مستمرة من جانب الولايات المتحدة.

Ad

لوّن البعض وجوههم بألوان العلم الإيراني فيما حمل البعض الآخر صور مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني وخلفه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

وهتف المشاركون، بعضهم بغضب، شعارات مناهضة للولايات المتحدة مثل «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» و«تسقط خطة ترامب في فلسطين!»، وكُتب على لافتات رفعها المشاركون «سنقاوم حتى النهاية».

ودعت السلطات الإيرانيين إلى المشاركة بكثافة في التجمّع، عقب عام شهد تظاهرات عنيفة على خلفية أسعار المحروقات خصوصاً جراء التوترات مع الولايات المتحدة.

وقال هادي خامنئي، شقيق المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، خلف الخميني، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي، الثلاثاء إن «تأمين بلادنا ومنطقتنا يعتمد على وحدتنا والمشاركة في هذا التجمع هو رمز هذه الوحدة».

ثورة

وبعد عودة روح الله الخميني في الأول من فبراير 1979 من المنفى، احتفلت إيران في 11 من الشهر نفسه بالإطاحة بالنظام الشاه محمد رضا بهلوي، حليف واشنطن.

في أبريل 1980، قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع طهران حيث احتجز طلاب إسلاميون دبلوماسيين أميركيين كرهائن في السفارة الأميركية في طهران.

وبلغت التوترات بين البلدين مؤخراً ذروتها بعد اغتيال الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة استهدفته في بغداد في الثالث من كانون الثاني/يناير.

ورداً على ذلك، أطلقت إيران في الثامن من يناير صواريخ على قاعدتين عراقيتين يتمركز فيهما جنود أميركيون.

وقال روحاني أثناء التجمّع لمناسبة ذكرى قيام الجمهورية الإسلامية بعد الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي «إن القبول بانتصار أمة كبيرة وبأن قوة عظمى طُردت من هذه الأرض أمر لا يُحتمل بالنسبة للولايات المتحدة».

وأضاف «إنه لأمر طبيعي بالنسبة إليهم (الولايات المتحدة) أن يحلموا على مدى 41 عاماً بالعودة إلى هذه الأرض، لأنهم يعرفون أننا إحدى الدول الأقوى في الشرق الأوسط».

وقال الرئيس الإيراني إن «الأميركيين لم يفهموا عظمة الشعب الإيراني، الولايات المتحدة تعتقد أنها تواجه 41 عاماً من الحضارة. كلا، الأميركيون يواجهون حضارة إيرانية عمرها آلاف السنين».

وقال ياسر محمدي (37 عاماً) وهو موظف في قطاع الاستيراد والتصدير، لوكالة فرانس برس إنه جاء «لدعم سلطة الجمهورية الإسلامية»، وأضاف «صحيح أن لدينا مشاكل داخلية في البلاد، مثل الاقتصاد وسوء الإدارة، لكن هذا لن يمنعنا من دعم جمهوريتنا الإسلامية».

وتابع «نريد أيضاً أن نُظهر للعالم أن الولايات المتحدة تتصرف بشكل سيء وأنها مخطئة»، مندداً بشدة بقتل الجنرال سليماني.

علاقات

على مسافة قريبة، اعتبرت امرأة تبلغ 34 عاماً كانت ترتدي التشادور التقليدي، أن سليماني «شهيد مات من أجل الإيرانيين، إنما أيضاً من أجل كل المسلمين في العالم».

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران بشدة منذ انسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي عام 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين إيران ودول 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا).

وبعد انسحابها، أعادت الولايات المتحدة فرض سلسلة عقوبات على إيران في إطار حملة «الضغوط القصوى» التي تمارسها على الجمهورية الإسلامية.

وتتهم واشنطن إيران، رغم نفيها المتكرر، بأنها تسعى للتزود بقنبلة ذرية، ووعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقيام بكل ما أمكن لمنعها من ذلك.

وقال روحاني «في العامين الأخيرين، مارست الولايات المتحدة ضغطاً على على شعبنا الحبيب، على نظامنا التجاري، على كل وارداتنا وكل احتياجات بلادنا، لإنفاد صبر شعبنا».

ويأتي هذا التجمع قبل عشرة أيام من الانتخابات التشريعية في البلاد، ويتوقع عدد من المحللين خسارة ائتلاف روحاني الحكومي المؤلف من المعتدلين والإصلاحيين.