بعد أسابيع على هجومه الواسع بدعم روسي، حقق الجيش السوري هدفاً طال انتظاره بسيطرته، أمس، وللمرة الأولى منذ 2012، على كامل طريق حلب - دمشق الدولي M5، إثر انتزاعه منطقة الراشدين، بحسب المرصد السوري.

وركزت القوات السورية هجومها بداية على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي ثم ريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي M5 الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

Ad

وبعد أسابيع من القصف والمعارك العنيفة على الأرض، سيطرت دمشق الأسبوع الماضي على الجزء من الطريق الذي يمر في محافظة إدلب ثم ركزت عملياتها على ريف حلب الجنوبي الغربي.

وغداة إعلان وزارة الدفاع التركية "تحييدها 101 جندي سوري في قصف استهدف 115 موقعاً"، شدد الرئيس رجب طيب إردوغان على أن دمشق ستدفع "ثمناً باهظاً جداً" لهجومها على قواته للمرة الثانية وقتل 13 منهم خلال ما يربو قليلاً على أسبوع.

وقال إردوغان، في كلمة، "بعثنا بالردود اللازمة للجانب السوري على أعلى مستوى. ونالوا ما يستحقون خصوصاً في إدلب. لكن هذا ليس كافياً وسيستمر"، مؤكداً أنه سيعلن اليوم خطة مفصّلة لكيفية التعامل مع التطورات في هذه المحافظة.

وفي مؤشر إلى مدى خطورة الوضع، عقد إردوغان اجتماعاً أمنياً لبحث الأوضاع في إدلب حضره عدد من الوزراء ورئيس هيئة الأركان وقائد جهاز الاستخبارات لبحث الخطوات المحتمل اتخاذها.

معركة النيرب

ولاحقاً، أفادت وزارة الدفاع التركية بأن القوات السورية غادرت بلدة النيرب، مؤكدة إسقاط طائرة مروحية تابعة لها بصاروخ أرض جو مع بدء هجوم لفصائل المعارضة المدعومة منها.

وإذ أكد المرصد السوري مقتل قائدي المروحية والعثور على جثتيهما متفحمتين"، توقع مسؤول تركي أن تستعيد المعارضة أراضي خسرتها وقد تعقب ذلك خطوات أخرى، مؤكداً أن "القوات السورية تطلق النار قرب مواقع المراقبة التركية ما استدعى الرد".

ورداً على مقتل 5 من جنودها بعد 8 الأسبوع الفائت في قصف للجيش السوري، حذرت وزارة الدفاع التركية من أنها سترد على أي هجوم جديد "بأكبر قدر من الشدة"، مؤكدة أنها استهدفت 115 موقعاً للقوات السورية وتحييد 101 من جنودها.

حلب- دمشق

ومع إخفاق الجولة الثانية من المحادثات بين مساعد وزير الخارجية التركي سادات أونال ونظيريه الروسي سيرغي فيرشينين في التوصل إلى أي اتفاق على وقف الاشتباكات، اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بوقف كل الهجمات على القوات السورية والروسية والالتزام بالاتفاقات المبرمة مع تركيا، معتبراً أنشطة المسلحين في إدلب بما فيها الطلعات الجوية أمراً غير مقبول يجب قمعه.

ووسط تزايد التوتر، رجع المتحدث باسم الكرملين وأكد أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث الوضع في سورية أمس مع نظيره التركي هاتفياً.

بدوره، كشف نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف أن العسكريين الروس والأميركيين على تواصل بخصوص تطورات الوضع في إدلب، موضحاً أنهم يناقشون كل المسائل المتعلقة بالوضع في عبر قنوات الاتصالات القائمة بينهما.

عدوان تركي

ودانت وزارة الخارجية السورية "استمرار النظام التركي في عدوانه ونشره المزيد من قواته في إدلب وريفها وريف حلب واستهداف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية المندحرة أمام تقدم الجيش السوري".

وأشارت إلى أنه "في الوقت الذي تهيب فيه سورية بالمجتمع الدولي اتخاذ المواقف الواجبة للجم السلوك العدواني للنظام التركي ودعمه اللامحدود للإرهاب في سورية وليبيا فإنها تؤكد مجدداً أن هذه الاعتداءات لن تنجح في إعادة إحياء التنظيمات الإرهابية وسيستمر الجيش في مطاردة فلول هذه التنظيمات حتى القضاء عليها بشكل كامل واستعادة السيطرة على الأراضي السورية كافة".

وجددت وزارة الخارجية "الرفض القاطع لأي وجود تركي على أراضي سورية الذي يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي واعتداء صارخاً على سيادتها ويتناقض مع بيانات آستانة وتفاهمات سوتشي بخصوص منطقة خفض التصعيد في إدلب الأمر الذي يؤكد إصرار نظام إردوغان على عدم احترام أي تعهدات ومواصلة التصرف كنظام خارج عن القانون".

إنزال أميركي

وعلى جبهة أخرى، نفذت قوات التحالف الدولي إنزالاً جوياً في ريف دير الزور الشرقي، بعد ساعات لعمليات تصفية أجراها تنظيم "داعش" في قرية الشحيل لمقاتلين من الوحدات الكردية المدعومة أميركياً.

وساعدت العملية الأميركية الوحدات الكردية في اعتقال أحد النازحين من قرية الهري بريف البوكمال، كان موجوداً في المنزل المستهدف بالبلدة التابعة لناحية البصيرة.