في محاولة لتسريع عملية تطوير الأدوية واللقاحات لفيروس كورونا الجديد، أطلقت منظمة الصحة العالمية، التي أرسلت بعثة خبراء إلى الصين، مؤتمراً علمياً مدة يومين في جنيف أمس، وجدّدت تأكيدها أن الفيروس يشكل «تهديداً خطيراً جداً للعالم»، بعدما تعدّت وفياته ألف شخص.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أثناء افتتاح المؤتمر: «نأمل أن تكون إحدى نتائج هذا الاجتماع هي خريطة طريق متّفق عليها للبحوث يجتمع حولها الباحثون والمانحون».

Ad

ومن المتوقع أيضا أن يناقش 400 من علماء الطب ومسؤولي الصحة العامة وممثلي الحكومات سبل سد فجوات المعرفة الحالية بشأن أصل الفيروس وانتقاله وعلاجه.

وأضاف غيبريسوس: «وجود 99 في المئة من الحالات في الصين سيبقى حال طوارئ كبيرة لهذا البلد، لكن ذلك يشكل تهديداً خطيراً جداً لسائر دول العالم».

وسيعقد وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً غداً في بروكسل لمناقشة تدابير منسقة ضد الوباء.

تشونغ

في المقابل، قال المستشار الطبي للحكومة الصينية خبير الأوبئة تشونغ نانشان (83 عاما)، أمس، إن انتشار «كورونا» سيبلغ ذروته في البلاد هذا الشهر وربما ينتهي بحلول أبريل المقبل.

وبكى تشونغ الذي اشتهر بمكافحة وباء «سارس» في 2003، خلال مقابلة مع «رويترز» على الطبيب لي ونليانغ الذي توفي الأسبوع الماضي بعد أن تعرض للتوبيخ لإطلاقه جرس الإنذار من انتشار «كورونا».

لكن تشونغ أبدى تفاؤله بأن وتيرة انتشار الفيروس الجديد ستتباطأ قريبا مع تراجع أعداد الحالات الجديدة في بعض المناطق.

وقال إن الذروة ستحدث في منتصف فبراير أو أواخره يعقبها استقرار ثم تراجع، وذلك بناء على التوقعات وفق نموذج رياضي والأحداث الأخيرة والتحركات الحكومية.وحتى أمس، أصيب أكثر من 42600 شخص بهذا الفيروس في الصين القارية، وتوفي ما لا يقلّ عن 1016 منهم.

20 ألف طبيب

ووصل أكثر من 20 ألف من الأطباء الصينيين ومساعديهم إلى مقاطعة هوبي، وعاصمتها ووهان التي تعد مصدرا للفيروس.

وشددت السلطات القيود في المنطقة المعزولة، فمنعت سكان ووهان الذين يُظهرون أعراض حرارة مرتفعة من تلقي العلاج في مستشفيات واقعة خارج المنطقة حيث يقطنون، وفق ما أعلنت لجنة الصحة في المدينة أمس.

وأعلن التلفزيون الصيني، أمس، أن اثنين من كبار المسؤولين في هوبي أُقيلا بقرار من اللجنة الدائمة للحزب الشيوعي، بينما يوجه الرأي العام انتقادات للسلطات تتعلق بإدارة الأزمة.

ويتهم عدد كبير من الصينيين الذين يشعرون بالغضب منذ أسابيع، السلطات بالتأخر في التحرك في مواجهة الإصابات الأولى التي سجلت في ووهان كبرى مدن الإقليم وعاصمته.

إجراءات حجر

وفي سيول، أعلنت وزارة الصحة في كوريا الجنوبية، أمس، أنها ستبدأ في تطبيق «إجراءات حجر ومراقبة» بحق القادمين من هونغ كونغ وماكاو ابتداء من اليوم.

وقال جوان ايون كيونغ، رئيس المركز الكوري لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنه جرى اتخاذ القرار «في ظل تزايد احتمالية تدفق مصابين بكورونا من هذه المناطق».

وكانت الحكومة التايوانية طالبت مواطنيها في وقت سابق بتجنب السفر غير الضروري لهونغ كونغ وماكاو، مشيرة إلى أن هونغ كونغ لم تتمكن من تعقب سبب إصابة عدد من الحالات المحلية بالفيروس.

وتأتي هذه التحذيرات عقب الاخلاء الجزئي لمبنى سكني، حيث أصيبت سيدة، تعيش في المبنى نفسه الذي كان يعيش فيه شخص تأكدت إصابته بالفيروس، ليبلغ بذلك عدد الحالات المصابة المؤكدة في هونغ كونغ 42 حالة.

وأثارت هذه القضية مخاوف من إمكان انتشار الفيروس عبر أنظمة الصرف أو التهوية. وقد أصيب ثلاثة آخرين يعيشون في المبنى بأعراض مرض صدري، ويجرى فحصهم أثناء عزلهم.

كما أصيب 9 أفراد من عائلة واحدة بالفيروس بعد تناولهم وجبة معاً، في هونغ كونغ.

تايوان مستاءة

من ناحية أخرى، حملت تايوان على الدول التي «خلطت» بينها وبين الصين بعد أن أصبحت الفلبين آخر دولة تفرض حظر سفر على الجزيرة.

ورغم روابطها الثقافية الوثيقة بالصين وقربها منها، فإن تايوان تحرّكت بسرعة لمنع تفشي المرض وسجّلت حتى الآن 18 إصابة مؤكدة بالفيروس. وترى بكين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتقول إنها لن تتوانى عن استعادتها بالقوة لو احتاج الأمر.

بدورها، أكدت السلطات التايلندية امس، اكتشاف حالة إصابة جدية تعود لامرأة صينية من ووهان، ليرتفع بذلك إجمالي عدد المصابين بالفيروس في البلاد إلى 33 شخصا.

وفي السياق، رفضت تايلند استقبال سفينة سياحية «فيستردام» السياحية الفاخرة، تديرها شركة «هولاند أميريكا لاين» للسفن السياحية، لتصبح بذلك أحدث دولة تمنع دخولها بسبب مخاوف من انتشار كورونا.

وفي طوكيو، أكدت وزارة الصحة اليابانية امس، اكتشاف حالتين جديدتين من الذين تم اجلاؤهم من ووهان ليرتفع بذلك اجمالي عدد المصابين بالفيروس في البلاد الى 28 حالة باستثناء الـ 135 شخصا من الركاب واعضاء طاقم السفينة السياحية التي طبقت عليهم اجراءات الحجر الصحي منذ وصولها الى ميناء يوكوهاما في 3 فبراير الجاري.

السعودية والإمارات

عربياً، وبينما أكد مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة السعودية امس، أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي حالة إصابة بالفيروس في المملكة، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الاماراتية تشخيص حالة جديدة من الجنسية الهندية وهي من المخالطين للحالة التي تم اعلانها أخيراً ليكون اجمالي عدد الحالات المكتشفة في الإمارات 8 حالات.