قصر السلام... تاريخ حي يوثق حقبة الستينيات
رؤساء تحرير الصحف المحلية يطلعون على معالمه
بتنظيم مشترك بين الديوان الأميري وجمعية الصحافيين الكويتية، زار رؤساء تحرير الصحف المحلية أمس قصر السلام، الذي يعد أحد المعالم المعمارية التاريخية، وشاهدا حيا يوثق تاريخ الكويت في حقبة الستينيات من القرن الماضي أثناء حكم الشيخ عبدالله السالم وما بعدها، حيث بقي صامدا رغم ما أصابه من تخريب ودمار أثناء الاحتلال الغاشم للكويت عام 1990. وفي ظل تخصيصه لاستقبال الملوك والرؤساء وكبار الزوار، أطلق عليه لقب "قصر الضيافة"، وتوالت عليه السنوات والعقود، لينتهي به المطاف ويتم تحويله في 2013 إلى متحف يحكي الحضارات التي سكنت هذه الأرض.وإدراكاً من الديوان الأميري لقيمة هذا المعلم التاريخي، بادر الديوان، بتعليمات سامية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، إلى إعادة تأهيله، حيث تم ترميمه بنفس المواد والأشكال والأبعاد الأصلية، ليتم بعثه من جديد، ليعيد إلى الواجهة أحد المعالم التاريخية التي شهدت مرحلة مهمة في تاريخ الكويت السياسي.
وﺼﻤم القصر السلام كقصر ﺳكني ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻌد اﻟﻌﺒداﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ، وﻣﻊ اﺳﺘﻘﻼل الكويت ﻋﺎم 1961 ﻛﺎﻧت ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟة ﻟوﺟود ﻗﺼﺮ ﻟﻠﻀﻴﺎﻓﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟوﻓود اﻟدوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑدأت ﺗﺘﻮاﻓد ﻋﻠﻰ البلاد ﺑﻌد اﺳﺘﻘﻼلها، وبعد اﻧﻀﻤﺎم الكويت إﻟﻰ ﻫـﻴﺌﺔ اﻷﻣم اﻟﻤﺘﺤدة حول اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒداﻟﻠﻪ اﻟﺴﺎﻟم ﻣﻠكية القصر للدولة، وﺗم تكليف وزﻳﺮ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ آنذاك اﻟﺸﻴﺦ ﺟﺎﺑﺮ الأﺣﻤﺪ ﺑالإﺷﺮاف ﻋﻠﻰ إﻧﻬﺎء أﻋﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء.وﻓﻲ ﻋﺎم 1964 استقبل القصر أول زواره الذين بلغوا على مدار 26 ﻋﺎﻣﺎً أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 166 زاﺋﺮاً ﻣﻦ ﻣﻠﻮك ورؤﺳﺎء دول وﺸﺨﺼﻴﺎت ﺴﻴﺎﺳﺔ مهمة، قبل أن يتعرض للدمار أثناء الغزو العراقي للكويت عام 1990، إذ حرق ونهبت ممتلكاته.ومر القصر بفترة من الإهمال والنسيان بعد الغزو قاربت 23 عاماً قبل أن يقوم الديوان الأميري في 2013 بترميمه وتحويله إلى متحف يوثق تاريخ الكويت، فتم تكليف قطاع الشؤون التاريخية بالتصميم والتنفيذ والإشراف على هذا المشروع الوطني المهم.وفي أبريل 2019 افتتح سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد متحف القصر، الذي يضم ثلاثة متاحف رئيسية: متحف تاريخ الكويت عبر حكامها، ومتحف تاريخ قصر السلام، ومتحف الحضارات التي سكنت أرض الكويت، إضافة إلى أقسام مستحدثة، هي المكتبة الرقمية، والكورت يارد، والمعارض المؤقتة، والمواقف المتعددة الأدوار، وبعد مرور سبع سنوات من العمل المتواصل رمم قصر السلام وحول إلى متحف يجمع تاريخ الكويت الممتد أكثر من 300 سنة تحت سقف واحد.
القصر تخصص باستقبال الملوك والرؤساء وكبار الزوار... وتحول عام 2013 إلى متحف للحضارات