مرسّخاً موقعه في المعركة لمنافسة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 نوفمبر المقبل، فاز السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز بالانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في ولاية نيوهامشر، متقدّماً على منافسيه وبينهم جو بايدن.وحصل ساندرز الذي عزز قبضته على الجناح اليساري والتقدمي في الحزب، على 26 في المئة من الأصوات في الولاية الواقعة شمال شرقي الولايات المتحدة، حيث هزم هيلاري كلينتون في 2016.
وقال ساندرز (78 عاما) أمام حشد من أنصاره "النصر هنا هو بداية النهاية لترامب، وسنتحد معاً ونهزم أخطر رئيس في تاريخ بلادنا الحديث". وأضاف: "السبب وراء فوزنا أننا نجمع حركة سياسية لا مثيل لها متعددة الأجيال ومتعددة الأعراق".وأكد أنه يتحدى المليارديرات والمرشحين الذين يموّلهم المليارديرات، قائلا إنه سيركز على القضايا الرئيسية في مجال الرعاية الصحية والاقتصاد.
بوتيجيدج
وجاء رئيس البلدية السابق لساوث بند بولاية إنديانا بوتيجيدج ( 38 عاماً) في المركز الثاني بفارق 4300 صوت (نحو 1.6 في المئة)، وحصل على 24 في المئة من الأصوات، ليباشر الاستعداد لمعارك قادمة أصعب، فيما حافظت إيمي كلوبوشار على تقدّمها لتحلّ في المركز الثالث مع قرابة 20 بالمئة من الأصوات، مستفيدة من موجة زخم أعقبت مناظرة قوية يوم الجمعة، بينما حلّت التقدّمية اليزابيث وارن في المركز الرابع مع نحو 9 في المئة من الأصوات، ما ألقى مزيداً من الشك حول قدرتها على أن تكون البديل لساندرز.وقال بوتيجيدج: "الآن تنتقل حملتنا إلى نيفادا، إلى كارولاينا الجنوبية إلى مجتمعات في أنحاء بلادنا. سنرحّب بحلفاء جدد لحركتنا في كل خطوة".المندوبون
وبينما حصل ساندرز على أصوات 13 مندوباً في "كوكوس أيوا"، وبوتيجيدج على 12 مندوباً، تعادل الرجلان في نيوهامشر بحصول كل منهما على 9 مندوبين.ويحتاج أي مرشح إلى 1991 مندوباً للفوز بترشيح الحزب من الدورة الأولى في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.ونيوهامشر، هي ثاني ولاية تجرى فيها انتخابات تمهيدية بعد الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي في ولاية أيوا وتصدرها المرشح بوتيجيدج، بينما حل بادين في المركز الرابع.وستجرى الانتخابات المقبلة في ولاية نيفادا في 22 الشهر الجاري، ثم في ولاية ساوث كارولينا نهاية الشهر الجاري قبل أن تصوت أكثر من 10 ولايات في "الثلاثاء الكبير".بايدن
في المقابل، جاء أداء بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما مخيباً للآمال للمرة الثانية على التوالي، بعد أن حل في المركز الرابع في ولاية أيوا.وبعد أشهر من تربّعه في مقدمة المرشحين، بدأت أسوأ مخاوف بايدن تتحقق بعد حلوله في المركز الخامس مع أكثر بقليل من 8 في المئة من الأصوات في نيوهامشر.وستسدد هذه النتيجة ضربة لبايدن (77 عاما) الذي فشل في جمع التمويل اللازم للحملة وفي تحقيق مستويات الحماسة مقارنة بمنافسيه في السباق.وبايدن الذي كان يتوقع النتيجة على ما يبدو، انكفأ وألغى أمسية حزبية، وكان عند صدور النتائج في ولاية كارولاينا الجنوبية.وقال لأنصاره "سمعنا من أول ولايتين من 50 ولاية. اثنتان منها. ليس الأمة كلها، وليس نصفها، وليس ربعها". وأضاف: "بالنسبة لي هذا جرس الافتتاح، ليس جرس الإغلاق".ومن المؤكد أن بايدن سيواجه تساؤلات متزايدة بشأن مدى جدوى حملته وقدرته على حشد دعم المعتدلين في ظل صعود بوتيجيدج وكلوبوشار.كما يواجه منافسة من الملياردير ورئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ، الذي يركّز على ولايات أكبر كثيراً مثل كاليفورنيا، والتي تجرى الانتخابات التمهيدية بها في 3 مارس المعروف باسم "الثلاثاء الكبير". وتراجعت نسبة التأييد لبايدن من 26 إلى 17 في المئة منذ نهاية يناير، حسب استطلاع على مستوى وطني أجرته "جامعة كوينيبياك".وأظهر الاستطلاع أيضا أن ساندرز تقدم للمرة الاولى على مستوى وطني على بادين، وكذلك حل بلومبرغ في المرتبة الثالثة مع تأييد 15 في المئة، ما يشير إلى تغير محتمل في النتائج عندما يلقي رئيس بلدية نيويورك السابق بكل ثقله خلف حملته.وفي محاولة لكسب أصوات المنشقين عن بايدن، يركز بلومبرغ على "الثلاثاء الكبير" عندما تقترع 14 ولاية، وسينفق مبلغ 260 مليون دولار من أمواله الخاصة على الحملة.وتظهر الاستطلاعات حتى الآن تقدم ساندرز في كاليفورنيا التي تعتبر الجائزة الكبرى في "الثلاثاء الكبير"، لكونها تمنح أكبر عدد من المندوبين لمؤتمر الحزب (494 مندوباً).ترامب
وكان ترامب تابع المعركة الديمقراطية في نيوهامشر قائلاً على "تويتر" مع تقدم فرز الأصوات، إن "بوتيجيدج يبلي حسناً، ويُصعّب الفوز على بيرني المجنون. أمر مثير جداً".وتابع: "إليزابيث وارن، التي يشار إليها أحيانا ببوكاهونتاس، تمضي ليلة سيئة جدا"، مضيفاً: "أعتقد أنها ترسل إشارات بأنها تريد الانسحاب".وأقرت وارن أن النتيجة "مخيبة للامال"، لكنها شددت على أنها "ستكون عملية انتخابات تمهيدية طويلة".يانغ وبينيتمن ناحيتهما، أقر المرشحان، رجل الأعمال أندرو يانغ (45 عاماً)، والسناتور عن كولورادو مايكل بينيت (55 عاما) بمواجهة الحقيقة، وأعلنا الانسحاب من السباق.وقال يانغ: "تعلمون أنا رجل حسابات، والواضح من الأرقام اننا لن نفوز بهذا السباق". وأضاف "انا لست شخصاً يريد قبول التبرعات والدعم في سباق لا مكان للفوز فيه، لهذا أنا أعلن الليلة تعليق حملتي".