مصر: هجوم حكومي على الزيادة السكانية
«اعتذار» الحويني عن التسرع بالإفتاء يشعل هجوماً على السلفية
شن أعضاء الحكومة المصرية برئاسة مصطفى مدبولي أمس هجوماً جديداً على الزيادة السكانية التي تبتلع ما يتحقق من "الإنجازات"، وذلك غداة تخطى تعداد المصريين في الداخل حاجز الـ 100 مليون نسمة رسمياً، بينما تتحدث تقارير غير رسمية عن أن العدد الحقيقي يفوق الـ 115 مليوناً على الأقل، في ظل غياب الإحصاء الدقيق للمناطق الشعبية والعشوائيات التي تتميز بكثافة سكانية مرتفعة.وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، طارق شوقي، قال في مؤتمر "تعزيز التعليم في الشرق الأوسط"، بالقاهرة أمس، إنه على الرغم من بناء 20 ألف فصل دراسي فإن الزيادة السكانية التهمت منها 17 ألف فصل، مما يؤخر عملية تخفيف الكثافة في الفصول المدرسية.تصريحات شوقي اعتبرت محطة جديدة في قطار التصريحات الحكومية التي تحمّل الزيادة السكانية جل مشاكل مصر، أكبر دولة عربية من حيث السكان، وبدا واضحا صدمة أعضاء الحكومة من السرعة الإنجابية للمصريين، التي جاءت أعلى من المتوقع في يناير الماضي، بمعدل مولود كل 17.9 ثانية، مع توقعات رسمية بوصول عدد المصريين إلى 191 مليون نسمة في 2052.
وشدد رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، خيرت بركات، على أنه لابد من السيطرة على الزيادة السكانية التي تؤثر سلبا على متوسط نصيب الفرد من الخدمات الخاصة بالتعليم والصحة والنقل. وقالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، هالة السعيد، إن استمرار معدلات نمو السكان يهدد بمزيد من الضغوط على معدلات التنمية ومتوسط نصيب الفرد في الإنفاق على التعليم والصحة.إلى ذلك، ثار جدل واسع وأخذ ورد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب فيديو للداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، الذي قدم ما يشبه الاعتذار عن تسرعه في الفتوى وطلبه للشهرة ووقوعه في أخطاء علمية فيما سبق، في فيديو بثه الإعلامي نشأت الديهي أمس الأول، وأثار زوبعة من ردود الأفعال المؤيدة لشجاعة الحويني والمهاجمة له على أفكاره المتشددة التي عاد ليعتذر عنها بعدما قادت آلاف الشباب إلى التطرف والعنف، رغم أن الفيديو يعود إلى عام فإنه أثار الجدل الأسبوع الجاري فقط.وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة للدفاع عن الحويني أو الهجوم عليه، بسبب تصريحاته التي عُدت تراجعا عن مواقفه السابقة الأكثر تشددا، مما كشف عن صراع بين تيارين كبيرين في المجتمع المصري بين أنصار السلفية المتشددة وخصومهم من الوسطيين بالأزهر الشريف والتيارات المدنية، بينما شنت المواقع الإخبارية المصرية هجوما على الحويني الذي يعد من أكبر المرجعيات السلفية في مصر حاليا، وقد ابتعد عن وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة مكتفيا بدروسه الدينية.