انتهت حادثة الانهيار الرملي بمشروع مدينة المطلاع السكني الى حصيلة نهائية بلغت ست حالات وفاة وثلاث إصابات بعدما أعلنت الإدارة العامة للاطفاء انتهاء عمليات البحث والإنقاذ هناك.وبالتزامن مع اكتمال انتشال القتلى والمصابين بالحادث تتواصل التحقيقات لمعرفة أسباب الانهيار وتحديد المسؤوليات لا سيما في ضوء توجيهات وزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الاسكان د. رنا الفارس بتشكيل لجنة تحقيق في ملابسات الانهيار وتشديدها على ضرورة سرعة الانتهاء من التحقيق لتحديد اوجه القصور ومحاسبة المسؤول في حال ثبت الاهمال.
لجنة تحقيق
وأصدرت الوزيرة الفارس، أمس، قراراً بتشكيل لجنة التحقيق في الحادث الذي تمثل في انهيار جوانب حفر أحد خطوط الأمطار في المشروع.وتضمنت المادة الأولى من القرار، الذي حمل الرقم 9 لعام 2020، تشكيل اللجنة برئاسة د. خالد الحربي من كلية الحقوق في جامعة الكويت، وعضوية د. وليد عيد من كلية الهندسة والبترول في الجامعة، وم. عبدالعزيز الياسين من إدارة الخبراء في وزارة العدل، وم. طارق العدواني وم. خالد عبدالمجيد الشطي من إدارة الأمن والسلامة في بلدية الكويت، إضافة إلى مقرر اللجنة أمينة العوضي.وتم تكليف اللجنة، كما جاء في المادة الثانية من القرار الوزاري، بمعاينة موقع الحادث، وبيان وصفه وملابساته، والوقوف على أسبابه، إضافة إلى الاطلاع على المستندات التعاقدية مع بيان ما إذا اتبعت أسس الأمن والسلامة في المشروع من عدمه، وإبداء الاقتراحات بشأن تلافي مثل هذه الحوادث مستقبلاً، مع رفع التوصيات باتخاذ الإجراءات القانونية للمتسببين في الحادث محل التحقيق.ونص القرار على أن ترفع لجنة التحقيق تقريراً بنتائج أعمالها وتوصياتها في موعد أقصاه الأربعاء المقبل.من جهتها أعلنت المؤسسة العامة للرعاية السكنية إيقاف العمل في موقع الانهيار الرملي بمشروع مدينة المطلاع إلى حين انتهاء الإجراءات الرسمية حياله، مؤكدة أن سير العمل في بقية مواقع المشروع لن يتأثر بالحادث.وأعلنت المؤسسة في بيان صحافي امس ان الحادث أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات لعمال الشركة المعنية بتنفيذ الأعمال الإنشائية والبنية التحتية في المشروع، وأنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادث عملا بتوجيهات الوزيرة الفارس واتخاذ اللازم والعمل بما ستوصي به لجنة التحقيق المحايدة التي وجهت الوزيرة أمس الاول بتشكيلها.المهندسين
بدورها قدمت جمعية المهندسين التعازي لذوي ضحايا الانهيار الرملي في أحد مشاريع البنية التحتية بمدينة المطلاع، داعية الى تحمل الجهات المعنية مسؤوليتها الكاملة في الحادث الناجم عن التهاون في تطبيق الاشتراطات وتغييب العنصر الهندسي الوطني من مشاريع الدولة العملاقة. وقال رئيس الجمعية المهندس فيصل العتل: ونحن نشيد بتفاعل الوزيرة الدكتورة رنا الفارس ووقوفها على رأس الحادث فإننا نرى أنه لزاما علينا أن نؤكد أن هذا لايعفي أحدا من المسؤولية المهنية والفنية للحفاظ على الأرواح والممتلكات، ونحذر من الاستمرار في التساهل بتطبيقات اشتراطات السلامة التي تحتاج الى كوادر هندسية كويتية مؤهلة غير موجودة في أغلب مشاريعنا، لافتا الى أن أحد الأسباب الرئيسية لمثل هذا الحادث غياب العنصر الهندسي الوطني الفني القادر على تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة والبيئة في المشاريع وخاصة الحكومية.غياب الاحترافية
وأكد العتل أن عدم تواجد المهندسين الكويتيين في مثل هذه المشاريع والاعتماد على الاستشاريين الأجانب في الاشراف والتنفيذ سيزيد من مثل هذه الحوادث.وركز العتل على أن غياب الاحترافية في اجراءات الأمن والسلامة من قبل استشاري المشروع واعتماده على عمالة أجنبية أمر لم يعد مقبولا، فنحن بحاجة ماسة الى تسريع عملية اعتماد أصحاب المهن الهندسية المساندة للعمل بمختلف المشاريع وأن يكون لنا مهندسون وفنيون كويتيون يقومون بتطبيق كودات الأمن والسلامة بحزم ودون تساهل مع مقاول أو استشاري.«الإطفاء»: عملية الإنقاذ معقدة وشكلت خطراً علينا
قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالإدارة العامة للإطفاء العميد خليل الأمير، إن فرق الإطفاء المعنية بالتعامل مع حادث انهيار المطلاع، أعلنت عند الساعة الرابعة والنصف من فجر أمس انتهاء عمليات البحث والإنقاذ بالموقع، بعدما تمكن رجال الإطفاء من انتشال آخر جثة للعمال المفقودين بعد رفع الرمال عنها باستخدام معدات خاصة، وبعد أن تمكنت كلاب الاثر من تحديد مواقع العمال المفقودين.من جانبه، قال مساعد المدير العام لـ "الاطفاء" لشؤون المكافحة اللواء جمال البليهيص لـ "الجريدة"، إن فرق الاطفاء بالموقع استخدمت معدات خاصة للتعامل مع الحادث، واستعانت بوحدة كلاب الاثر البوليسية في عمليات البحث والانقاذ، وتحديد مواقع جثث العمال المتوفين.وأضاف اللواء البليهيص أن عملية الانقاذ والعمل بالموقع كانت معقدة جداً، واتسمت بالخطورة الشديدة على رجال الاطفاء، نظرا لأن الموقع كان مهددا بالانهيار أكثر من مرة، مشيرا إلى أن الحفرة التي حدث بها الانهيار لم يكن بها دعامات خاصة لمنع انهيال الرمال.وذكر أن طبيعة الموقع وما به من الأحجار زادت من صعوبة العمل، مما دفع رجال الاطفاء لاستخدام معدات خاصة بتفتيت الأحجار ونقلها خارج الحفرة، ثم رفع الرمال بطريقة يدوية للبحث عن المفقودين.