شوشرة: أنقذوا الأجيال
![د. مبارك العبدالهادي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/43_1682355165.jpg)
وإن وزارة التربية أمام مسؤولية كبيرة تتطلب إعادة هيكلة، خصوصاً أن المعني في هذا الموضوع هم أجيال المستقبل الذين يجب أن يكونوا أكثر وعيًا وإدراكا لحجم المسؤولية التعليمية لا الاستهانة طالما أن الواسطة حاضرة والغش "على عينك يا تاجر".وإن الانتقاد الذي يوجه للشهادات الوهمية من الخارج خطورته في الوضع الداخلي أكبر، فمدارسنا هي الأساس والوسيلة لتحويل الطالب إلى مسارين: إما الالتزام والاستمرار بمستوى تعليمي حقيقي، وإما اللجوء بعد الثانوية إلى الجامعات التي تبيع الوهم لأنهم اعتادوا ذلك.إن بناء أي مستقبل يعتمد بالأساس على التعليم في مختلف مراحله لخلق جيل واع يخشى الفساد ويحاربه، وإن تهاون البعض في وزارة التربية في هذا الأمر يحملهم مسؤولية كبيرة تستدعي من قبل قيادييها، وعلى رأسهم الوزير، تطهير الوزارة من هؤلاء ومحاسبتهم حتى لا يدمروا تلاميذنا ويساهموا في نشر ثقافة الفساد عبر النجاح بالواسطة أو الغش.كما أن إعادة النظر في المناهج أصبحت ضرورة مع سرعة اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها قبل "ما يفوت الفوت" فوقتها "ما ينفع الصوت"، فحافظوا على أجيالنا الحالية لأنهم هم المستقبل، وحاسبوا المعلمين الذين برخصة قيادة أو تجديد دفتر المركبة يبيعون ضمائرهم ويتحولون إلى موظفين عند بعض أولياء الأمور، فهل يعقل أن طلبة في الثانوية العامة لا يستطيعون كتابة جملة مفيدة، بل يخطئون في كتابة أسمائهم؟ هل يعلم المسؤولون في قطاع التعليم حجم هذه الكارثة؟ وهل اللجان الإشرافية على دراية بما يحدث خلف أسوار بعض المدارس وفصولها المغلقة؟