بسبب «كورونا»... «عيد الحب» حزين في الصين
خططت جيانغ لانيي لرحلة العمر إلى الصين مع خطيبها لمشاهدة حدائق سوجو والفن الحديث في شنغهاي والتزلج على الجليد على بحيرات بكين المجمدة، لكن هذا المشروع ذهب أدراج الريح بسبب الخوف من عدوى فيروس كورونا المستجد.وبدلا من أن تجول في مدن عدة في الصين، لزمت جيانغ لانيي وخطيبها الأوكراني منزل والديه لأسبوعين دون الخروج منه.وهو مصير سيعرفه ملايين العشاق في عيد الحب هذه السنة. وستسجل المطاعم ومتاجر بيع الزهور والفنادق والأماكن الرومنسية خسائر في بلد مشلول جراء وباء "كوفيد-19".
وعلمّت جيانغ (24 عاما) العالقة في منزل أهلها، خطيبها لعبة "ماجون" الصينية الترفيهية.وتقول لوكالة فرانس برس "نلهو بلعبة الماجون لساعتين أو ثلاث في اليوم. لم يكن يعرف هذه اللعبة والآن أصبح يجيدها".وسيحرم عشاق بكين هذه السنة من الحفلات الموسيقية الرومنسية وعشاء يقدم خلاله ثمار البحر بقيمة 220 يورو. فقد ألغيت هذه المهرجانات التي تنظم خصيصا بمناسبة عيد الحب بسبب انتشار الفيروس.وتقول تيرا المقيمة في بكين التي تعيش مع صديقها منذ ثلاث سنوات "عيد الحب لن يكون مختلفا عن أي يوم آخر في الحجر الصحي".ومنذ العودة من زيارة لذويها بمناسبة رأس السنة الصينية، لم تخرج وصديقها من شقتهما إلا للتبضع.وبات الثنائي يخشى على غرار الكثير من الصينيين التبضع على المواقع الالكترونية خشية من نقل الشخص المكلف تسليم السلع العدوى إليهما. وتقول "لا ورود هذه السنة بتاتا. فهو سيخاف من شرائها وأنا من ملامستها".وتؤكد صاحبة متجر لبيع الزهور لفرانس برس أن المبيعات تراجعت إلى النصف مقارنة مع العام الماضي جزئيا لأن الزبائن يخشون العدوى لدى تسليمها.ويقدر متجر آخر لبيع الزهور في بكين تراجع إيراداته بحوالى 70% لكنه عزا ذلك جزئيا إلى غياب ملايين الأشخاص الذين لم يعودوا إلى العاصمة بعد احتفالات رأس السنة الصينية.وخشية من العدوى في القطارات والطائرات، قرر الكثير من الأشخاص تمديد إجازاتهم والبقاء حيث كانوا.تفاديا للتجمعات والحفلات، دعت السلطات المخطوبين إلى تأجيل موعد الزفاف ما ألحق ضررا بهذا القطاع الاقتصادي المزدهر.وكانت شو هي (25 عاما) تنوي الحصول على شهادة زواجها في يوم عيد الحب مع أهلها وزوج المستقبل.لكنهما فضلا تأجيل الزواج لرفض أهل العروس الخروج من المنزل حيث يقيمان في كانتون (جنوب).وتقول شو هي "لا يجيدان القيادة ولا أثق بوسائل النقل المشترك" معربة عن قلقها من احتمال انتقال العدوى.ويبقى البعض الآخر منفصلا لفترات طويلة كما هي حال شاو وان (28 عاما) الذي سيبقى صديقها في تايوان لفترة غير محددة في حين تعمل هي في بكين.وتقول "لا اريد أن يعود. ماذا لو أصيب بالعدوى في الطائرة؟"رغم ذلك، تبقى بعض الإيجابيات. وتقول تيرا لي انها تستفيد من الوقت الذي تمضيه مع حبيبها في المنزل. ففي الأيام العادية لا يلتقيان قبل الساعة العاشرة من مساء كل يوم خلال الأسبوع.