ترامب وبلومبرغ... حرب كلامية مبكرة بين «مهرج الكرنفال» و«ميني مايك»
ساندرز يدين انتقاد مقدم تلفزيوني محافظ لمثلية بوتيجيدج
بالتزامن مع بدء الملياردير الأميركي مايكل بلومبرغ حملته لجذب الناخبين السود الذين سيشكّلون عاملاً حاسماً في اختيار مرشح الحزب الديمقراطي الذي سينافس الملياردير الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، اندلعت حرب كلامية مبكرة بين المليارديرين، استعمل كلاهما فيها عبارات مهينة في حق خصمه.فقد صعّد ترامب، الطامح للفوز بولاية ثانية، هجومه ضد الرئيس السابق لبلدية نيويورك، إذ أطلق عليه اسم «ميني مايك»، في إشارة إلى قصر قامته.وكتب ترامب، في «تويتر»، إن «ميني مايك فاشل، يملك المال لكنه لا يجيد النقاش، وليس له أي حضور، سترون»، مضيفاً أن «ميني مايك كتلة من الطاقة الميتة طولها 1.63 متر ولا يريد الصعود على منصة المناظرة مع سياسيين محترفين».
وفي مقابلة إذاعية مع الإعلامي المحافظ جيرالدو ريفيرا، قال ترامب: «إذا جاء بلومبرغ واشترى الانتخابات، فقد اشترى الترشيح الديمقراطي، وأعتقد حقاً أنه ستكون لديك ثورة داخل الحزب الديمقراطي».وذكّر ترامب بالإحباط الذي عبر عنه مؤيدو السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز من الحزب الديمقراطي عام 2016 عندما فازت هيلاري كلينتون بترشيح الحزب، مشيراً إلى أن «المرشحة الرئاسية الفاشلة هيلاري أنفقت أكثر من مليار دولار في محاولة لهزيمتي لكنها فشلت».وأوضح ترامب أنه يعتقد أن حملة نائب الرئيس السابق جو بايدن قد انتهت، مضيفاً: «أعتقد حقاً أننا سنخوض انتخابات مثيرة جداً، وأعتقد أن بايدن أطلق عليه الرصاص، لقد تم إطلاق النار عليه من البداية».وكرر ترامب هجومه على بلومبرغ، بقوله: «لن يكون لديه الكثير وبصراحة فهو يعاني عدم الكفاءة في العديد من الطرق، وأعتقد أنه سيكون أسهل من ساندرز».وكان ترامب اتهم الثلاثاء الماضي بلومبرغ بأنه عنصري، وجاء ذلك في سياق إعادة نشره مقطعاً من تسجيل صوتي يعود إلى عام 2015 يبرر فيه الرئيس السابق لبلدية نيويورك سياسته حول الرقابة الأمنية التي أثارت حينها الكثير من الجدل لتركيزها على الأقليات.ورغم أن بلومبرغ دافع عن هذه السياسة مطولاً، فإنه اعتذر عنها في نوفمبر الماضي، أي قبيل إطلاقه حملته الانتخابية داخل الحزب الديمقراطي.وردّ بلومبرغ، وهو أحد أثرى أثرياء العالم، عبر تغريدة هاجم فيها ترامب، وكتب متوجها له: «نتشارك معرفة الكثير من الناس في نيويورك. إنهم يسخرون منك في غيابك، ويطلقون عليك اسم مهرج الكرنفال المجنون. يعرفون أنك بدّدت ثروة ورثتها في صفقات غبية وبسبب انعدام الكفاءة»، مضيفاً: «لدي الخبرة والموارد لهزمك، وسأهزمك».يأتي ذلك مع صعود نجم بلومبرغ في استطلاعات الرأي، بعد أن حطم جميع أرقام الإشهار القياسية للحملات الانتخابية الرئاسية، إذ أنفق نحو 300 مليون دولار. وتضعه جملة استطلاعات الرأي الوطنية في المرتبة الثالثة بين مرشحي الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي، خلف ساندرز وبايدن.وقال رئيس بلدية نيويورك السابق: «هذا الشهر ننظر إلى الوراء ونحتفل بتاريخ السود معا، لأن تاريخ السود جزء من التاريخ الأميركي».وكان بلومبرغ (77 عاماً) يتحدث عن شهر تاريخ السود من متحف «بوفالو سولدجرز»، كتيبة الجنود الأفارقة الأميركيين في ولاية تكساس الذي دشن منه حملة «مايك من أجل أميركا السوداء».وهذه الولاية أساسية في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، لأنها تؤمن عدداً كبيراً من المندوبين ( 228) أي أكبر من عدد مندوبي الولايات الأربع التي تصوت في فبراير.والمرشح الديمقراطي، الذي يحصل على أغلبية من عدد المندوبين (1991)، يتم اختياره لتمثيل الحزب في مواجهة ترامب.ولم يرشح بلومبرغ من قبل لأي انتخابات تمهيدية، لكن التأييد له يزداد في استطلاعات الرأي منذ دخوله السباق.ويركز بلومبرغ، الذي يشغل المرتبة التاسعة بين أثرياء العالم حسب مجلة «فوربس»، حالياً على 14 ولاية ستدلي بأصواتها في «الثلاثاء الكبير» في 3 مارس، من بينها تكساس وكاليفورنيا، اللتان تنتخبان أكبر عدد من المندوبين.على صعيد آخر، دان ساندرز هجمات اعتبرها «فضيحة» على خصمه الديمقراطي المثلي بيت بوتيجيدج، صدرت عن مقدم برامج شهير قريب من ترامب.وكان راش ليمبو، الذي يعد من شخصيات التيار المحافظ الأميركي، سخر من رئيس بلدية ساوث بيند في ولاية إنديانا السابق بوصفه «هذا المثلي البالغ من العمر 37 عاما الذي يقبَّل زوجه على المنصة». وفي الواقع يبلغ بوتيجيدج من العمر 38 عاما.وقال ساندرز: «كمرشحين لدينا خلافات، لكن هجمات شخصية كهذه مرفوضة»، مضيفاً أن «التعليقات التي تنم عن كراهية للمثليين وصدرت عن راش ليمبو ضد بوتيجيدج فضيحة ومهينة»، مؤكدا «سننهي معاً الانقسامات والكراهية التي زرعها ترامب».ولم يرد بوتيجيدج على هجمات ليمبو بشكل مباشر، واكتفى بالقول خلال لقاء مع ناخبين في لاس فيغاس: «أنا فخور بزواجي وفخور بزوجي».في غضون ذلك، طرحت شبكة تلفزيون أميركية خلال مقابلات أجرتها مع ثلاثة مرشّحين لانتخابات الحزب الديمقراطي سؤالاً مشتركاً عليهم هو: «ما اسم رئيس المكسيك؟»، فكانت المفاجأة في أنّ واحداً فقط منهم، هو المعتدل بوتيجيدج، نجح في الامتحان في حين سقطت فيه كلّ من السناتورة الوسطية آيمي كلوبوشار والملياردير توم ستاير.