هيمنت المخاوف من تراجع نفوذ الغرب في وجه تزايد النفوذ الصيني والروسي على الاجتماع السنوي لقادة العالم وكبار القادة العسكريين والدبلوماسيين، لمناقشة التحديات الأمنية في ميونيخ، ودخل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في سجال مع قادة أوروبا بشأن مسألة «انكفاء واشنطن».

وسعى في خطابه أمام المؤتمر للتخفيف من حدة القلق الأوروبي بشأن العلاقة بين ضفتي الأطلسي في عهد الرئيس الأميركي المتقلّب دونالد ترامب.

Ad

وقال بومبيو إن «الغرب ينتصر ونحن ننتصر معا». وشدد بومبيو على التصريحات بأن «التحالف الغربي» يتفكك «لا تعكس الواقع». وأضاف «يسرني أن أبلغكم أن فكرة أن التحالف بين ضفتي الأطلسي قد مات مبالغ فيها إلى حد كبير».

ونوّه إلى أن واشنطن تلعب دوراً أساسياً في المحافظة على أمن أوروبا عبر تعزيز الأمن في الخاصرة الشرقية لحلف شمال الأطلسي عند الحدود مع روسيا.

وشدد على الحاجة للعمل بشكل مشترك لمواجهة التهديدات التي تشكلها «طموحات روسيا التوسعية» من جهة، وتعزيز الصين لوجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي من جهة أخرى، و«حملات الإرهاب» التي تقودها إيران عبر خوضها حروبا بالوكالة في الشرق الأوسط. وتسلّط الأضواء على الانقسامات الغربية في ظل السجال الذي ازدادت حدته بشأن مجموعة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات.

وضغطت واشنطن بشدّة لإقناع الدول الأوروبية لمنع هواوي من تأسيس شبكاتها من الجيل القادم لإنترنت الهواتف المحمولة «5 جي»، مشيرة إلى أن معداتها قد تستخدم للتجسس لمصلحة بكين.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبير، إن هواوي «مجرّد نموذج لاستراتيجية الصين البغيضة للتسلل والهيمنة على البنى التحتية الغربية المهمة». لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدلى مباشرة بتصريحات مناقضة محذراً من «ضعف الغرب». وكرر المخاوف التي أعربت عنها ألمانيا تجاه سياسة واشنطن.

وقال ماكرون إن الولايات المتحدة «تراجع علاقتها مع أوروبا»، مشددا على أنه على القارّة أن تتولّى تقرير مصيرها. وطالب باستراتيجية أوروبية تعيد «إحياءنا وتحوّلنا إلى قوة سياسية استراتيجية».

وفي كلمته التي ألقاها لدى افتتاح المؤتمر، أمس الأول، أشار الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى أن الولايات المتحدة ترفض «حتى فكرة وجود مجتمع دولي»، وتتحرّك «على حساب الجيران والشركاء».