شن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هجوما لاذعا على ما وصفه بـ "الأطماع الإيرانية"، متهماً طهران باستغلال الشباب العراقيين واللبنانيين لمصالحها الخاصة.

وقال بومبيو في تصريحات ضمن مشاركته بمؤتمر ميونيخ للأمن، أمس، إن "الولايات المتحدة تدين التدخلات الإيرانية في العراق ولبنان وسورية"، مشددا على أن واشنطن ملتزمة حماية حرية الملاحة في مضيق هرمز وضمان أمن الخليج.

Ad

جاء ذلك غداة إعلان بومبيو اعتراض أسلحة من إيران في طريقها إلى جماعة "أنصار الله" الحوثية المتمردة في اليمن. وقال الوزير عبر "تويتر" إن شحنة الأسلحة دليل على أن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب، مشددا على أن طهران تتحدى مجلس الأمن بتهريبها أسلحة للحوثيين، ومطالباً بتحرك دولي لتجديد حظر الأسلحة المفروض عليها والذي ينتهي قريبا.

من جانب آخر، عدد الوزير إنجازات أميركا الأمنية والعسكرية بمواجهة الإرهاب. وقال إن بلاده ترفض الاتهامات الألمانية لواشنطن بالانسحاب من الساحة الدولية، مشددا على أن السيادة هي الأساس في الغرب والديمقراطية والعدالة.

ونشرت البحرية الأميركية مقطع فيديو قصيراً، أمس الأول، يُشاهَد فيه الجنود الأميركيون على متن سفينة مُصادَرة في بحر العرب.

وفقا للتقارير، فإنَّ الأسلحة التي تمت مصادرتها تشمل 150 صاروخًا مضادًا للدبابات، وثلاثة صواريخ أرض/ جو، إلى جانب معدات لصنع طائرات مسيَّرة.

وقبل يوم واحد من الإعلان عن مصادرة السفينة، أعلن المسؤولون الأميركيون دخول البارجة الحربية "يو إس إس باتان" و2500 من قوات المشاة البحرية الأميركية للمنطقة.

من جهة أخرى، وصف رئيس مجموعة العمل الخاصة بإیران في وزارة الخارجية الأميرکیة، براين هوك، الانتخابات البرلمانية الإيرانية المقررة الجمعة المقبلة بأنها "مسرحية"، ودعا النظام الإیراني إلى "إعطاء الشعب الإيراني خيارات حقيقية".

الى ذلك، قررت الولايات المتحدة أمس، تخفيف القيود المفروضة منذ خمسة أسابيع على رحلات الطيران المدني الأميركية فوق منطقة الخليج.

وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» أن قرار إدارة الطيران الفدرالية الأميركية هذا جاء بسبب مضي إيران في خفض التصعيد العسكري ما أدى إلى تقليص خطر استهدافها بالخطأ لرحلات طيران مدنية في أجواء المنطقة.

وأوضحت الإدارة أن المنطقة التي تم السماح باستئناف الرحلات فوقها تشمل معظم أجواء الكويت والسعودية والبحرين والإمارات وسلطنة عمان، لكنها لا تزال توصي شركات الطيران بالامتناع عن التحليق في منطقة معلومات طيران طهران (أي مجال إيران الجوي)، محذرة من أن الأوضاع في الخليج لا تزال هشة وقد تشهد تصعيدا سريعا في حال تغير الظروف.

قتل سليماني

من جهة ثانية، أفاد "البيت الأبيض" في مذكرة نشرت، أمس الأول، بأن الرئيس دونالد ترامب أمر بالضربة التي قتلت قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، في يناير الماضي، رداً على هجمات وقعت في الماضي، وذلك برغم تأكيدات سابقة للإدارة بأن الضربة التي نفذت بطائرة مسيّرة كانت لوقف تهديد وشيك.

وأرسلت الإدارة إلى "الكونغرس" بموجب القانون تبريراً غير سرّي للضربة التي وقعت في الثاني من الشهر الماضي، والتي قتلت سليماني في مطار بغداد بصحبة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.

وقال التقرير الذي أرسل إلى "الكونغرس": "وجّه الرئيس بالتحرك رداً على سلسلة متصاعدة من الهجمات في الشهور السابقة من جانب إيران وميليشيات تدعمها إيران على القوات والمصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط".

وأوضح أن غرض الهجوم كان حماية العسكريين الأميركيين وردع إيران وإضعاف قدرة الميليشيات التي تدعمها الجمهورية الإسلامية على شن هجمات، و"إنهاء التصعيد الاستراتيجي الإيراني في الهجمات".

وأضاف أن الرئيس اعتمد على قانون تفويض استخدام القوة العسكرية الذي أقره "الكونغرس" في عام 2002 لحرب العراق.

نفي إيراني

في المقابل، وصف مندوب إيران لدی الأمم المتحدة، مجید تخت روانجي، تصريحات المسؤولين العسكريين الأميركيين حول توقيف شحنة الأسلحة والمعدات الإيرانية بأنها "تافهة وسخيفة".

وعلق روانجي على الاتهامات التي أوردها بومبيو والقيادة المركزية الأميركية، قائلاً إن التصريحات ﻻ أساس لها من الصحة، وتأتي استمرارا لـ"الحرب الدعائية".

في السياق، اعتبرت طهران أن تحميل المسؤولين الأميركيين إيران المسؤولية عن مهاجمة منشآت شركة "أرمكو" النفطية السعودية في سبتمبر الماضي، استمرار لـ"حرب بث الأكاذيب من قبل واشنطن".

عرض ظريف

في هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده مستعدة للتراجع، جزئياً أو حتى كليّاً، عن الإجراءات التي اتّخذتها في سياق تخلّيها عن التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، إذا ما قدّم الأوروبيون في مقابل ذلك مكاسب "اقتصادية ملموسة".

وقال ظريف خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن إنّه بإمكان إيران القبول بشروط معيّنة للعودة إلى تطبيق الاتفاق النووي الموقّع في 2015، والذي انسحبت منه إدارة ترامب بشكل أحادي في 2018. وأضاف: "سنقرّر إذا ما كانت ستقوم به أوروبا كافيا لكي نخفّض أو نلغي بعض القرارات، لم نستثن القيام بخطوات إلى الوراء في ما يتعلّق ببعض الإجراءات التي اتّخذناها".

وفي 5 يناير الماضي، كشفت إيران عن "المرحلة الخامسة والأخيرة" من برنامجها القاضي بخفض التزاماتها الدولية التي نصّ عليها الاتفاق النووي.

من جهة ثانية، أکد وزير الخارجية الإيراني، أن إيران غير قادرة على تفريغ المعلومات من الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية، ومع ذلك قال إنها "لن تسلمهما إلى حكومات أجنبية".

وقال ظريف إنه للأسف السعودية لا تريد خفض التوتر مع إيران.