لم تكن ذكرى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري هذا العام مشابهة لسواها اذ أطل نجله بهاء الدين الحريري للمرة الأولى على المشهد السياسي منذ 15 عاماً. وحضر الحريري في بيان إعلامي نسب له جرى تناقله على مواقع التواصل، فيما كان اللبنانيون منشغلين بتصعيد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ضد العهد ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بعد خطاب ناري ألقاه في الذكرى الـ15 لاغتيال الحريري الأب. وتزامن البيان مع إقدام بعض الشبان قدموا أنفسهم يوم أمس الأول على أنهم "رجال بهاء الحريري وأنصاره" وعمدوا منذ الصباح إلى لصق صور للحريري الأب مذيلة بعبارة "الشهيد أبو بهاء"، ليشتبكوا في فترة ما بعد الظهر مع مناصري سعد الحريري قرب ضريح الحريري في ساحة الشهداء، مطلقين هتافات تبايع بهاء. وعلم أن مجموعة بهاء الحريري تتلقى الدعم من الناشط نبيل الحلبي (المعروف بقربه من بهاء الحريري).
وكان بهاء الحريري قال في بيانه: "لم أكن أتخيل عشية اغتيال رفيق الحريري أننا خلال عقد ونيف من الزمن سنصل إلى هذا الدرك من الإستهتار بشؤون الوطن والمواطن والإسفاف في التعاطي. لم أكن أبدي رأيي في الشؤون العامة وذلك حرصاً مني على عدم الدخول في سجالات لا تخدم الا صائدي أخبار الثرثرة الرخيصة. أما اليوم وقد وقعنا في المحظور فلا بد لي من التأكيد على أن ما كان يحصل بتدرج بعد اغتيال والدي الشهيد، هو اغتيال بطيء لكل ما آمن به لوطنه وأهله وبسببه اغتيل. رجل الإعمار والتعليم الذي عمل بجد على إنهاء الحرب الأهلية وحمل في صلبه إلغاء الطائفية السياسية". وأضاف: "ما قام به ولا يزال شبابنا وشاباتنا وأهلنا على مدى الأشهر الأربعة الماضية هو قمة الرقي في إعطاء دروس لمن فقد معنى الصدق والإخلاص والأمانة في تولي وتعاطي الشأن العام". وختم: "اليوم نشهد أياماً وأسابيع وأشهر أصعب وأخطر مما اختبرنا أو حتى قرأنا في تاريخنا، لكن بالمقابل نرى مواطنين صادقين عبروا فوق جدران الطوائف الوهمية ونبذوا المسافات الطبقية، صرخوا بحنجرة واحدة مطالبين برحيل منظومة الفساد وأسيادها وأعوانها".كما كان لافتاً، أمس، صدور موقع "أساس ميديا" الإخباري المناوئ لـ "تيار المستقبل" وسعد الحريري والممول من قبل النائب نهاد المشنوق. ويرأس تحرير الموقع الصحافي زياد عيتاني وهو مستشار الوزير السابق أشرف ريفي كما يضم مجموعة من الصحافيين المنتقدين لسياسة سعد الحريري منهم: نديم قطيش ووسام سعادة ومحمد بركات وإيلي الحاج. وسألت مصادر سياسية متابعة: "هل هي مصادفة أن تجتمع كل هذه العناصر في يوم واحد؟ أم أنه فعلاً يتم العمل على اطلاق جبهة سياسية في الشارع السني تكون منافسة لتيار المستقبل". ورسم سعد الحريري، أمس، "خريطة طريق" تيار المستقبل في المرحلة المقبلة على المستوى السياسي. وشرح في كلمته أمس الأول أسباب الطلاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه عبر مواقف عالية السقف، تنطوي على مراجعة للأعوام الماضية التي قال الحريري إنه "انطحن فيها وواجه وتعلم وأخطأ وربح وانطعن وصبر وتعرف على أوادم وصادقين ورفاق درب وصوليين وانتهازيين". وتحدث الحريري عن باسيل كمن يتحدث عن "صديق غدار". لم يحمله فقط مسؤولية كل التعطيل في البلد وما آلت اليه الأمور في البلاد، بل عايره أيضاً "بانقلابه على اتفاق معراب". ورد باسيل في تغريدة، مساء أمس، قائلاً: "شو ما أنت عملت وقلت ما رح تقدر تطالني، وكيف ما أنا كنت ما رح أقبل كون متلك... بتفرقنا بعض القيم والمبادئ، بس رح يرجع يجمعنا التفاهم الوطني... رحت بعيد بس رح ترجع، الفرق أنو طريق الرجعة رح تكون أطول وأصعب عليك".
أخبار الأولى
لبنان: هل تتشكل جبهة سنية معارضة للحريري؟
16-02-2020