«كورونا» يوقع أول وفاة بأوروبا... ومصر تعلن «الطوارئ»

بكين تهدّد بإعدام من يخفي أعراض الإصابة
شفاء 8 آلاف بالصين وحالتين في الإمارات
● اجتماع تاريخي بين الفاتيكان والصين
● حجر صيني على «الكاش»

نشر في 16-02-2020
آخر تحديث 16-02-2020 | 00:09
فتاة صينية ترتدي الكمامة تلهو في منتزه يبدو خالياً في بكين أمس (أ ف ب)
فتاة صينية ترتدي الكمامة تلهو في منتزه يبدو خالياً في بكين أمس (أ ف ب)
بعدما سُجّلت ثلاث وفيات فقط خارج الصين القارية في الفلبين وهونغ كونغ واليابان، أعلنت فرنسا وفاة سائح صيني ليكون بذلك أول حالة «خارج آسيا والأولى في أوروبا» في حين باتت مصر أول دولة إفريقية تسجل حالة إصابة بالفيروس.
في تطوّر مهم يتعلق بفيروس "كورونا الجديد 19 Covid" الذي يؤرق العالم والذي تصعّد الصين الإجراءات لاحتواء تفشّيه وطمأنة جمهورها القل، بعد إعلانها أمس، عن 2661 حالة إصابة جديدة، وشفاء 8 آلاف حالة أخرى، أكدت فرنسا وفاة سائح صيني مسن داخل أحد مستشفياتها، في أول حالة وفاة بالفيروس في أوروبا.

وفاة «أوروبية»

وأعلنت وزيرة الصحة الفرنسية أنييس بوزان، أمس، وفاة مريض مصاب بالفيروس كان يُعالج في مستشفى في فرنسا منذ أواخر يناير وهو سائح صيني يبلغ من العمر ثمانين عاماً.

وأشارت بوزان إلى أن حالة الوفاة هذه هي "الأولى خارج آسيا والأولى في أوروبا". وحتى الآن، كانت سُجّلت ثلاث وفيات فقط خارج الصين القارية في الفلبين وهونغ كونغ واليابان.

مصر: طوارئ قصوى

وبينما كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة عن شفاء حالتين من المصابين لديها بالفيروس، أعلنت وزارة الصحة المصرية حالة الطوارئ القصوى في مختلف المديريات الصحية والمستشفيات، أمس، إثر كشفها في بيان مع منظمة الصحة العالمية أمس الأول، عن أول إصابة بـ"كورونا"، لتكون مصر أول دولة إفريقية تسجل حالة إصابة بالفيروس.

وأكدت وزارة الصحة أنها اكتشفت الحالة من دون ظهور أي أعراض مرضية بفضل الخطة الاحترازية الوقائية التي تطبقها.

وأضافت أن حالة المصاب، الذي أفادت مصادر أنه صيني في غياب تأكيد رسمي مصري، مستقرة تماماً، كما تم اتخاذ إجراءات مشددة حيال المخالطين له وهم 14 شخصاً أجريت لهم التحاليل اللازمة وجاءت سلبية، ورغم ذلك تم عزلهم ذاتياً في أماكن إقامتهم مدة 14 يوماً كإجراء احترازي، فضلاً عن تعقيم المبنى الذي كان يقيم به الشخص المصاب.

وزيرة الصحة هالة زايد، قالت في تصريح، إن المصاب يبلغ من العمر 33 سنة، ويسكن مع 3 أشخاص، وأشارت إلى أنه سيتم عزله في مستشفى عزل تم تجهيزه فور الإعلان عن انتشار "كورونا"، لافتة إلى أنه ليس نفس المعسكر الذي يستضيف نحو 300 مصري عائد من الصين بمحافظة مطروح، ووضعهم تحت الملاحظة مدة 14 يوماً (مدة حضانة الفيروس) تنتهي اليوم.

وعقدت وزيرة الصحة والسكان اجتماعاً موسعاً بقيادات الوزارة، أمس الأول، أعلنت خلاله رفع درجات الاستعداد للدرجة القصوى في جميع المنافذ والمطارات على مستوى الجمهورية.

وعلمت "الجريدة" أن وزارة التربية والتعليم شددت على مختلف مديريات التعليم ضرورة التعامل بكل جدية وحزم مع أي اشتباه والعمل على عزله فوراً، وضرورة التنسيق مع مديريات الصحة التابعة لوزارة الصحة، بدورها استمرت سلطات مطار القاهرة الدولي في إجراءات حالة التأهب القصوى والطوارئ لتنفيذ عمليات الكشف على جميع القادمين من الخارج.

الصين

وفي الصين، تخطّت حصيلة وفيات "كورونا" أمس، الـ 1500 شخص، فيما تمّ تسجيل إصابة أكثر من 66 ألف شخص، معظمهم في مقاطعة هوبي بؤرة الوباء.

ويمثل هذا الرقم انخفاضاً كبيراً عن الأرقام الأعلى في الأيام الأخيرة منذ تطبيق طريقة تشخيص أوسع.

وفرضت السلطات في بكين حجراً صحياً ذاتياً مدة 14 يوماً على العائدين إلى المدينة بعد انقضاء العطلات، للحيلولة دون انتشار الفيروس وهدّدت بمعاقبة المخالفين.

فقد أصدرت محكمة قراراً، أمس، يقضي بأن إخفاء أعراض الإصابة بالفيروس عمداً أو الإدلاء ببيانات زائفة تتعلق بها، يمثل جريمة تصل عقوبتها إلى السجن 10 أعوام أو بالسجن مدى الحياة أو بالإعدام.

وذكر وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بلاده تحرز تقدماً كبيراً في الحد من تفشي الفيروس.

وقال خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن أمس، إنه نتيجة للجهود الصينية لم يظهر حتى الآن سوى 1 في المئة من الحالات خارج حدود الصين.

وأوضح أن سكان الصين، البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، يكافحون بحسم في هذه "الحرب التي بلا دخان"، وأضاف: "من خلال جهودنا، الوباء تحت السيطرة بشكل عام".

وفي مقابلة سابقة مع "رويترز"، حضّ وانغ الولايات المتحدة على عدم اتخاذ إجراءات غير ضرورية قد تؤثر على التجارة والسفر والسياحة.

من ناحيته، أكد نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ، أنه "يمكن السيطرة على الفيروس والشفاء منه. إجراءاتنا منعت انتشاره خارج البلاد"، معلنا شفاء 8 آلاف مصاب.

شي وترامب

وأول من أمس، أقرّ الرئيس الصيني شي جينبينغ بأن مواجهة الوباء تشكّل "اختباراً كبيراً لمنظومة الحكم في البلاد وقدرتها على الحكم". وقال في تصريحات أثناء اجتماع للحزب الشيوعي الصيني، إن الوباء كشف عن "أوجه قصور"، داعياً إلى تحسين النظام الصحي الوطني.

من الجانب الأميركي، قال الرئيس دونالد ترامب إن نظيره الصيني "يعمل بجد" لاحتواء تفشي الفيروس. أضاف "إنها مشكلة هائلة. لكنهم قادرون جداً وسيتمكنون من حلها"، مشيراً إلى أنه تحدث مع شي.

طوكيو

وفي طوكيو، أصيب طبيب ثانٍ في أحد المستشفيات في مقاطعة واكاياما غرب اليابان بالفيروس.

ويعمل الجراح وهو في الخمسينيات من عمره في مستشفى "سايسيكاي اريدا"، حيث أصيب طبيب آخر في الخمسينيات من عمره ومريض في السبعين من عمره بالفيروس. وبذلك يكون الجراح هو ثالث حالة إصابة بالفيروس في المقاطعة.

الى ذلك، قال وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو، أمس، إن 67 آخرين تأكدت إصابتهم بالفيروس على متن السفينة السياحية "دايموند برنسيس" في اليابان.

وذكرت السفارة الأميركية في طوكيو، في وقت سابق أمس، أن الولايات المتحدة سترسل طائرة إلى اليابان لإعادة ركاب أميركيين على متن السفينة الخاضعة للحجر الصحي هناك والتي شهدت أكبر عدد إصابات بفيروس كورونا خارج الصين.

وبينما أكدت السلطات في سنغافورة أمس، اكتشاف 5 حالات جديدة، سجّلت تايلند إصابة جديدة بالفيروس، بينما ارتفعت حالات الإصابة في ماليزيا إلى 21 بعد تأكيد السلطات، أمس، وجود حالتين جديدتين.

وفي لندن، احتجزت السلطات البريطانية، صباح أمس 8 طائرات في مطار هيثرو إثر الاشتباه في إصابة عدد من الركاب بـ "كورونا"، وفقا لصحيفة "ديلي ميل".

وفي بروكسل، أوقف جهاز البريد البلجيكي إرسال الخطابات والطرود إلى الصين بشكل موقت لأن المخاوف من الفيروس دفعت الجهات المعنية إلى إلغاء الطائرات التي يمكن أن تحمل البريد إلى هناك.

اجتماع تاريخي بين الفاتيكان والصين

عقد وزيرا خارجية الصين وانغ يي والفاتيكان المونسنيور بول غالاغر لقاءً تاريخياً غير مسبوق منذ سبعة عقود، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس الأول.

ولا تربط علاقات دبلوماسية بين الدولتين منذ 1951. ويخشى الحزب الشيوعي الصيني أي منظمة، وخصوصاً دينية، يمكن أن تهدد سلطته، وقد بقي حذراً فترة طويلة جداً من التأثير السياسي المحتمل للبابا على "الاستقرار الاجتماعي" في البلاد.

ويبلغ عدد الكاثوليك في الصين بين 10 و12 مليون شخص من أصل 1.4 مليار نسمة، ينقسمون بين اتباع كنيسة رسمية تديرها الحكومة ويعيّن أساقفتها الحزب الشيوعي، وكنيسة سريّة موالية للفاتيكان يتعرض أعضاؤها أحياناً للاضطهاد.

حجر صيني على «الكاش»

أعلن نائب حاكم البنك المركزي الصيني، فان ييفي، أمس، قرارا بـ "تنظيف" الأوراق النقدية الموضوعة في التداول عبر وضعها في "الحجر"، بهدف الحدّ من انتشار فيروس "كورونا"، مؤكدا مواصلة دعم الشركات التي تعاني صعوبات بسبب الوباء.

وقال فان إن المصارف تستخدم الأشعة فوق البنفسجية أو درجات حرارة عالية جدّاً لتعقيم الأوراق النقدية، قبل عزلها 14 يوما.

وأشار في مؤتمر صحافي إلى إمكان إعادة الأوراق النقدية إلى التداول بعد انقضاء فترة "الحجر الصحي" التي تعتمد على شدّة الوباء في المنطقة المعنية.

وأضاف: "علينا أن نحافظ على سلامة وصحة مستخدمي السيولة النقدية"، مشيرا إلى تعليق التحويلات المالية بين المقاطعات الصينية.

67 إصابة على متن «دايموند» في اليابان وواشنطن تجلي رعاياها عن السفينة وبلبلة بمطار هيثرو
back to top