نوابنا والرهان على اللحظة الأخيرة
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
على أن ما كان يغضبنا هو أن يتأخر أحدنا بتوقع نهاية الفيلم، ثم قبل النهاية بدقائق أو لحظات يبدأ بعرض توقعاته علينا! كنا نرى ذلك غشاً، بل نذالة أحياناً. لأن الأمور أوشكت على الوضوح، ولم يبق للإبداع مكان.وعلى هذا النهج يسير بعض نواب البرلمان، خصوصاً في القضايا الكبرى، إذ لا يعلنون مواقفهم إلا قبل لحظات من ظهور كلمة "النهاية"، إما انتظاراً لمعرفة اتجاه الريح وبالتالي السير فيه، أو لربما يحدث حدث يكفيهم عناء الإعلان والخسارة الدفترية والواقعية. أو، وهذا هو المؤلم، تنفيذاً لأوامر ونواهي الآمرين الناهين (لم أقل أعمام ومعازيب كي لا يزعل الحساس منهم).وللتوضيح، تابعوا إعلان مواقف النواب من "قانون العفو الشامل"، وموضوع الدمج، وبقية التفاصيل. تابعوا تصريحات هؤلاء وصمت أولئك، لتعرفوا من يملك قراره، ومن لا يملكه.وهنا لا أحد يجبر النواب على اتجاه معين، لكن على الأقل فليعلنوا مواقفهم ولا ينتظروا تقارير الأرصاد الجوية. أما أن يقولوا، في ديوانياتهم، شيئاً، ثم يصمتوا في العلن، فهذه نذالة تفوق نذالة طفولتنا.