رسالة لم يرغب جو بايدن في سماعها
رغم الأرقام التي يحصدها ساندرز وبوتيجيج في «أيوا»، فإنه لا أحد منهما يضمن الترشح عن الحزب الديمقراطي، حيث يتفوق بايدن عليهما في أوساط الأميركيين السود.
كادت تلك الليلة تتخذ منحىً مربكاً جداً في عالم السياسة الأميركية، لكن حافظ المشاركون السبعة والستون في المؤتمر الحزبي في دائرة "بيرلينغتون" الانتخابية على هدوئهم وتركيزهم. جلس سكان "أيوا" جنباً إلى جنب على طاولات مرشّحهم المفضل للرئاسة وانشغلوا باحتساب أعداد مناصري كل مرشح في تلك الأمسية، كانت طاولتا بيت بوتيجيج وأندرو يانغ مليئتَين بالكامل، وتجمّع 33 شخصاً حول طاولة المرشح بيرني ساندرز، وفي المقابل بقيت طاولة جو بايدن فارغة!رداً على سؤال حول سبب غياب الدعم لنائب الرئيس السابق، يجيب لوني هيربرت، سائق رافعة شوكية عمره 50 عاماً: "يريد بايدن أن يعود إلى الوضع الذي كان قائماً قبل عهد الرئيس دونالد ترامب، لكن لم يكن الوضع جيداً بأي شكل حينها. ساندرز راديكالي بعض الشيء لكن تحتاج الولايات المتحدة إلى تحوّل جذري".تضيف سارة مايسون، امرأة عمرها 51 عاماً تعتني بوالدتها على مدار الساعة: "لقد تعب الناس من الوضع القائم، فساندرز يساري متطرف، لكن بدل إخافة الناخبين في الانتخابات العامة، قد يعطي ترشيحه واقتراحاته التقدمية الطموحة نتيجة تُخالف التوقعات فتتجدد حماسة الناس".
قد لا يوحي بوتيجيج وتحصيله العلمي في جامعة "هارفارد" والأثرياء الذين يجمعون له التبرعات بأنه المرشح الذي يستطيع كسب تأييد عدد كبير من طبقة العمال، لكن يعتبر جزء كبير من سكان "أيوا" عمدة "ساوث بند" السابق في إنديانا نسخة متجددة من بايدن. تقول لويس بليث، صاحبة مكتبة في "بيرلينغتون" من مؤيدي بوتيجيج: "هو شاب ومعتدل، أظن أنه يستطيع توحيد الناس من حوله". كان زوجها أيك يجلس بالقرب منها، فاعترف بأنه سيدعم أي شخص قادر على هزم الرئيس الحالي في شهر نوفمبر المقبل، وهو يراهن الآن على العمدة السابق بيت. لقد عاق ساندرز وبوتيجيج نجاح بايدن في جميع أنحاء "أيوا"، يذكر المذيع ستيف كورناكي على قناة MSNBC أن بايدن حصد تأييد مقاطعة واحدة فقط من أصل 31 كانت مقسّمة بين أوباما وترامب في "أيوا"، وفي مدرسة "غريمز" الابتدائية، كان ساندرز ويانغ وبوتيجيج المرشحين الوحيدين اللذين حصدا دعماً كافياً يخوّلهما حضور المؤتمر في المقاطعة. خلال تجمّع حزبي صغير في وقتٍ سابق من ذلك اليوم في مدينة "كيوكوك"، على بُعد 40 ميلاً من "بيرلينغتون"، تلقى ساندرز وبوتيجيج تأييداً كافياً كي يصبحا مرشحَين قويَين، على عكس بايدن. وفي أنحاء الولاية، يتعادل ساندرز وبوتيجيج في عدد المندوبين الذين يمثّلونهما، وتحتل السيناتورة إليزابيث وارن المرتبة الثالثة في حين يأتي بايدن بعدهم جميعاً. تثبت هذه النتيجة القاتمة أن حظوظ انتخاب بايدن هي أضعف بكثير مما يتمناه هو وعدد كبير من الديمقراطيين الآخرين.لكن رغم الأرقام التي يحصدها ساندرز وبوتيجيج في "أيوا"، لا أحد منهما يضمن الترشح عن الحزب الديمقراطي، حيث يتفوق بايدن عليهما في أوساط الأميركيين السود، وقد واجه بوتيجيج مشاكل مع هذه الفئة تحديداً، كذلك، يتفوق نائب الرئيس السابق بأشواط على ساندرز وبوتيجيج في كارولاينا الجنوبية وفق استطلاعات موقع Five Thirty Eight، وفي "نيفادا"، يقود بايدن وساندرز السباق ويتفوقان على بوتيجيج بأكثر من 25 نقطة.لكن بالنسبة إلى مرشّح اتّكل طوال حملته الانتخابية على قدرته على كسب تأييد مجموعة واسعة من الناخبين، تشكّل نتائج ولاية "أيوا" ضربة موجعة حتماً، حتى الناخبون في هذه الدائرة الانتخابية المؤلفة بشكلٍ أساسي من الطبقة العاملة، على بُعد مسافة صغيرة من الميسيسيبي كانوا يهتفون باسم شخص آخر.* إيلين غودفري