في خضم سعي الوسطيين لشقّ طريقهم نحو الصدارة في السباق الرئاسي الأميركي، صعّد المرشحون الديمقراطيون الطامحون للفوز بالترشّح عن حزبهم للرئاسة، هجماتهم على منافسهم الملياردير مايكل بلومبرغ الذي يتقدم في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني.وبلومبرغ الذي لم يخض الانتخابات التمهيدية بولايتي أيوا ونيوهامشر ويسعى إلى تعويض تأخره عبر الدعاية التلفزيونية، تعرّض لانتقادات حادة معظمها تتناول مواقف سابقة له وتعليقات اعتبرت فظّة وعنصرية ومعادية للنساء.
فبعد أن افتتح السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز، المرشح لتمثيل الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، حملة الانتقادات متهماً بلومبرغ بمحاولة شراء الانتخابات، وبعدم امتلاك «الإثارة والطاقة لتحقيق إقبال الناخبين اللازم لهزيمة دونالد ترامب»، تحدت السناتورة إيمي كلوبوتشار، التي خالفت التوقعات بتحقيقها نتائج جيدة في نيوهامشر، بلومبرغ لإجراء مناظرة قائلة، إنه يختبئ وراء الدعايات التلفزيونية.
بايدن
كما هاجمه المرشّح جو بادين نائب الرئيس السابق، قائلاً لحاكم نيويورك السابق، إن «60 مليار دولار يمكن أن تشتري لك دعايات كثيرة، لكن لا يمكنها محو سجلّك». وقال إنه سيتحدى بلومبرغ بمناظرة بشأن دعمه عندما كان رئيس بلدية، للاستراتيجية الشرطية المعروفة باسم «التوقيف والتفتيش» التي استهدفت أعداداً كبيرة من السود والقادمين من أميركا اللاتينية.بدوره، صرّح مرشح الرئاسة الديمقراطي المثلي ورئيس البلدية السابق لساوث بند في ولاية إنديانا بيت بوتيجيدج، لشبكة «فوكس» الإخبارية، بأن «الناخبين يريدون رئيساً قادراً على إخراجنا من الحقبة التي كانت فيها السلوكيات المتحيّزة جنسياً والتمييزية رائجة أو مقبولة».ساندرز
وفي تجمع بدانفر مساء أمس الأول، استكمل ساندرز هجومه قائلاً: «الديمقراطية بالنسبة إلي تعني شخصاً واحداً صوتاً واحداً، وليس بلومبرغ وأي شخص آخر يصرف مليارات الدولارات محاولاً شراء الانتخابات». وفي إشارة الى بوتيجيدج الذي وصفه أكثر من مرة بأنه «مرشح الأغنياء»، أضاف سناتور فيرمونت: «صحيح أنني مرشح ضد مليارديريات، لكنني أيضاً اواجه اشخاصاً ليسوا من المليارديريات لكنهم مموّلون منهم».انتخابات نيفادا
ولا تزال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي غير محسومة. والولايتان اللتان شهدتا الجولتين الأوليين صغيرتان والأغلبية الساحقة لناخبيهما من ذوي البشرة البيضاء، في حين أن الولايتين التاليتين، أي نيفادا التي ستجري فيها الانتخابات التمهيدية في 22 فبراير تليها كارولاينا الجنوبية بعد أسبوع، أكثر تنوعاً على غرار الولايات الـ14 التي ستصوت في «الثلاثاء الكبير» في 3 مارس، الذي يمكن لنتائجه أن تُحدث تغييراً في الصدارة.وانضم بلومبرغ إلى السباق متأخراً وقد اتخذ قراراً استراتيجياً بعدم خوض الانتخابات التمهيدية في أيوا ونيوهامشر والتعويل على تحقيق نتائج جيدة في «الثلاثاء الكبير» بفضل الدعاية التلفزيونية التي أنفق عليها نحو 300 مليون دولار.وهناك مؤشرات إلى أن حملة الدعاية التلفزيونية التي يخوضها بلومبرغ قد تؤتي ثمارها، أقله في عدد من الولايات.بوتيجيدج
من ناحية أخرى، وبعد انتقادات له على مثليته من حلفاء الرئيس دونالد ترامب، أكد بوتيجيدج، أن ميوله الجنسية لن تضر بفرصه الانتخابية.وقال بوتيجيدج «38 عاماً» الذي تزوج صديقه تشاستين غليزمان قبل عامين، إنه لن يتلقى دروساً من أنصار رجل واجه العديد من الاتهامات بينها الاغتصاب وممارسة الجنس مع نجمة أفلام إباحية.أضاف: «أنا في علاقة زوجية تتميز بالإخلاص والحب. وأنا فخور بزواجي وبزوجي، ولن أستمع إلى دروس عن القيم الأسرية من أمثال راش ليمبو أو أي شخص يدعم دونالد ترامب بوصفه الرئيس الأخلاقي والسياسي للولايات المتحدة».وجاءت تصريحاته بعد أن قال المذيع المحافظ المخضرم ليمبو على الاذاعة الأسبوع الماضي أن ترامب سيستمتع بمنافسة «مرشح قبّل زوجه على المسرح».«دايتونا 500»
على صعيد آخر، دخل ترامب، أمس الأول، سباق «دايتونا 500» الشهير للسيارات بشكل استعراضي في سيارته الليموزين على مضمار السباق بعد تحليقه بطائرته الرئاسية فوق الحشد في ولاية فلوريدا.وقام سائق ترامب بلفة كاملة في المضمار بالسيارة الرئاسية المعروفة باسم «الوحش» وسط هتافات المشجعين.وفي تعزيز لجهوده على مستوى الولايات المتحدة لإعادة انتخابه بعد تبرئته في محاكمته في مجلس الشيوخ، قام ترامب بدور رئيس السباق الذي يجري في فلوريدا، وهي من الولايات غير المحسومة في عام الانتخابات.وأمام حشد من نحو مئة ألف شخص، أعطى ترامب إشارة البدء للسباق قائلاً: «أيها السادة، أديروا محركات سياراتكم». وخاطب ترامب مؤيديه، الذين كانوا يهتفون «أربع سنوات أخرى»، قائلاً: «نحن نحب بلدنا ويشرفني حقيقة أن أكون معكم».وبعد أن طاف ركب سياراته حول جزء من المضمار توقف ترامب لالتقاط صور مع أنصاره.وكثير من الناس في القاعدة المحافظة لترامب هم من محبي سباقات «ناسكار» للسيارات. وانتهزت حملة ترامب ظهوره لرفع لافتة قرب حلبة السباق وإذاعة إعلان تلفزيوني أثناء بث قناة «فوكس» للسباق.