احتفى مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بمسيرة الفنان القدير سليمان الملا في لقاء عفوي ودي تخلله العديد من الفواصل الغنائية ضمن فعالية "حديث الاثنين" بالقاعة المستديرة، وأدار اللقاء عازف الكمان مبارك بخيت بمعية فرقة موسيقية رافقت الملا على مدار ساعة ليستمتع الجمهور بصوته وأنغامه بأدائه خمس أغنيات من ألحانه.وإلى جانب ذلك، جرى حوار ثقافي مميز سلط الضوء على مسيرة الملا الفنية وأتاح ذلك المجال للحضور التعرف عن كثب على هذا الفنان المبدع الذي حقق لنفسه مكانة بارزة بين الفنانين الكويتيين عزفاً وتلحيناً وغناء إذ بدأ مشواره عازفاً على آلة الكمان خلف كبار المطربين مثل عوض الدوخي وحسين جاسم ومصطفى أحمد، قبل أن يطرق أبواب التلحين ويحقق نقلة كبيرة بأغنية "كشفوا سر الهوى".
وبين الغناء وحديث الذكريات، والكثير من الوجدان والعاطفة، أمضى رواد "حديث الاثنين" ساعة من المتعة قدم خلالها الملا العديد من الأغنيات مثل "عل وعسى خير" و"كشفوا سر الهوى" و"وطن النهار" وغيرها، وبدأت الأمسية بإطلالة الملا الذي عبّر عن سعادته بلقاء الجمهور مؤكداً أنهم الرصيد الفعلي لأي فنان.ثم استجر الملا ذكريات البدايات كاشفاً أنه تعلم العزف على العود قبل أن يصقل موهبته بالدراسة والاحتكاك بمجموعة من المدرسين الذين استقى منهم الخبرة إلى أن التقى بواحد من أعلام الإذاعة في ذلك الوقت الفنان أحمد علي الذي غيّر وجهة الملا من العزف على العود إلى الكمان.
حب التلحين
وكشف الفنان المخضرم أن شغفه بالتلحين كان يزداد يوماً بعد آخر وقال: "تأثرت في تلك الفترة بالفنان سعود الراشد الذي له الفضل في تطوير فن الصوت، ثم بدأت كملحن في التعاون مع الفنان فهد الماص وقدمنا معاً (كشفوا سر الهوى) التي كانت بمنزلة نقلة في مشواري الفني لما حققته من نجاح إذ تغنى بها العديد من المطربين منهم رباب، وراشد الماجد، ومازالت تردد حتى يومنا هذا، وسلكت بعد ذلك درب التلحين متعاوناً مع العديد من الفنانين وصولاً إلى عبدالكريم عبدالقادر، وبدأت بعدها خطواتي مطرباً متسلحاً بالخبرة التي اكتسبتها وبحرصي على تطوير أدواتي وتثقيف نفسي".وتوقف الفنان المخضرم عند أغنية "كشفوا سر الهوى" ليستعرض ظروف خروجها للنور قائلاً: "كانت بدايتي مع الفنان فهد الماص وقدمت معه ثلاث أغنيات هي "أنا لم أخنك حبيبتي أبداً" و"كشفوا سر الهوى" و"معذبتي" وكانت "سر الهوى" هي الوحيدة التي حققت نجاحاً كبيراً، ولم أتوقع أن تصل للجمهور وتترك هذا الأثر لافتاً إلى أنه وأبناء جيله كان شغلهم الشاغل الاجتهاد وترك بصمة.أثر مهم
ومن الأغنيات التي كان لها أثر مهم في مسيرة الملا "فدوة لج" يقول عنها: "أعتبرها من الأغنيات المركبة، وكلمة "فدوة لج" طرأت على بالي خلال وجودي في جمعية الفنانين بمنطقة الدسمة، حيث كنت التقي مع بدر بورسلي ومحمد محروس ومبارك الحديبي ويوسف ناصر، وجاءني الحديبي يوماً يسألني ما جديدك، فعرضت عليه فكرة "فدوة لج" وقال أمهلني بعض الوقت وبالفعل صاغ كلمات الأغنية وخرجت للنور.ولأن حديث الملا كان عفوياً ويخرج من القلب يقول عن تلحين "فدوة لج" في تلك الفترة تعرضت محطة الشعيبة لاعتداء مما تسبب في انقطاع الكهرباء عن مناطق عدة ومنها حولي حيث كنت أقطن وكنت أعمل على الأغنية على أضواء الشموع ورغم أن الجو كان مملاً إلى حد ما لكنه رومانسي في نفس الوقت إذ كنت في بداية حياتي الزوجية ورزقني الله حينها بابني ميعاد، وأنجزت الأغنية وسجلها عبدالمحسن المهنا ولاقت الاستحسان.المسيرة المهنية
وحول أثر نجاح الأغنية على مسيرته المهنية قال الملا، إنه بعد النجاح الذي حققته "فدوة لج" ثم "أرجوك يا من كنت حبي" جاءني عبدالكريم عبدالقادر ركضاً بعد سماع الأغنية، من قبل لم يكن يعترف بي ويقول "أنت خلك كمنجاتي" أول ما التقيته كنت أعمل مع فرقة الإذاعة وعرضت عليه لحناً من كلمات ناشي الحربي ولم يقتنع، وقال لي كلام ما يحتاج أني أردده، فحواه "أنت ما تصلح ملحن خلك كمنجاتي تقعد ورانا"، ولله الحمد "فدوة لج" شرعت لي الباب للتعاون مع عبدالكريم والعديد من الأسماء لاحقاً.وأضاف "هذه الأغنيات وصلتني إلى السمعية والذويقة، نعم الوقت تغير وتغيرت معه أشياء كثيرة، لكن مازال هناك سمّيعة، ناس تنقد نقداً بناء.ويسترجع الملا ذكرياته مع أغنية "صبر يا عمري" قائلاً: هذه الأغنية تذكرني باثنين من الفنانين الذين أعتز بهم هما مرزوق المرزوق وغنام الديكان تعاونت مع المرزوق في أغنية "جزى الله" ثم جاءني الديكان قائلاً يشتغل لك المرزوق وأنا لا، سوف أقدم لك عملاً تتميز فيه ويقال عنك ملك الكرد وبالفعل خرجت" صبر يا عمري" للنور وهي من كلمات الشاعر مبارك الحديبي وتعتبر من الأعمال التي نجحت وتركت بصمة مهمة، وأفخر أنني تعاونت مع المرزوق والديكان، لأنني مهما لحنت لنفسي فإنني أستفيد من غيري.تكريم
ويتوقف الملحن القدير عند واحدة من أبرز أغنياته وهي "يا نبع الوفا الصافي" ويقول "خلال شهر رمضان تناهى إلى مسامعنا تعرض والدنا سمو الأمير الراحل جابر الأحمد رحمة الله عليه لحادث في شارع الخليج مما آلمنا جميعاً وحينها كنت في لقاء مع الشاعر ساهر وطلبت منه أن نقدم شيئاً، وبعد نقاش طويل بيننا ولدت "يا نبع الوفا".ودعا الملا الجمهور في ختام اللقاء إلى مشاركته في غناء وطن النهار من ثم أهدى إليه مدير العمليات في مركز الشيخ جابر الأحمد، فيصل خاجة لوحة تذكارية.تعاون مع الماجد وقدم أصواتاً جديدة
تحدث الفنان القدير سليمان الملا عن نشاطه الفني الفترة الحالية قائلاً: إنه تعاون مع الفنان عبدالكريم عبدالقادر في عملين غنائيين طرحهما ضمن ألبومه الأخير الذي قدمه بالتعاون مع الإذاعة، كما يقدم مجموعة من الأصوات الجديدة الفترة المقبلة بالتعاون مع المايسترو أحمد الحمدان، مؤكداً حرصه على دعم الشباب الأكاديميين الذين يستوعبون المصطلحات الموسيقية.وكشف الملا أنه قدم عملاً غنائياً للفنان راشد الماجد، لافتاً إلى أنه انتهى من ألبومه الجديد وسلمه للإذاعة، ومن المتوقع أن يرى النور خلال الفترة المقبلة وكشف أنه يتعاون مع الشعراء بدر بورسلي وساهر وخالد البذال، وهم شعراء معروفون حفاظاً على المفردة الكويتية.واستطرد: "مهمتنا كملحنين أن نوجه الشباب، لكن التيار قوي كما أن السرعة والتطور يؤثران على أي مجهود حتى لو اشتغل الفنان على جملة موسيقية مثل أعمال الثمانينيات لن تصمد في ظل هذا الزخم الذي نعيشه.وقال الملا، إنه لا جديد يجمعه مع الفنان عبدالله الرويشد لانشغال الأخير بالحفلات بينما قدم عملين للفنانة نوال لكنها لم ترد حتى الآن، واستطرد" تعاونت مع نوال في ثلاث أغنيات منها سنين أيام بعد التحرير وبعدها توقف التعاون بيننا".