علاوي يتعهد بتهدئة الحراك... ويصطدم بـ «الأقليات»
وسط توقعات بأن يعلن حكومته خلال الاسبوع الجاري، عقد رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي مساء أمس الأول اجتماعاً في بغداد مع غالبية الكتل السياسية.وقال مصدر عراقي، إن علاوي قدم تعهدات خلال الاجتماع بتهدئة التظاهرات، وأضاف لموقع "السومرية" العراقي أن "علاوي طلب خلال الاجتماع دعما غير مشروط لحكومته، بما في ذلك منحه حرية اختيار أعضاء حكومته"، لافتا إلى أنه "حصل على تأييد كتل سياسية عدة".وأوضح المصدر أن "علاوي تعهد بالعمل على إجراء انتخابات مبكرة، والتركيز على برنامج خدمي يصب في مصلحة تهدئة التظاهرات"، لافتاً الى انه "حذر من فشل الحكومة يعني فشل النظام السياسي العراقي بعد 2003 بالكامل، وسيكون باباً لمزيد من التدخل الخارجي في العراق".
في المقابل، نقلت قناة "روسيا اليوم" عن مصدر عراقي آخر، قوله إن الاجتماع اظهر استمرار الانقسام بين القوى السياسية العراقية بشأن اختيار الوزراء في الحكومة الانتقالية.وأضاف المصدر أن "الخلافات تكمن في اختيار الوزراء مستقلين أو مرشحين من قبل الأحزاب"، مبينا أن "بعض القوى السياسية لا تريد التنازل عن حصتها في الوزارات، بينما تريد أخرى الإسراع في تشكيل الحكومة حتى لو تم اختيار مستقلين". واشار الى أن "رئيس الحكومة المكلف يواجه صعوبات في إقناع الكتل السياسية المصرة على تقديم مرشحين تابعين لها وليسوا مستقلين".وكان علاوي أعلن قبل ايام نيته طرح كابينته الوزارية على مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي. وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي: اقتربنا من تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل بإكمال كابينة وزارية مستقلة من الأكفاء والنزيهين من دون تدخل أي طرف سياسي.وأضاف: سنطرح أسماء هذه الكابينة، خلال الأسبوع الحالي، بعيداً عن الشائعات والتسريبات، ونأمل استجابة أعضاء مجلس النواب والتصويت عليها من أجل البدء بتنفيذ مطالب الشعب. الى ذلك، وصل الى بغداد وفد كردي أمس لمقابلة علاوي ومتابعة قضية تشكيل الحكومة وتمثيل الأحزاب الكردية فيها.وقال ممثل حكومة إقليم كردستان في بغداد فارس عيسى إن "علاوي أبلغ الأطراف الكردية في وقت سابق، أنه ينوي اختيار وزراء مستقلين بعيداً عن الاحزاب"، مشيراً إلى "أننا أبلغناه بخصوصية إقليم كردستان وانه لن يتمكن من تمرير حكومته دون مساندة الاحزاب الكردية، ويجب ان يتم اختيار ممثلي الكرد في الحكومة من داخل اقليم كردستان ومن الأحزاب الكردية".وختم عيسى بالقول: سيكون لنا خيار عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، إذا ما أصّر علاوي على رأيه.وكشف عرفات كرم، مسؤول ملف بغداد في الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني عن اتصال هاتفي جرى بين زعيم الحزب وعلاوي، مضيفاً أن البارزاني عبر عن رفضه منع الاحزاب الكردية من تقديم مرشحيها للوزارات وابلغ علاوي بأنه "شخص نزيه وموضع احترام بالنسبة لنا، لكن الآلية التي تتبعها غير ناجحة، أنت تتعامل معنا الآن بشكل فني في حين يجب أن يكون التعامل سياسياً".وأكد كرم ان الاعتراض على آلية تسمية الوزراء ليس كرديا فقط بل السنة العرب عبروا عن رفضهم تعيين وزراء سنة من دون اي تشاور مسبق. وأبدى زعيم "جبهة الانقاذ" (سنية) أسامة النجيفي، أمس، دعمه لعلاوي في تشكيل حكومة "مستقلين"، وذلك غداة اعتبار المتحدث باسم "تحالف القوى" (سني) النائب فالح العيساوي، أن "شروط المرجعية الدينية لا تنطبق على رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، لأنه كان نائباً ووزيراً سابقاً وليس مستقلاً وتم فرضه على الشارع في وقت يحتاج العراق إلى شخص قوي وشجاع"، مؤكداً أن "الحديث في الإعلام عن تفويض علاوي باختيار كابينته يختلف عما يجري خلف الكواليس".وشدد العيساوي على أن "تحالف القوى لن يقبل بتمرير الوزارات التابعة للسُنة دون استشارته، وأن 58 نائبا سيخولون رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بالتفاوض عنهم في هذا الصدد".وهدد العيساوي بـ "اتخاذ قرارات مصيرية وتاريخية إذا تعرض السُّنة للتهميش"، لكنه قال إن "التحالف سيصوّت على كابينة علاوي إذا كانت مستقلة مئة بالمئة".في غضون ذلك، اعلنت قيادة عمليات البصرة، أمس، تعزيز الوجود الامني قرب المنشآت النفطية. وقالت القيادة في بيان انه "تم تعزيز الوجود الامني قرب المنشآت النفطية في مناطق السويب وحقل مجنون".