في محاولة لحشد أكبر مشاركة في الاستحقاق الذي يوصف بأنه «استفتاء على شعبية المؤسسة الحاكمة»، التي تواجه تحديات توصف بالأصعب منذ تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية، وضع المرشد الإيراني علي خامنئي المشاركة في التصويت بالانتخابات البرلمانية، التي تجرى بعد غدٍ، في خانة «الواجب الديني». وقال خامنئي، في تصريحات خلال تجمع في طهران أمس: «اليوم، التصويت ليس فقط مسؤولية ثورية ووطنية، بل هو أيضاً واجب ديني».
وفي ترجمة صريحة لخطوات تضمنت استبعاد آلاف طلبات الترشح التي تقدمت بها شخصيات محسوبة على التيار الإصلاحي، اعتبر خامنئي أن «البرلمان المقبل لن يكون به مكان لمن يخشون التحدث ضد الأعداء الأجانب»، محذراً من أن «وجود برلمان ضعيف سيؤثر سلباً على حربنا ضد الأعداء».ورأى المرشد المدعوم من غلاة المحافظين أن «الانتخابات ستحيد النوايا الأميركية السيئة، وستفشل أميركا في إحداث انشقاقات بين السلطات والإيرانيين»، داعياً إلى إقبال كبير على التصويت لإظهار الوحدة الوطنية وهيبة الجمهورية الإسلامية بمواجهة الأعداء.ويأتي حشد خامنئي قبل انتهاء الحملات الانتخابية مساء غدٍ الخميس، ووسط حالة من الاستياء الشعبي وتوقعات بالعزوف عن المشاركة في التصويت الذي يحق لنحو 58 مليوناً بالتصويت من بين 83 مليوناً، هم عدد سكان إيران، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وإعادتها فرض العقوبات الخانقة على طهران.
إلى ذلك، كشف مصدر في قيادة الأركان الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن الانفجارات الأخيرة التي هزت عدداً من المدن والقرى في منطقة أميديه والأهواز بمحافظة خوزستان، كانت نتيجة انفجار صواريخ من طراز «باور 373» المشابهة لأنظمة الدفاع الروسية «S300»، حيث قتل في الحادث 5 ضباط وجنود على الفور، وتوفي 5 آخرين لاحقاً في المستشفى، متأثرين بجراحهم.وذكر المصدر أن 15 جريحاً ما زالوا في المستشفى لتلقي العلاج، موضحاً أن الانفجار شمل صواريخ وذخائر كانت موجودة في قاعدة «أردستاني» التابعة لـ «الفيلق الخامس» للقوات الجوية الإيرانية.وأضاف أن قيادة منطقة جنوب شرق البلاد كانت اتخذت قراراً بالتكتم حتى استكمال التحقيقات حول أسباب وقوع الحادث، وما إذا كانت فنية أم ناتجة عن عمل تخريبي.وكان قائد الدعم اللوجيستي للدفاع الجوي في جنوب غرب إيران مهران رفيعي صرح بأن الانفجارات ناتجة عن عملية للتخلص من ذخائر منتهية الصلاحية بالقاعدة السبت الماضي.