هل تنجح موسكو في منع صدام يبدو حتمياً بين إردوغان والأسد؟
مطار حلب يستقبل أول رحلة طيران منتظمة منذ 8 أعوام
هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، بعملية «وشيكة» ضد القوات السورية الموالية لحكومة الرئيس بشار الأسد، في إدلب بشمال غرب سورية، مما استدعى رداً فورياً من روسيا، التي حذرت من أي هجوم ضد الجيش السوري.وقال إردوغان إن تنفيذ عملية عسكرية تركية لصد هجوم قوات الحكومة السورية على معاقل المسلحين المدعومين منها، أصبح «مسألة وقت» الآن بعدما أخفقت محادثات مع روسيا في التوصل الى ترتيبات جديدة، وأضاف في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بثها التلفزيون «بدأنا العد العكسي، هذا آخر تحذيراتنا».واحتشدت قوات تركية بالفعل داخل سورية، استعدادا للتحرك، ويتوجه المزيد منها إلى المنطقة الحدودية.
وقال الكرملين إن أي مواجهة بين القوات التركية والسورية ستكون «أسوأ سيناريو»، وإن روسيا ستواصل العمل على منع تفاقم الوضع.وطالب الرئيس التركي القوات السورية بالتراجع إلى ما وراء المواقع العسكرية التركية في إدلب، التي أقيمت بموجب اتفاق عام 2018 مع روسيا.جاء ذلك بالتزامن مع نداء عاجل وجهته منظمات إغاثة سورية لوقف اطلاق النار، وطلبت مساعدة دولية لنحو مليون شخص نزحوا بسبب هجوم قوات النظام في محافظة إدلب بشمال غرب سورية، في أكبر موجة نزوح خلال النزاع المستمر منذ 9 سنوات. في غضون ذلك، هبطت طائرة ركاب تابعة لمؤسسة الطيران العربية السورية (السورية للطيران)، أمس، في مطار حلب، لتكون أول رحلة منتظمة تهبط في المركز الاقتصادي لسورية الذي دمرته الحرب الممتدة منذ أكثر من ثمانية أعوام.تأتي إعادة فتح المطار بعد أيام من إعلان الجيش السوري المدعوم من روسيا أنه استولى على مناطق في ريف حلب الشمالي الغربي، مما يعد مكسبا استراتيجيا بعد أسابيع من قصف آخر معقل للمقاومة في شمال غرب سورية.وعبر مسؤولون حكوميون عن أملهم في أن يساهم استئناف الرحلات التجارية في إنعاش النشاط الاقتصادي في المدينة التي شهدت بعضا من أكثر المعارك شراسة في الحرب بين 2012 و2016. واستردت قوات الحكومة شرق حلب من مقاتلي المعارضة في 2016.وقال وزير النقل علي حمود إن السلطات تنتظر الحصول على موافقات لاستئناف رحلات الطيران الدولية، مضيفا أن هناك خططا لإعادة فتح خط الطيران إلى القاهرة في الشهر المقبل.والمطار الآخر في حلب هو النيرب، ويعد قاعدة عسكرية كبيرة تستخدمها القوات الجوية السورية لقصف المناطق الخاضعة للمعارضة، كما كان أيضا هدفا للضربات الإسرائيلية على ما تقول إنها قواعد إيرانية.وفي مكسب استراتيجي آخر للرئيس بشار الأسد عززت قوات الحكومة السورية المدعومة بمقاتلين تدعمهم إيران سيطرتها على الطريق السريع إم5، الذي يربط بين حلب ودمشق ويعد شريانا تجاريا مهما في شمال سورية.وقالت السلطات إن هذا الطريق، وهو أسرع مسار بين أكبر مدينتين سوريتين، ينبغي أن يكون جاهزا للاستخدام المدني في غضون الأيام المقبلة لأول مرة منذ أعوام.