تتعدد أشكال الفنون الشعبية في المجتمعات وتختلف باختلاف مكوناتها ومن هذه الفنون «أهل البادية» التي اكتسبت شهرة في الكويت إلى جانب فنون «أهل البحر» إذ شكلت تعبيراً واقعياً عن نمط الحياة في البيئة الصحراوية.وعن هذا الموضوع قال الكاتب والباحث في التراث والتاريخ الدكتور إبراهيم الشكري في كتابه «البداوة في الكويت» إن أهل البادية في الكويت تميزوا بالعديد من الفنون الشعبية منها «القلطة» الذي يعتبر من فنون الترويح الاجتماعي ويعتمد على الأداء الشعري الذي يجسد حياة الصحراء وعادة ما يمارس في الأعياد والمناسبات الوطنية.
وأضاف الشكري أن طريقة أداء «القلطة» عادة ما تكون في مكان فسيح كالديوانيات أو خارج بيوت الشعر أو الصحراء ويبدأ باصطفاف الرجال في صفين متقابلين يترأس كل منهما شاعر يلقي أولهما بيتين من الشعر يرددهما الرجال المنتظمون في صفه وهم واقفون متكاتفون ويصاحب ترديدهم التصفيق بالأيدي.واستطرد «ثم يرد عليه الشاعر الثاني ببيتين آخرين من الشعر يرددهما الرجال المصطفون خلفه بنفس الطريقة وتستمر المساجلات حتى يستسلم أحدهما ويكون بذلك الشاعر المغلوب» لافتاً إلى أن الزي الذي يرتديه الرجال أثناء أداء هذا الفن هو الدشداشة والغترة والعقال.وذكر أن «الفريسني» أحد أنواع الفنون الجماعية التي تعتمد على الغناء الشعري وهو في الغالب سهل الأداء إذ يصطف الرجال في صفين متقابلين يضم كل منهما ما بين 8 إلى 10 أشخاص عادة ما تكون اكتافهم متلاصقة وأياديهم متماسكة تعبيراً عن قوة الترابط بين الشاعرية في كلمات القصائد التي يتغنى بها المشاركون.وأفاد بأن طريقة أداء «الفريسني» تكون بتقدم أحد الصفوف في حركة سريعة ثلاث خطوات إلى الأمام ثم يرجع مرة أخرى إلى الخلف بنفس الخطوات التي تقدم بها ويكون الصف المقابل واقفاً ثم يؤدي نفس الحركة ولا تصاحب هذه الحركات آلات موسيقية لكن يسمع أصوات خطوات الرجال وهم يضربون الأرض بطريقة إيقاعية منتظمة النغم واللحن.وبين الشكري أن «المجيلسي» من فنون البادية التي تمتاز بالخفة في الأداء إذ يجلس الرجال في صفين متقابلين في وضعية الجلوس على الركبتين ويترأس كل صف شاعر يلقي بيتاً من القصيدة ويرد عليه الصف الذي بجانبه عن طريق الانحناء للأمام قليلا ويميلون إلى اليمين تارة وإلى اليسار تارة أخرى على أن يكون هذا الأداء مصحوباً بالتصفيق ثم يقوم الصف الثاني بتكرار ما أداه الصف الأول.ولفت إلى أن «الدحة» من الفنون البدوية التي تشترك فيها المرأة ويعد من الفنون المشهورة في الجزيرة العربية ويقام في مناسبات مختلفة للتعبير عن قدرة المرأة على مواجهة الأمور الصعبة ومدى صمودها وتأثير الصحراء على حياتها.وعن طريقة أداء «الدحة» قال الشكري إن الرجال يمسكون أيدي بعضهم البعض وتتلاحم أكتافهم بمصاحبة الغناء إذ يقوم أحد الشعراء بالغناء ويردد عليه المشتركون ويقوم الرجال بتأدية حركات بأجسامهم ذات طابع إيقاعي جميل ثم تدخل إحدى النساء وتبدأ بالتمايل مع اللحن الصادر عن صوت المشتركين بسلاسة.وأشار إلى أنه غالبا ما ترتدي المرأة في هذا الفن الفستان وعليه ثوب أسود مطرز بالترتر والبرقع وهو عبارة عن قطعة من القماش الأسود الخفيف نسبياً تغطي به وجهها عدا العينين.
محليات
فنون البادية تعبير واقعي عن الحياة بالبيئة الصحراوية
20-02-2020