هل تنجح «نوليوود» في وضع السينما الإفريقية على الخريطة العالمية؟
قال المخرج والمنتج المصري محمد الحديدي، وهو أحد ستة أعضاء في شركة "روفيز فيلم" للانتاج السينمائي، التي أنتجت نحو عشرين فيلما على مدار السنوات العشر الأخيرة، إن "أقوى شيء في مهرجان برليناله، هو أنه مفتوح فهناك شعور بالانفتاح ومحاولة تجميع الناس سويا".ويضيف: "في برليناله، تلتقي هذه المجموعة الواسعة جدا من الاشخاص القادمة من كل مكان" وتوفر مبادرة "برليناله إفريقيا في المركز"، تحديدا، فرصة فريدة للتواصل، حيث يوضح الحديدي أنه "من الممتع أن يلتقي المرء بجيرانه".ويشار إلى أن مبادرة "برليناله إفريقيا في المركز" تبدأ اليوم وتستمر حتى 26 الجاري، مع التخطيط لإقامة عدد من ورش العمل، وإجراء المحادثات بين مخرجي الأفلام السينمائية والمبدعين الذين يعملون في القارة.
وينظم هذا الحدث "سوق الفيلم الأوروبي"، وهو مركز الأعمال الذي يعمل خلف الكواليس في برليناله، والذي يجذب سنويا أكثر من 8300 شخصية مهنية دولية في مجال صناعة السينما.ويصف ماتيس ووتر نول، مدير "سوق الفيلم الاوروبي" هذا الحدث بأنه "الجانب الآخر الذي لا يعرفه رواد السينما".ويتحدث نول عن "جيل جديد من محترفي السينما من الأفارقة"، ممن لديهم قصص جديدة، ورؤى حديثة في إخراج الأفلام. وحازت الأفلام الأفريقية نصيب الأسد في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، شهد أعلى عدد من اشتراك الافلام من افريقيا، حيث قدمت القارة السمراء نجوما من أمثال الحسناء تشارليز ثيرون من جنوب افريقيا ولوبيتا نيونجو، الممثلة الكينية التي فازت بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة، عن دورها في فيلم "12 عاما من العبودية" أو "12 ييرز إيه سليف" إنتاج عام 2013.وعلى الرغم من ذلك، فغالبا ما يكون هناك انتقادات بتجاهل السينما الإفريقية، وبصفة خاصة، عندما تم إلغاء اشتراك فيلم "قلب الأسد" أو"لايونهارت" النيجيري، للفوز بجائزة الاوسكار، كأفضل فيلم دولي في نوفمبر الماضي، بسبب ما تضمنه من الكثير من الحوار باللغة الإنكليزية، مع وجود نحو 10 دقائق من الحوار بلغة الإيجبو (وهي لغة أصلية خاصة بشعب الإيجبو، وهي مجموعة عرقية تتركز بالأساس في جنوب شرق نيجيريا).من ناحية أخرى، دافعت الممثلة والمغنية النيجيرية جينيفيف نناجي التي تعد من أبرز نجوم السينما النيجيرية، والتي قامت بإخراج الفيلم وبطولته عن اشتراك الفيلم.وكتبت نناجي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن هذا الفيلم يمثل الطريقة التي نتحدث بها كنيجيريين".من جانبه، يقول نول، إنه مع احتلالها ثالث أكبر صناعة سينما عالمية ، بعد هوليوود وبوليوود، فإن السينما النيجيرية (المعروفة باسم "نوليوود")، تضع معيارا جديدا لكيفية صناعة الأفلام في القارة التي مازالت الكثير من أسواق الأفلام بها في طور الاعداد.وقررت مبادرة "برليناله افريقيا في المركز" في عامها الرابع الآن، التوسع في عام 2020، مضيفة دول شمال إفريقيا لأول مرة إلى أعضائها من دول افريقيا جنوب الصحراء.ويعد ذلك منطقيا بالنسبة للحديدي، حيث يرى أن "هناك صلة؛ فنحن لدينا النيل، وأنا افريقي أحب كرة القدم كثيرا، وأعرف نيجيريا والكاميرون والسنغال من وجهة نظر رياضية".