اعترفت إيران، أمس، بإصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد، غداة إعلانها وفاة شخصين مصابين به، عشية انتخابات تشريعية مهمة. وأكد مصدر رفيع في وزارة الصحة الإيرانية، لـ "الجريدة"، أن مصاباً بالفيروس تُوفي أمس في مستشفى فرمانية بمدينة طهران، مضيفاً أن المئات راجعوا المستشفيات خلال الـيومين الماضيين في عدد من المدن الإيرانية، وخصوصاً طهران وقم، مطالبين بإجراء فحص للفيروس.
وحسب المصدر، فإن 450 شخصاً تم وضعهم في الحجر الصحي بالمستشفيات لمراقبتهم، في حين تم فحص أكثر من 10 آلاف آخرين تبين عدم إصابتهم بالفيروس. وقال إن الشخص الذي تُوفي بطهران أصيب بالفيروس في مدينة قم وتم نقله إلى العاصمة إثر إعلان مستشفيات قم عدم استطاعتها معالجته، مضيفاً أن وزارة الصحة طلبت من المجلس الأعلى للأمن القومي عزل المدينة، التي يقصدها عشرات آلاف الشيعة لزيارة ضريح السيدة معصومة، واستدعاء كل من زارها في الأسبوعين الماضيين للفحص. وأشار إلى أن "الأعلى للأمن القومي" رفض طلب "الصحة"؛ خوفاً من إثارة سخط كبار رجال الدين في هذه المدينة، التي تعتبر عاصمة فقهية لملايين الشيعة حول العالم، مضيفاً أن الرئيس حسن روحاني أمر بتشكيل لجنة لمواجهة خطر الفيروس، في وقت اتخذت إجراءات استباقية لمواجهة تفشٍ محتمل للعدوى. وأثار إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى "قم" مخاوف من عزل المدينة، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية لنفي هذه الأنباء، وإعلان أن التعزيزات مرتبطة بتأمين الانتخابات التشريعية التي ستجرى اليوم. وبعد انتشار خبر وفاة ثلاثة أشخاص (رسمياً) من جراء إصابتهم بـ "كورونا"، واجهت صيدليات البلاد نقصاً حاداً في الكمامات ومواد التعقيم، إذ تدفق الآلاف إلى الصيدليات لشراء كل ما يمكن أن يحميهم من الفيروس، خصوصاً أنهم تعودوا أن تخفي الحكومة الحقائق لأسباب سياسية، وهم لا يعولون كثيراً على تقاريرها.من جهة أخرى، أثار موضوع انتشار "كورونا" ذُعراً بين الناخبين الذين تبادلوا رسائل نصية ودعوا على وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدم التصويت في الانتخابات خوفاً من تفشي العدوى.وأصدر المجلس البلدي لمدينة طهران قراراً يلزم البلدية بتعقيم جميع حافلات المترو والنقل العام بعد كل رحلة تقوم بها بدءاً من اليوم الجمعة، واستخدام ممرضين وشراء أجهزة لمراقبة كل مَن يدخل أو يخرج من مرافئ النقل العام في المدينة.وفي العراق، ووسط حالة من الذعر انتشرت بين العراقيين، أعلنت وزارة الصحة منع الوافدين من إيران من الدخول إلى البلاد، إلى جانب منع السفر إلى إيران، نافية تسجيل إصابات بالفيروس في البصرة. وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية اتخاذ إجراءات لمنع تسلل الفيروس إلى البلاد، وخاطبت وزارة الصحة لإرسال مفارز طبية إضافية إلى المراكز الصحية العاملة في المنافذ مع إيران من أجل فحص جميع المسافرين والبضائع الواردة، في وقت أفادت مصادر بأن سلطات إقليم كردستان العراق تنوي إغلاق معابرها مع إيران مؤقتاً.
أخبار الأولى
وفاة ثالثة بالفيروس في إيران وحجر على المئات
21-02-2020