انخفض سعر برميل النفط الكويتي 45 سنتاً ليبلغ 58.59 دولاراً في تداولات أمس الأول، مقابل 59.04 دولاراً للبرميل في تداولات الخميس الماضي، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.من ناحيته، قال معهد التمويل الدولي إن تفشي فيروس كورونا ربما يقوض الطلب على النفط في الصين ودول آسيوية أخرى، مما سيدفع أسعار النفط لمزيد من الهبوط قد يصل بها إلى 57 دولاراً للبرميل، ويلقي بظلاله على آفاق النمو في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال كبير اقتصاديي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى المعهد جاربيس إيراديان: «قبل فيروس كورونا، كنا نفترض أن أسعار النفط ستبلغ في المتوسط 60 دولاراً للبرميل هذا العام، مقارنة بـ 64 العام الماضي»، مرجحاً بشدة «أن نعدل توقعاتنا للعام بأكمله، قد تكون 58 أو 57 بناء على تطورات الفيروس».وتسلط تعليقات إيراديان الضوء على المخاوف المتنامية حيال التأثير الاقتصادي للفيروس، والتي ستهيمن على اجتماعات مسؤولي القطاع المالي من أكبر 20 اقتصاداً في العالم مطلع الأسبوع في الرياض.وذكر إيراديان أن تفشي الفيروس قد يقلص نمو الصين بين 0.5 و0.7 نقطة مئوية، وسيكون لذلك تأثير حاد على أسعار الخام، مضيفاً: «إذا بلغ معدل النمو (للصين) خمسة في المئة، فسيكون له تبعات كبيرة على النفط. الطلب الصيني على النفط قد يهبط نحو 400 ألف برميل يومياً، وقد تخفض الدول الآسيوية طلبها. الزيادة في الطلب العالمي على النفط بشكل عام بدلا من أن تكون 900 ألف برميل يومياً... قد تصبح بين 300 و400 ألف».وأوضح أن هذا قد يؤثر على النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط، رغم أنه يجري حتى الآن احتواء التأثير المباشر على اقتصادات المنطقة، لاسيما بالنسبة إلى صادرات النفط.وفي الأسواق العالمية، تراجعت أسعار النفط نحو واحد في المئة، أمس الأول، بفعل تجدد المخاوف من تأثر الطلب على الخام من جراء التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا، في حين بدت «أوبك» وحلفاؤها في غير عجلة من أمرهم لكبح الإنتاج.وأثار أحدث مؤشرات الإصابة بالفيروس في مقاطعة هوبي، حيث بؤرة تفشيه في الصين، عمليات بيع في شتى الأسواق المالية، في حين يتوجه صناع السياسات بدول مجموعة العشرين إلى السعودية لإجراء محادثات بشأن الاقتصاد العالمي.وهوى خام برنت أكثر من اثنين في المئة خلال اليوم، ثم أغلق عند 58.50 دولاراً للبرميل، منخفضاً 81 سنتاً بما يعادل 1.4 في المئة. وتحدد سعر التسوية في العقود الآجلة للخام الأميركي على تراجع 50 سنتاً أو 0.9 في المئة إلى 53.38 دولاراً.وقال مدير استراتيجية السلع الأولية في بنك ساكسو أولي هانسن: «لنا أن نقول إن عدم التيقن (المحيط بفيروس كورونا) قد عاد بعنف. ينبغي أن نقر بأننا نتعامل مع صدمة طلب هي الأكبر منذ الأزمة المالية... إلى أن نرى الصين تعود إلى العمل، فإن الفيروس سيكون محل التركيز الرئيسي».من جانب آخر، قال مصدران تجاريان إن شركة سي. بي. سي للتكرير التايوانية اشترت شحنة واحدة من خام زاكوم العلوي للتحميل في أبريل بخصم بنحو خمسة سنتات إلى الأسعار المعروضة لخام دبي عبر عطاء شهري فوري جرت ترسيته الخميس الماضي.ويقول متعاملون إن السوق الفوري في آسيا لخام الشرق الأوسط يتعرض لضغوط هذا الشهر في ظل وفرة الإمدادات، إذ يتأثر الطلب سلباً بفعل تفشي فيروس كورونا وعمليات صيانة موسمية في المنطقة.وقبل هذا العطاء، اشترت «فوجي أويل» اليابانية شحنة من خام زاكوم العلوي بخصم يتراوح بين 90 سنتاً ودولار للبرميل إلى سعر بيع الخام الرسمي يوم الأربعاء، في حين اشترت «رونغشينغ» الصينية شحنتين بعلاوة تقل عن عشرة سنتات للبرميل إلى أسعار دبي يوم الاثنين.
اقتصاد
معهد التمويل: «كورونا» سينزل بالنفط إلى 57 دولاراً
23-02-2020