عاد التدخل الروسي ليطل برأسه مجدداً في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل. وانفجر الملف بوجه الرئيس دونالد ترامب، وكذلك المرشح الديمقراطي الأوفر حظا، حسب الاستطلاعات الأخيرة لمنافسته، السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز. وأفادت صحيفتا "واشنطن بوست"، و"نيويورك تايمز" بتقريرين منفصلين، أمس، بأن الاستخبارات الأميركية أبلغت الديمقراطي الاشتراكي بيرني ساندرز بأن موسكو تسعى لدعم حملته الرئاسية، وأبلغت أيضا الرئيس دونالد ترامب بالتدخل الروسي، وطالب ساندرز، الساعي للفوز بالترشّح عن حزبه للانتخابات الرئاسية المقبلة، روسيا بـ"الابتعاد" عن هذه الانتخابات.
ساندزر
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الأول، أن مسؤولين أميركيين أبلغوا ساندرز أن روسيا تحاول مساعدة حملته الانتخابية.وأضافت الصحيفة نقلا عن أشخاص مطلعين على هذا الأمر، لم تنشر أسماءهم، أنه تم إخطار ترامب والنواب الأميركيين بالمساعدة الروسية لساندرز. وقالت الصحيفة إنه لم تُعرف شكل تلك المساعدة الروسية.ورداً على التقرير، قال ساندرز للصحافيين، إن مسؤولين أميركيين أبلغوه "قبل نحو شهر" بأن روسيا تبذل جهودا للتدخل لدعمه. وأضاف: "على العكس من ترامب، أنا لا أعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديقاً عزيزاً. إنه استبدادي يحاول تدمير الديمقراطية وسحق المعارضة في روسيا". وتابع: "لا أبالي صراحة بمن يريده بوتين رئيسا. رسالتي إلى بوتين واضحة: ابتعد عن الانتخابات الأميركية، وعندما أصبح رئيسا سأحرص على هذا الأمر".وختم": "إنهم يحاولون زرع الشقاق بيننا، وقد شاهدت بعضا من تغريداتهم وغيرها من الأمور. إنهم يحاولون زرع الفوضى. يحاولون زرع الكراهية في أميركا".ترامب
أما "نيويورك تايمز" فقد نقلت في تقرير أن الاستخبارات الأميركية أشارت في إيجاز قدموه في 13 فبراير، أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، إلى أنّ روسيا تتدخل مجدداً في الانتخابات الأميركية للترويج لترشيح ترامب، ما أثار غضب الرئيس الأميركي الذي عزل الأربعاء الماضي، مدير الاستخبارات الوطنية بالإنابة جوزف ماغواير، وعيّن بدلاً منه أحد المقربين إليه.وخلال تجمّع انتخابي في لاس فيغاس، أمس الأول، وصف ترامب المزاعم الجديدة عن تدخل روسي بأنها "معلومات مضللة وخدعة" اطلقها خصومه الديمقراطيون.كما كتب ترامب على "تويتر": "هناك حملة تضليل أخرى يطلقها الديمقراطيون في الكونغرس قائلين إن روسيا تفضلني على أي مرشح لا يفعل شيئًا من الديمقراطيين الذين مازالوا غير قادرين، بعد أسبوعين، على فرز أصواتهم في أيوا". "الخدعة رقم 7!"وشارك ترامب تغريدة لمقدم البرامج باك سيكستون ربط فيها بين التقارير المنشورة عن ساندرز بانتخابات نيفادا قائلا، ان فريق ساندرز غاضب، لأنه أدرك ان الحزب الديمقراطي ووسائل الإعلام الرئيسية يحاولون بكل إخلاص التخلص منه. وكان ترامب حذر مراراً من نية الحزب الديمقراطي التخلص من ساندرز.بارانويا
وفي موسكو، نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صحة ما ورد في تقريري "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، ووندد بـ"رسائل جديدة تتصف بالبارانويا (جنون الشك) ستزداد للأسف مع اقتراب موعد الانتخابات" الاميركية.نيفادا
إلى ذلك، تشهد ولاية نيفادا ثالث جولة من الانتخابات التمهيدية بعد ولايتي ايوا ونيوهامشر. وبينما لا يوجد أي منافس لترامب في الضفة الجمهورية، يخوض الديمقراطيون ما يصفه المراقبون اقوى نزاع بين تياري الوسط واليسار لاختيار مرشح منافس لترامب، زاد من حدته دخول ملياردير آخر هو مايك بلومبرغ إلى السباق. وتمثل الانتخابات التمهيدية في نيفادا، التي ستجرى على طريقة المجالس الانتخابية (كوكوس) اختباراً صعباً أمام المرشحين، لكونها الولاية الأكثر تنوعاً عرقياً التي يواجهها المرشحون حتى الآن، وينظر إليها على أنها ميدان اختبار رئيسي لبعض المرشحين المتعثرين. ويصل عدد مندوبي نيفادا إلى 36 مندوبا، ويمكن لجميع المسجلين في الحزب الديمقراطي على مستوى الولاية، الذين لا تقل أعمارهم عن 18 سنة، المشاركة في اختيارهم.ومن بين اللاعبين الكبار في اللجنة الانتخابية في نيفادا، نقابة الطهي ومقرها لاس فيغاس، والتي تمثل نحو 60 ألف عامل في قطاع الضيافة، وأغلبيتهم من أميركا اللاتينية.وأشار آخر استطلاع للرأي نشر، امس الأول، إلى حصول ساندرز على أكبر نسبة دعم بين الديمقراطيين على المستوى الوطني (30 في المئة) يليه نائب الرئيس السابق جو بايدن (19 في المئة).وجاء الملياردير مايكل بلومبرغ في المركز الثالث بـ 17 في المئة، تليه السيناتورة التقدمية إليزابيت وارن بـ 12 في المئة، بينما حل بيتي بوتيجيدج في المركز الخامس بـ11 في المئة، والسيناتورة الوسطية ايمي كلوبوشار في المركز الأخير بـ5 في المئة.وستجرى الانتخابات المقبلة في ولاية ساوث كارولينا في اليوم الأخير من فبراير قبل أن تصوت أكثر من 10 ولايات فيما يعرف بيوم "الثلاثاء الكبير" الذي يوافق الثالث من مارس المقبل.حظر ترامب
إلى ذلك، دخل حيز التنفيذ، امس الأول، حظر السفر الجديد الذي أقره ترامب ويفرض بموجبه رقابة صارمة على المعابر الحدودية إزاء مواطني 13 دولة.