بدأت هدنة تاريخية يفترض أن تستمر أسبوعاً، تمهيداً لتوقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" المتمردة في نهاية فبراير الجاري، وهو ما قد يتيح للرئيس الأميركي دونالد ترامب "إعلان النصر" وتحقيق وعد رئيسي بالانتخابات يتمثل في الانسحاب من كابول وإنهاء أطول حرب خاضتها واشنطن.

وحُدد موعد تطبيق الهدنة التدريجية اعتبارا من منتصف ليل الجمعة - السبت. أما الاتفاق بين الطرفين، فيفترض أن يوقّع بالأحرف الأولى في 29 الجاري بالعاصمة القطرية الدوحة، بشرط تراجع الهجمات على كل الأراضي الأفغانية، كما تشترط واشنطن مسبقاً.

Ad

وتهدف الهدنة الجزئية أو "خفض العنف" إلى إثبات حُسن نية المتمردين قبل أن يوقّعوا الاتفاق التاريخي مع واشنطن حول انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من البلاد مقابل ضمانات أمنية. وتريد واشنطن تجنّب أن تصبح أفغانستان من جديد ملاذاً للجهاديين.

ويفترض أن يفضي الاتفاق، الذي اعتبرت "طالبان" أنه يشمل المدن والطرق الرئيسية في البلاد فقط، إلى بدء مفاوضات أفغانية تهدف إلى تقرير مستقبل البلاد، بينما كانت "طالبان" قد رفضت طوال 18 عاما التفاوض مع السلطة الحاكمة، معتبرة أنها "دمية" تحرّكها واشنطن.

في غضون ذلك، ذكر مصدر من "طالبان"، في باكستان، أن المحادثات الأفغانية - الأفغانية يفترض أن تبدأ في العاشر من مارس المقبل.

وينتشر بين 12 و13 ألف عسكري أميركي في أفغانستان، حيث خاضت الولايات المتحدة أطول حرب في تاريخها. كما تنتشر قوات لدول أجنبية أخرى في البلد الواقع وسط آسيا.

وكان تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة قد طرد "طالبان" من السلطة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وخاض المتمردون الذين كانوا يحكمون كابول منذ 1996 وحتى أكتوبر 2001، حملة متواصلة أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أميركي وعشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية.

وأنفقت واشنطن أكثر من ألف مليار دولار في الحرب التي قُتل فيها أكثر من عشرة آلاف مدني أفغاني منذ عام 2009.