لم يكن ينقص مشهد التأزم المالي والاقتصادي والسياسي الذي يعيشه لبنان بمجمله سوى انضمامه الى نادي الدول المصابة بفيروس «كورونا».وعمّت موجة من الهلع خلال اليومين الماضيين مع إعلان وزير الصحة حمد حسن، عن أول إصابة مؤكدة، والاشتباه بحالتين أخريين، في وقت انتشرت مجموعة من الإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية عن تشخيص حالات جديدة في النبطية والضاحية الجنوبية و4 حالات في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، سرعان ما نفاها الوزير.
وقال مصدر طبي من داخل المستشفى لـ «الجريدة»، أمس، إن «الاشتباه بحالات مصابة هو أمر عادي، نظرا لتشابه عوارض كورونا مع الإنفلونزا العادية»، مشيراً إلى أن «الاشتباه لا يعني الإصابة».وما إن أعلن وزير الصحة تسجيل الإصابة الأولى بالفيروس، حتى عمد عدد كبير اللبنانيين إلى المطالبة بوقف جميع الرحلات الآتية من إيران ليردّ وزير الصحة بالقول إن «قرار إلغاء الرحلات هو قرار حكومي، وله اعتبارات سياسية». وأكد حسن خلال جولة له في مستشفى النبطية الحكومي، أمس، أن «الحالتين اللتين تم الكلام عن الاشتباه بهما لا تعانيان فيروس كورونا ولا العوارض»، لافتا الى أنهما «حاليا في حجر منزلي وقائيا».واتخذت خلية الأزمة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب بعد اجتماعها أمس سلسلة قرارات من اجل الحد من انتشار فيروس «كورونا». وجاء في بيان أن الحكومة قررت منع المواطنين اللبنانيين وسائر المقيمين في لبنان من السفر إلى المناطق التي سجلت إصابات، إضافة إلى توقيف الحملات والرحلات إلى المناطق المعزولة في الصين، وكوريا الجنوبية، وإيران ودول أخرى، على أن تستثنى من ذلك حالات السفر الضرورية (طبابة، تعليم، عمل).وفي مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع، قال وزير الصحة، إن الحكومة عممت على اللبنانيين «التخفيف» من السفر إلى إيران والدول المصابة، وليس منع السفر أو الرحلات اليها، كما ذكر البيان المكتوب الصادر بعد الاجتماع. وأضاف حسن: «لا يمكنني أن أخنق البلد وهو مخنوق أصلاً، وسنضع ضوابط وإجراءات تُغني عن قرار وقف الملاحة من عدمه». وكانت تغريد صقر (45 عاما) قد نقلت إلى «مستشفى رفيق الحريري» الحكومي وهي آتية من مدينة قم في إيران عبر طائرة عليها 163 راكباً. ويبلغ عدد الرحلات من بيروت إلى إيران والعكس 3 أسبوعياً، وفق ما أعلن رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن، كاشفا أن «الاثنين المقبل هو موعد وصول طائرة جديدة من إيران الى مطار بيروت الدولي»، ومضيفا «اتّخذنا إجراءات للكشف على الآتين من إيران داخل الطائرة، وكل فرق المطار في جاهزية تامة».إلى ذلك، انضمت الكمامات الواقية إلى لائحة «العملة النادرة» في البلد، وتمدّدت أمس إلى الصيدليات. وعمد بعض الصيادلة الى «تقنين» بيع الكمامات، نظراً الى التهافت الكبير على شرائها، الأمر الذي أسفر عن ارتفاع أسعارها ونفادها من الأسواق.
محليات
الهلع يجتاح لبنان بعد وصول الفيروس ولا منع سفر إلى إيران
23-02-2020