الأرانب البرية تستعيد عافيتها في البيئة الكويتية
أصبح وجود الأرانب البرية مألوفاً في البيئة الكويتية إذ عادت إلى التكاثر على طول الشريط الحدودي مع العراق والسعودية في منطقة الرتقة وخصوصاً بعد إقامة المحميات وتطبيق قوانين البيئة التي تجرم الصيد الجائر.والأرنب في الطبيعة أشبه بكرة فراء تنطلق بسرعة تخطف الأنفاس فوق رمال الصحراء الناعمة بقفزات خاطفة فوق الشجيرات والصخور بمسار متعرج تارة وبالاستدارة والالتفاف بسرعة كبيرة تارة أخرى فبقاؤه مرهون بمهارته.وهذا الحيوان أليف يجمع ما بين طابع البراءة والتوتر النفسي الدائم مشدود الأعصاب والعضلات جاهز للانطلاق بسرعة خاطفة جداً فور التقاط أذنه الطويلة أوعينيه الكبيرتين صوت أي جسم يتحرك.
ولون فراء الأرنب يشبه لون البيئة «الرمال» التي يعيش فيها مما يساعده في التخلص من الأعداء وهو مرهف الحس وحاد الأبصار وحاسة الشم لديه قوية مما يمكنه من تحديد مصدر الخطر والهرب من الأعداء معتمداً على سرعة العدو التي قد تصل إلى 30 كيلومتراً في الساعة.وفي هذا الصدد، قال رئيس فريق «عدسة البيئة» الكويتي راشد الحجي لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الأحد إن الأرانب عادت إلى التكاثر بأعداد لابأس بها على طول الشريط الحدودي بين الكويت والعراق والسعودية في منطقة الرتقة وانتشرت هناك بفضل القوانين التي تجرم الصيد الجائر ومتابعة وزارة الداخلية الكويتية لذلك.وأضاف الحجي أنه في بداية السبعينيات كانت منطقة الصبية تعج بالأرانب والنيص وغرير العسل وبسبب الصيد والرعي الجائر اللذين انتشرا في أغلب صحراء الكويت بدون تنظيم حينها انقرضت أعداد كبيرة منها.وأوضح أنه توجد حالياً الأرانب العربية في الكويت بالمناطق الحدودية بأعداد كبيرة ويرجع الفضل في ذلك إلى وزارة الداخلية التي اعتنت بهذه المنطقة ومنعت الصيادين والرعاة من العبث بالأرض وفي كل سنة تزداد أعداد الأرانب هناك.وذكر أن أنثى الأرنب تسمى «العدنة» أما الذكر فيسمى «الخزز» بينما يسمى صغيرها «الخرينق» وللأرنب البري قدرة كبيرة على التمويه والتخفي. وبين أن الأرانب البرية تتغذى على الأعشاب المتوفرة في البيئة المحيطة منها الأعشاب القصيرة التي تنمو في موسم الربيع وتستغني الأرانب البرية الصحراوية عن شرب الماء في حال عدم توفرها وتعوض ذلك بأكل النباتات الصحراوية كالحمض بأنواعه الذي تتوفر فيه كميات من الماء وتستقر خلال النهار في الجحور لاتقاء حرارة الشمس.وأضاف الحجي أن الأرانب تمتلك أسناناً قاطعة في مقدمة الفك لتساعدها في قطع الأعشاب ويعيش الأرنب البري في مناطق لا تتوافر فيها المياه بكثرة لكنه يحتاج إلى غذاء نباتي ليحافظ على الاتزان المائي داخل جسمه كالبذور والجذور وأوراق النباتات علماً أن الأرنب البري الذي يعيش في الجزيرة العربية نشيط ليلاً ومهيأ بشكل جيد للمعيشة في المناطق التي يقل فيها الكساء الخضري.وذكر أن الأرانب تنشط ليلاً وتبقى في النهار ساكنة تحت الشجيرات بلا حراك وقلما يراها أحد في الأرض المكشوفة وتمتاز بسرعتها الكبيرة وآذانها الطويلة وتعيش وحيدة معظم الأوقات.ولفت إلى أنه عندما يخاف الأرنب يجري بسرعة عالية جداً بمسار متعرج كما يمكنه الاستدارة والالتفاف بسرعة كبيرة ويفضل الوحدة في معظم الأوقات باستثناء فترة التكاثر.وبين أن الأنثى تلد على مدار العام لكنها تبلغ ذروة الخصوبة في فصل الشتاء وهي تلد ما بين 1 إلى 3 صغار كل مرة وتستمر فترة الحمل 42 يوماً تولد الصغار كاملة الفرو بعيون مفتوحة وتستطيع المشي بعد يوم واحد من ولادتها.وقال الحجي إن طول الأرنب البري المكتمل النمو يصل إلى نحو 20 إلى 35 سنتيمتراً ويزن نحو 0.9 إلى 3.2 كيلوغرامات وحجم الإناث غالباً أكبر من الذكور وقليل منها يعيش أكثر من عام تحت الظروف البرية نظراً لعدم توافر الحماية الكافية من الأعداء في الطبيعة.وبين أن لون الأرنب يتراوح بين البني الفاتح والرمادي والأسود الباهت مع جوانب سفلية بيضاء اللون تساعده أذناه الكبيرتان على تبريد جسمه من خلال توزيع حرارة الجسم على العديد من الأوعية الدموية السطحية وتغطي باطن قدمه خصلة من الشعر تساعده على الجري والحركة على الرمال وعيناه كبيرتان ويتمتع بنظر حاد.وذكر أن لون الأرنب البري «بيج» صحراوي فاتح متموج بالرمادي وهو لون يتناغم مع بيئته المحيطة ويتميز بطول الأذنين وله أيد أقصر من الأرجل تمتاز بمخالب قوية وحادة جداً يستخدمها للقفز ونبش التربة وحفرها.وبين أن الأرانب لا تمشي أو تجري مثلما تفعل سائر الحيوانات رباعية الأرجل بل تتحرك وثباً على رجليها الخلفيتين الأكثر طولاً وقوة من الأماميتين.وأفاد بأنها تستعمل رجليها الأماميتين عندما تتحرك وتقوم بحفظ توازنها مستخدمة الأرجل الأمامية، لافتاً إلى أنها تستطيع العدو بسرعة تصل إلى 30 كيلومتراً في الساعة إذا ما طاردها عدو ما.