خامنئي: الأعداء استغلوا «كورونا» لإفشال الانتخابات

• روحاني: العقوبات كالفيروس الخوف منها أشد من مفعولها
• نسبة التصويت 42.7%

نشر في 24-02-2020
آخر تحديث 24-02-2020 | 00:04
روحاني مستقبلاً شالنبيرغ في طهران أمس  (إرنا)
روحاني مستقبلاً شالنبيرغ في طهران أمس (إرنا)
اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي أعداء بلاده بمحاولة استغلال أنباء انتشار فيروس كورونا المستجد، للتأثير على المشاركة في الانتخابات العامة، في حين أعلنت وزارة الداخلية أن نسبة التصويت بلغت 42.7%، رغم التقارير التي تحدثت عن إقبال جماهيري ضعيف على الاستحقاق، الذي تم الجمعة الماضي.
بعد تقارير تحدثت عن أقل نسبة تصويت في تاريخ البلاد، رأى المرشد الأعلى الإيراني أن أعداء إيران سعوا لإثناء الإيرانيين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية، التي جرت الجمعة الماضي، بالمبالغة في خطر فيروس كورونا المستجد، لكنه أكد أن المشاركة كانت جيدة.

ونقل الموقع الرسمي لخامنئي عنه قوله، أمس: "إن الدعاية السلبية عن الفيروس بدأت قبل شهرين وزادت بدرجة كبيرة قبيل الانتخابات"، مضيفاً: "وسائل إعلامهم لم تفوت أدنى فرصة لإثناء الناخبين الإيرانيين والتحجج بالمرض والفيروس".

وأعلنت إيران، كشف أول حالة إصابة بكورونا قبل يومين من التصويت، ولاحقاً سجلت أعلى معدل وفيات بالفيروس خارج الصين موطن المرض الجديد.

مفعول الخوف

في موازاة ذلك، شبّه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده بـ"كورونا"، مشيراً إلى أن مدى تأثيرها على حياة بلاده أقل من المخاوف التي تسببها.

وقال روحاني، أثناء استقباله وزير خارجية النمسا، ألكسندر شالنبيرغ: "العقوبات الأميركية كفيروس كورونا؛ الرعب منها أشد من مفعولها الواقعي".

واعتبر الرئيس الإيراني أن "تطبيق العقوبات يعد عملاً إرهابياً"، مضيفاً: "نأمل أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً على تنفيذ واجبه الإنساني في هذا المسار".

وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على طهران ضربت قطاعها النفطي، بعد انسحاب واشنطن، في 8 مايو 2018، من خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني. وتؤكد إيران أن سائر أطراف "الصفقة النووية"، وفي المقام الأول، الدول الأوروبية، لا تلتزم ببنودها بالكامل، الأمر الذي يجعل الاتفاق النووي غير مجد في صورته الحالية.

نتائج رسمية

في هذه الأثناء، أعلن وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بلغت 42.7 في المئة، في حين حقق مرشحون مرتبطون بـ"الحرس الثوري" نتائج قوية وتصدروا السباق في العاصمة طهران وبأنحاء البلاد.

ونُقل عن وزير الداخلية قوله إن أكثر من 24 مليونا أدلوا بأصواتهم من بين 58 مليونا يحق لهم التصويت بالانتخابات.

وهذه أدنى نسبة مشاركة في انتخابات من هذا النوع منذ إقامة الجمهورية الإسلامية عام 1979. وكانت وزارة الداخلية أعلنت قبل التصويت أن نسب المشاركة في عشر انتخابات تشريعية أُجريت مذاك، تجاوزت الـ50 في المئة.

وكان خامنئي حث الإيرانيين على التصويت بكثافة، لكن قيام مجلس "صيانة الدستور"، الخاضع لهيمنة المتشددين، باستبعاد آلاف طلبات الترشح للشخصيات البارزة المحسوبة على التيار الإصلاحي، جعلت الانتخابات فاترة ومحسومة للتيار الأصولي المتشدد، الذي استعاد السيطرة على مقاعد طهران بقيادة محمد باقر قليباف. وبالإضافة إلى إقصاء التيار الإصلاحي وعدم وجود منافسة حقيقية فإن إحباط رجل الشارع العادي من تردي الأوضاع الاقتصادية وفشل "الاتفاق النووي"، الذي بشر به روحاني، جعله يحجم عن المشاركة.

وفي ظل الضغط المكثف من الولايات المتحدة على النظام الإيراني، يحتاج رجال الدين الذين يحكمون طهران إلى نسبة إقبال مرتفعة، لتعزيز شرعيتهم التي تضررت بعد احتجاجات بأنحاء البلاد في نوفمبر الماضي ضد زيادة أسعار البنزين. وقابلت السلطات المظاهرات بحملة أمنية صارمة زادت الاستياء من المصاعب الاقتصادية والفساد.

«كأس السم»

وبعد تحقيق غلاة التيار المحافظ المناهض للغرب أغلبية كاسحة في الانتخابات البرلمانية يبدو أيضاً أنهم الأوفر حظاً لاقتناص الرئاسة العام المقبل، لكن الأزمة الاقتصادية قد تجبرهم على التواصل مع واشنطن، رغم استبعاد خامنئي إجراء أي مفاوضات مع الأميركيين.

ويرجح البعض أن يضطر خامنئي للتفاوض مع واشنطن وإلى "تجرع كأس السم" من جديد، في إشارة لتصريح شهير أدلى به سلفه روح الله الخميني، عندما اضطر إلى الموافقة على هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة وأنهت الحرب العراقية الإيرانية التي دارت رحاها بين عامي 1980 و1988.

ولا يترك الوضع الهش للاقتصاد الإيراني الكثير من الخيارات أمام السلطات الحاكمة، خاصة بعد أن أضعفته حملة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب وأدت لخنق صادرات النفط الحيوية، كما أضعفه أيضا الفساد وسوء الإدارة مما أقصى العديد من الإيرانيين.

ورأى مراقبون أن "إيران على بعد أزمة واحدة في النظام لتصل إلى نقطة الانهيار. ولتجنب تلك النقطة قد يقدم غلاة المحافظين على تقديم تنازلات للولايات المتحدة من أجل استمرار النظام القائم".

ورغم الصعوبة البالغة لحل القضايا العالقة بين واشنطن وطهران فإن بدء محادثات مباشرة في أي منها قد يشكل تغيرا في المشهد الدبلوماسي.

وربما تتوافر لغلاة المحافظين، المفضلين لدى خامنئي منذ فترة طويلة والذين ستزيد هيمنتهم بعد الانتخابات، مساحة أكبر من النفوذ السياسي للتواصل مع واشنطن إذا رأوا أن ذلك أصبح ضرورياً.

توقف أرمني

على صعيد آخر، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إيلنا"، أمس، أن الحكومة الأرمنية قررت وقف أنشطة سفارتها في العاصمة الإيرانية طهران، مشيرة إلى أن "وقف الأنشطة مؤقت".

ونقلت الوكالة عن الإذاعة الأرمينية قولها، إن سفارة جمهورية أرمينيا في طهران بدأت وقف أنشطتها في المكتب القنصلي واستقبال المواطنين، "بشكل مؤقت"، دون تقديم مبرر عن القرار وموعد إعادة نشاط السفارة.

زلزال حدودي

في سياق منفصل، أفاد وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة بمقتل تسعة أشخاص في ولاية وان التركية، جراء زلزال ضرب محافظة حدودية بشمال غرب إيران، أمس. وأضاف قوجة، عبر "تويتر"، أن عدد المصابين ارتفع إلى 37 آخرين.

مقتل 9 أتراك إثر زلزال ضرب محافظات إيرانية حدودية
back to top