الملا... ضيع ناخبيه ومشيته!
لم يسعدني الحظ أن أتعرف على النائب بدر الملا، لكن عندما فاز في الانتخابات التكميلية، بفارق بسيط، في مارس الماضي، سمعت من زملاء وأصدقاء كلاماً جميلاً عنه، وعن خبراته في المجالين القانوني والاقتصادي، لذا كان سقف توقعاتي لأدائه البرلماني عالياً.استهل الملا عمله البرلماني بصوت مرتفع، كعادة النواب المستجدين، في عدة اتجاهات، قبل أن يجد ضالته في مشاركة النائب رياض العدساني، ليسجل اسمه في "سجل شرف الاستجوابات"، من خلال استجواب وزير المالية الأسبق نايف الحجرف، المُعد معظمه من النائب "مدفع الاستجوابات الآلي" العدساني، وهو الاستجواب الذي فشل وكان مدخلاً للضغط على الحكومة في قوانين المتقاعدين الخاصة بالاستبدال والقرض الحسن.
تابعت بعد ذلك أداء النائب الملا الذي كان يتضاءل شيئاً فشيئاً، فلديه تصريحات متفرقة بلا هدف محدد أو قضية، وفي بداية دور الانعقاد الجديد استكمل الملا التهديد بالاستجوابات مرَّة أخرى لعدد من الوزراء، ثم كانت فرصته الذهبية بفوزه بعضوية اللجنة المالية التي تتعامل مع كل القضايا التي طرحها في استجوابه.ولسبب غير مفهوم استقال الملا من عضوية اللجنة المالية وعطَّل جزئياً أعمالها، ولم يحظَ بعضوية أي لجنة برلمانية دائمة، وهي مخالفة لائحية. الملا كاد أن يكون عنصراً مهماً في اللجنة، خصوصاً أن له رأياً مختلفاً تجاه قوانين الاستبدال ومعارضاً لقضية معالجة القروض الشخصية أو إسقاطها.المتبقي من عُمر المجلس عدة أشهر فقط لن يكون فيها النائب الملا فاعلاً في أي لجنة مهمة سوى لجان غير دائمة معنيَّة بالموارد البشرية، والتحقيق في أمور بالقطاع النفطي، وكذلك صفقة شراء طائرات الإيرباص، كما أن مواقفه السياسية لا تعكس نهجاً محدداً، وهو أمر بالغ السلبية ومخيِّب لتوقعات ناخبيه، الذين علَّقوا عليه آمالاً كبيرة.