دولة الكويت تحتفل غداً بعيدها الوطني الـ59 تحت راية قائد العمل الإنساني
تحتفل دولة الكويت يوم غد الثلاثاء بالذكرى التاسعة والخمسين للعيد الوطني الذي يجسد أعظم معاني وقيم الانتماء للوطن وقيادته الرشيدة وارتدت البلاد بمرافقها ومبانيها ومناطقها أبهى حلل الفرح والزينة إحياء لهذه الذكرى العطرة.وتأتي هذه الاحتفالات في أعقاب أجواء احتفالية أيضاً بالذكرى الـ14 لتولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم وتولي سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولاية العهد حفظه الله.وبدأت دولة الكويت احتفالها بالعيد الوطني الأول في 19 يونيو عام 1962 وأقيم بهذه المناسبة حينها عرض عسكري كبير في المطار القديم الواقع قرب «دروازة البريعصي».
وفي ذلك اليوم ألقى الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح كلمة قال فيها «إن دولة الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحبور بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدما في بناء هذا الوطن والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين».وشرعت دولة الكويت منذ عام 1962 في تدعيم نظامها السياسي بإنشاء مجلس تأسيسي مهمته إعداد دستور لنظام حكم يرتكز على المبادئ الديمقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها.ومن أبرز ما أنجزه المجلس التأسيسي مشروع الدستور الذي صادق عليه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح «أبو الدستور» في نوفمبر 1962 لتدخل البلاد مرحلة الشرعية الدستورية إذ جرت أول انتخابات تشريعية في 23 يناير عام 1963.وأنجزت البلاد الكثير على طريق النهضة الشاملة منذ فجر الاستقلال حتى اليوم على مدى أعوام متلاحقة ومضت على طريق النهضة والارتقاء الذي رسمته خطى الآباء والأجداد وتابعته همم الرجال من أبناء دولة الكويت خلف قيادتها الرشيدة.ومنذ استقلال دولة الكويت وهي تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقاً وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم ورفاه ورقي الشعوب كافة.واستطاعت البلاد أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة ودورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك ومن خلال دورها المميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الإقليمي والدولي من خلال الأمم المتحدة ومنظماتها التابعة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز. كما حرصت دولة الكويت منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية ورفع الظلم عن ذوي الحاجة حتى بات العمل الإنساني سمة من سماتها إذ تم تكريم صاحب السمو أمير البلاد من الأمم المتحدة بتسمية سموه «قائدا للعمل الإنساني» ودولة الكويت «مركزاً للعمل الإنساني» في سبتمبر عام 2014.ولم يكن فبراير شهراً عاديا في تاريخ دولة الكويت لأن المناسبات الوطنية التي تقام فيه تشكل علامة فارقة يجب الوقوف عندها كل عام والتذكير بأحداثها ودور رجالات الرعيل الأول وتضحياتهم من أجل استقلال الوطن وبنائه فهو تاريخ مشرف لا ينسى رسمه الآباء والأجداد ويواصل مسيرته الأبناء جيلاً بعد جيل.وشهدت الاحتفالات بالأعياد الوطنية مراحل عدة لكل منها خصوصيتها وجمالها ومرت بالعديد من التغييرات عبر التاريخ مجسدة ذكريات وأياما جميلة محفورة في الوجدان بدءاً من ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي.وكذلك الأمر في السبعينيات والثمانينيات إذ كانت الاحتفالات بالعيد الوطني تقام على امتداد شارع الخليج العربي بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة وكان طلاب وطالبات المدارس يشاركون في هذه الاحتفالات إضافة إلى الفرق الشعبية كما كان لمحافظات الكويت النصيب الأكبر من هذه الاحتفالات.وفي عام 1985 وبمناسبة مرور ربع قرن على الاستقلال تم إعداد ساحة العلم بموقعها المميز والقريب من شاطئ البحر لإقامة احتفالات العيد الوطني وتم رفع أطول سارية لعلم دولة الكويت في هذه الساحة ولهذا سميت باسمها وتقدر مساحتها بـ100 ألف متر مربع تقريباً ويصل ارتفاع السارية إلى 36 متراً تقريباً.وتعيش دولة الكويت هذه الأيام احتفالاتها في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله والتفاف الشعب حول هذه القيادة الحكيمة لتمضي بسفينة هذا البلد نحو شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار.وتستمر مسيرة العطاء لصاحب السمو أمير البلاد إذ يعمل جاهداً لجعل دولة الكويت منارة اقتصادية بارزة وموئلا للديمقراطية والتنمية والنهضة إذ أقر سموه خطة التنمية لبناء مشاريع حيوية تنهض بدولة الكويت وتحولها إلى مركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمار مع تنويع مصادر الدخل لصنع مستقبل مشرق وتحقيق الرؤية السامية «كويت جديدة 2035».ومن أبرز تلك المشاريع على سبيل المثال لا الحصر مدينة صباح الأحمد البحرية ومركز عبدالله السالم الثقافي ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ومدينة الكويت لرياضة المحركات ومدينة الجهراء الطبية ومبنى الركاب الجديد رقم 4 في مطار الكويت الدولي إضافة إلى مستشفى جابر الأحمد وجسر الشيخ جابر الأحمد وغيرها.وأولى صاحب السمو حفظه الله ورعاه اهتماماً كبيراً بالوحدة الوطنية وحرص على التأكيد على تكاتف وتعاون أهل دولة الكويت فيما بينهم والسعي بالعمل الجاد إلى بناء كويت الغد.وبهذا يحق للكويت والشعب الكويتي الوفي الملتف دائماً حول قيادته الرشيدة في أرض تسودها المحبة والإخاء الفرح والاحتفال بهذا اليوم الوطني التاريخي تحت ظل قيادة صاحب السمو الأب والحكيم وقائد العمل الانساني.