Useless
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
الحديث يبدو أنه يدور بين الموظف والمدير الغائب هكذا: لا يوجد مستعجل، سيدي.. بينما البشر (البني آدمين) متكدسون عند الأبواب، ينتظرون مباركة المدير المسؤول! لا يمكن نقل ملكية السياكل إلا بموافقة مدير الإدارة، لأنّ هناك تلاعباً تقوم به شركات التوصيل الصغيرة، الذي يتم عبر توظيف مندوبي توصيل ودمغ إقامات لهم وهم (المندوبون) يعملون لحساب أنفسهم، هو وجه جديد لتجارة الإقامات، لكن ماذا تفعل وزارة الداخلية؟! لا شيء، إما أن تشكل لجنة "حيص بيص" لا تعرف اختصاصاتها ولا أين تبدأ وأين تنتهي، وإما أن تتركها على البركة حتى يتأذى البشر وتنتهك كراماتهم بالجري بين أروقة مؤسسة العطالة."كورونا" بيروقراطية مقرفة... الكل يعمل ويوقّع أو يقول لك: ناقص توقيع المدير... هذه أوامر من الإدارة...! أي إدارة يا سادة؟! ليس لدينا إدارة.. لدينا بشوت زاهية وابتسامات دبلوماسية غبية للكاميرات، وقص أشرطة الافتتاحات، وتقطيع كعك احتفالية سفارات وكأنها حفلة عرس تتلامس فيها أيدي العروسين من دون قبلات... بينما حالنا يسير من سيئ إلى أسوأ... العجز واللامبالاة والتسويف من إمبراطورية الموظف العام، ليس لها اسم آخر غير الفساد الإداري.يا حضرة وزير الداخلية، اخرُج لعالَمنا الملوث بالفوضى واللامسوؤلية... وتأمل قمامة وزارتك في معظم إداراتها... ادخل شوارع العاصمة وشاهد كيف تغلق السيارات المتوقفة في أماكن ممنوع الوقوف فيها، وكيف تتكدس السيارات وتوقف سريان مجرى المرور في الدخول والخروج... تأمل المجانين الذين يقودون السيارات ولا رادع لهم... ثم تشرعون قوانين مشددة للمرور، وما أكبر عبطكم حين يغيب عن بالكم أن الأزمة ليست غياب قوانين أو تشدّد نصوص، وإنما غياب آلية تطبيق قوانين موجودة، لكنها غير فاعلة، ميّتة، وغياب إرادة سياسية عازمة على احترام القانون.ينسب إلى الكبير د. أحمد الخطيب أنه قال مرة في زمن بعيد: "وزارة الداخلية يُراد لها نسف"...! ماذا تغيّر غير أنه لم تعد مجرد وزارة الداخلية التي تستحق تلك الدعوة المدمرة، وإنما جلّ مؤسساتنا يحتاج إلى مثل هذا العلاج الاستئصالي... ما العمل معكم؟... هل نترك لكم البلد ونهاجر؟... أنتم "كورونا" مستقرة بلا علاج ولا جدوى منكم.... أنتم Useless.