على الرغم من تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا الجديد في لبنان آتية من إيران، يوم الجمعة الماضي، لم تتخذ السلطات اللبنانية حتى الساعة قرارها بوقف جميع الرحلات الجوية من إيران وإليها، خصوصا مع انتشار الفيروس في جميع المناطق الإيرانية وارتفاع أعداد الوفيات والمصابين. وقد وصلت طائرة إيرانية الى مطار بيروت، صباح أمس، وعلى متنها 215 شخصاً، كما وصلت طائرة ثانية عند السادسة مساء، وفي وقت أشير إلى أن الإجراءات لنقل الركاب ستكون مختلفة هذه المرّة لمنع انتشار الفيروس بالبلاد، أفادت مصادر متابعة بأن "القيمين في المطار لم يلتزموا بتوصية وزارة الصحة لناحية نقل ركاب الطائرة الإيرانية بواسطة حافلة، وذلك لأسباب أمنية".
ونفى أحد ركاب الطائرة، بالمطلق، ما يتم إشاعته من أخبار عن حافلات وصالات مجهّزة لعزل الركاب، مما يطرح علامات استفهام كبرى على "لا مسؤولية وإهمال الجهات المعنية بالتعامل مع فيروس كورونا". وأكّد حسن شاهين عبر صفحته الخاصة على "فيسبوك"، أنه كان "على متن الطائرة الإيرانية"، مشيرا إلى أن السلطات "أخذت الاسم ورقم التليفون والحرارة، وسألونا حاسّين بشي، بتقول لا بيقولك الله معك... كل الحكي اللي عالتلفزيون كذب بكذب، وهيانا طالعين بباص للحملة، لا باصات خاصة ولا شحار. بس الدولة تعودت على الكذب وتركيب الطرابيش". وقال مصدر في الجهاز الصحي المتابع للحالات الصحية في مطار رفيق الحريري الدولي لـ "الجريدة" أمس، إن "الطائرة وضعت على مدرج بعيد، ولم يدخل ركابها المطار، ودخل رجلان أمنيان مجهّزان ليأخذا جوازات السفر ويفحصا الركاب، على أن يتم إرسال من تظهر عليه علامات المرض الى المستشفى ليخضع الآخرون لحجز ذاتي في المنزل".وتابع: "لم تظهر أعراض مرضية على أي من ركاب الطائرة الإيرانية، وقد تم إخراجهم جميعا من الطائرة لأخذ حقائبهم من البوابة المخصصة للطائرة". وقال: "كان من المفترض أن يتولى باص مخصص نقل الركاب الى الخارج، إلا أن مسألة الباصات لم تفلح من الناحية الأمنية واللوجستية، وبدلاً من ذلك وصل ركاب الطائرة الى إحدى بوابات المطار المعزولة لختم جوازاتهم عند الأمن العام، لكن في مكان خاص لا يوجد فيه ركاب آخرون، على أن تعقّم المكاتب عقب ذلك. ومن ثم تسلّموا حقائبهم من مكان خاص لهم".إلى ذلك، تعرّضت مراسلة صحيفة النهار أسرار شبارو لاعتداء في مطار رفيق الحريري الدولي، أمس، أثناء تغطيتها وصول ركاب الطائرة الإيرانية صباحا. وهاجم شاب مجهول شبارو وأخذ هاتفها عنوةً، وعمل لاحقاً على محو عدد من الفيديوات التي صوّرتها مع الركاب القادمين من إيران. وادعى الشاب المعتدي أنه ينتمي الى "حزب الله" عندما طلبت شبارو معرفة صفته. وكان وزير الصحة حمد حسن قال بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، إن "هناك منهجية مختلفة ستعتمد في الوزارة ونُفكّر ببعض الحلول من أجل مواجهة التحديات، لاسيما وباء كورونا، وأنا اطمئن أن الإجراءات المتّبعة في المطار مسؤولة لضمان عدم انتشار الوباء"، مشيرا إلى أنه "سيتم عزل المُشتبه بإصابتهم بكورونا بأماكن خاصة شبيهة بمراكز كشفية". وختم: "الخوف مشروع، لكن الهلع الهيستيري غير مقبول، ونحن نتابع كل المسافرين الآتين من دول ينتشر فيها الوباء".
دوليات
لبنان: إهمال و«استثناءات أمنية» خلال استقبال طائرة إيرانية
25-02-2020