في سياق الاحتفال بأعياد الكويت الوطنية، أقيم في قاعة «الفنون» بضاحية عبدالله السالم، معرض دول مجلس التعاون الخليجي التشكيلي، الذي افتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، بحضور نخبة من الفنانين الخليجيين والجمهور.وشارك في المعرض الفنانون: مي خاجة من الإمارات العربية المتحدة، ومهدية آل طالب من المملكة العربية السعودية، وصالح العلوي من سلطنة عمان، وحسن بو جسوم من قطر، وإبراهيم الغانم من مملكة البحرين، ومن الكويت شارك: محمود أشكناني، وجاسم العمر، وثريا البقصمي، ومحمد الشيباني، وابتسام العصفور، ومحمد السمحان، ومنى الغربللي، وفاضل الرئيس، ومرزوق القناعي، وجاسم مراد، وفاطمة مراد، ونواف الأرملي، ووليد سراب، وأحمد دشتي، وعبدالرضا باقر.
ويأتي المعرض ضمن فعالية تقام سنوياً خلال الأعياد الوطنية في المرسم الحر.
أعمال متميزة
وأشاد العبدالجليل بالمعرض الذي يضم أعمالا لفنانين خليجيين، قدموا أعمالاً متميزة وبأساليب فنية متنوعة، تليق بهذه المناسبة الوطنية التي تحتفل فيها الكويت بأعيادها، موضحا أن المجلس الوطني يحرص على إقامة مثل هذه الأنشطة التي تؤكد روح التقارب والمودة والتآلف، ومبديا إعجابه بالأعمال التي قدّمها الفنانون الخليجيون، والتي تعكس مدى التقدم الذي لحق بهذا الفن الراقي على المستوى الخليجي.بدورهم، قدّم الفنانون خلال المعرض رؤاهم التشكيلية تلك التي تعتمد في المقام على أفكار منتقاة من الحياة والخيال، وذلك وفق مضامين فنية متحركة في أكثر من اتجاه، وأظهرت تلك الأعمال الكثير من المفاهيم والمدلولات التي تتعلق بالفنون التشكيلية في مراحلها المتطورة، كل حسب أسلوبه ورؤيته ومشاهداته الحياتية.مذكرات التفاهم
من جهتها، قالت الأمانة العامة للمجلس الوطني في تقديمها للمعرض: «يرتبط المجلس بعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون مع دول مجلس التعاون، وفي سبيل ذلك تسعى الأمانة العامة للتواصل وخلق منصات تفاعلية فنية وثقافية وتراثية بين المبدعين في دول منطقة الخليج العربي، وتزامناً مع الأعياد الوطنية يستضيف المرسم الحر معرضاً لفناني دول «التعاون»، ويتضمن المعرض فعاليات عدة منها معرض تشكيلي في قاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم وورشة عمل للأعياد الوطنية، ومعرض نتاج هذه الورشة».رابطة الأدباء
وعلى الصعيد ذاته، أقامت رابطة الأدباء بالتعاون مع مبادرة قائد كفو التطوعية أمسية شعرية تزامنا مع احتفال الكويت بأعيادها الوطنية، بمشاركة الشعراء رجا القحطاني ود. نورة المليفي، ووليد القلاف، وإبراهيم الخالدي، وندى الرفاعي، ود. فاطمة العبيدان، ومحمد الرياحي، وأدارت الأمسية د. نعيمة طاهر، في حضور فاطمة المسلم من مبادرة كفو وحشد من الجمهور.واستلهم الشعراء قصائدهم من خلال ما يتضمنه الوطن من معانٍ سامية، ومساحة شاسعة من الحب والاحتواء ومن ثم ألقى القحطاني قصيدته التي اتسمت بالمفردات القوية تلك التي استخلص محتواها من الوطن، ليقول:كن كما كان الجدود الكراميمطرون الأرض سحبا من وفاءتضحيات آثروا خفاءها تحن من بحر التفاني موجةإنما بحر التفاني هؤلاءمن جهته، ألقى الخالدي قصيدتين؛ الأولى جاءت بالعامية، بكل ما تحمله من مودة وحب للكويت، والثانية فصحى كان قد كتبها منذ 30 سنة أثناء الاحتلال الغاشم على أرض الكويت، وذكر فيها حزنه وألمه على بلده.وقبل أن تلقي المليفي قصيدتها، تحدثت عن دور الشباب في نهضة الأوطان، مشيدة بشباب الكويت الذين لهم دور فاعل ومهم في الانتصار للإرادة الوطنية في كل المجالات، ومن ثم ألقت قصيدة «الإنسانية أنت».بينما ألقت العبيدان قصيدة عنوانها «بلاد النور»، التي تمدح فيها الكويت بأجوائها وناسها وبحرها ونقائها، وقائدها لتقول:كنا بسطاء للغايةوالقلب سليمكنا أحباب وكفايةفالحب عظيمكانت أيام طفولتنا ورد ونسيموالبحر أمام نواظرناوالبيت قديمأرواح تهوى بنقاءوالنور مقيمكما قدّمت العبيدان المهندس الشاعر الشاب محمد الرياحي، الذي ألقى 3 قصائد حازت إعجاب الحضور بفضل ما فيها من نبوغ في اختيار المفردات الشعرية، إضافة إلى المفردات المنتقاة بعناية. والقصائد التي ألقاها عناوينها «حبر على ورق»، ودمعة على خد القمر»، و«خطأ إجرائي». ليقول في «حبر على ورق»:أطلت يا ليل ذاك الليل سهراناوقلت للصبح ذاك اليوم لا تفقكأننا تحت جنح الليل لو نظروابرق السماء أو التماع في الحدقما بين بأس وآمال مقطّعةكلمع ليل بجوف الليل منبثق«زهرة الأقمار»
ثم أنشدت الرفاعي قصيدتها الجميلة وعنوانها «زهرة الأقمار»، تلك التي عبّرت من خلالها عن حبها للكويت، وعن انتمائها للثقافة العربية والإسلامية، لتقول: هيا ابسمي للشمس والأنواروتألّقي يا زهرة الأقمارإني أحبّك يا كويت فعالجيهيم الفؤاد بضمة الإقرارأمي الحنون لأنتِ في أحضانهاألقى الأمان بموقفي ومساريمن جوف أرضك ترتقي أحلامناويشق نبت العز والإكبار«الأم أنت»
ومسك الختام كانت قصيدة «الأم أنت» للشاعر وليد القلاف، بكل ما تتضمنه من رؤى شعرية متواصلة مع الوطن في كل أحواله، إضافة إلى المعاني الراقية، تلك التي استطاع الشاعر أن يضعها في مفردات قصيدته، وكان للإلقاء دور فعال في تميّز القصيدة ليقول:الأم أنت ومن حنانك نستقيمعنى الحياة... فيا كويت تدفّقيحيّتك أفئدة تراك غرامهاوكفى بذلك من غرام شيّقلم يأتلف فينا سوى نهج الهدىومن ائتلاف النهج لم نتفرّقما زلت ملحمة تردد شعرناوالشعر أجمله بحبك يرتقي