عندما تعطس الصين!
فور اختراق «كورونا» الكويت عبر مسافرين عائدين من إيران استنفرت وزارة الصحة بقرار سريع، وتفاعلت مع أول واقعة بالحجر الصحي وحملات التوعية والتحذير، ولست بصدد تقييم تفاعلنا مع إدارة الأزمات الصحية اليوم لأننا في أمسّ الحاجة للتكاتف وسط تلك الكارثة الصحية العالمية.
في عام 2008 ومع انتشار الأزمة المالية العالمية، كتبت الصحف قائلة: إذا عطست أميركا أصيب العالم بالزكام، وهي عولمة الأزمات الاقتصادية، وفي هذا العام 2020 عطست الصين فعلاً وأصيبت الدول بزكام مدمر، وهذا أخي القارئ هو عولمة الأزمات الصحية العالمية، فهل نتعظ؟اتسع نطاق العدوى لفيروس كورونا اللعين فخرج من سور الصين العظيم بعد إغلاق المصانع وانخفاض أسعار النفط إلى دول آسيوية مجاورة متحولاً إلى أكبر حالة طوارئ منذ تأسيس جمهورية الصين 1949، ثم انتقل إلى كوريا الجنوبية وأفغانستان فقفز إلى إيطاليا ثم داهم منطقة الخليج العربي غازيا إيران، حيث تم إغلاق المدارس والجامعات في 14 محافظة طبقاً لما نشرته صحيفة الشرق الأوسط، وانتقل إلى العراق وسلطنة عمان والبحرين والكويت، ورغم ذلك لم يتم تفعيل مركز إدارة الأزمات الذي أنشئ قبل عدة سنوات تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.وفور اختراق الفيروس الكويت عبر مسافرين عائدين من إيران استنفرت وزارة الصحة بقرار سريع، وتفاعلت مع أول واقعة بالحجر الصحي وحملات التوعية والتحذير، ولست بصدد تقييم تفاعلنا مع إدارة الأزمات الصحية اليوم لأننا في أمسّ الحاجة للتكاتف وسط تلك الكارثة الصحية العالمية، وفي الوقت الذي حاول البعض التشكيك في الحاجز الأمني الذي طوق فندق الحجر الصحي نجد دولاً أخرى ومنها السلطات الصينية والإيطالية قد حققت تقدماً في السيطرة على الفيروس وذلك بالاستعانة بالشرطة لتعزيز التزام المصابين بالحجر الصحي والعزلة المنزلية.
ولن يخفى على أحد أن هناك دولاً أخرى قد ارتفع عدد الوفيات فيها بسبب التراخي في إجراءات الحجر الصحي، واليوم يخرج المدير العام لمنظمة الصحة العالمية السيد أدهانوم بتصريحين أحدهما ينذر بوباء عالمي والآخر يطمئن باحتواء الفيروس فأيهما نصدق؟ كلمة أخيرة: الحديث عن إغلاق المدارس قد يكون سابقاً لأوانه، فقد تتبعه أحاديث أخرى مطالبة بإغلاق جامعة الكويت والجامعات الخاصة، ومؤسسات الدولة، وتفاقم الإجازات المرضية للموظفين.