خارج السرب: اهرب يا كورونا!
كورونا سأل المرأة من أنتِ؟ ردت وهي ترنو بنظرها نحو الأفق البعيد: أنا الوطنية يا كورونا وأنا هنا على شاطئ الخليج أحاول الهرب والتخفي من قطعان النفاق الضارية ولدغات المصالح السامة وغبار الغباء المتذاكي، فاسمع نصيحتي واهرب معي... اهرب يا كورونا.
![فالح بن حجري](https://www.aljarida.com/uploads/authors/613_1685039147.jpg)
تنهدت المرأة: إذاً اذهب لبنك الدم... فرح كورونا وقال: أين مكان بنك الدم هذا؟ وكيف أصل إليه؟ ردت: في منطقة قريبة ليست بعيدة من هنا وستصل إليها في ساعتين؟ صاح كورونا: ساعتان وقريبة كيف هذا؟ تبسمت المرأة وهي تنظر لذهول كورونا، وقالت: الزحمات تبيح التأخيرات، وسل "مداوم" ولا تسل طبيبا. ضجر كورونا الظمآن الجائع عندما سمع كلامها، وقال لها متململا بغضب: إذاً لا مفر من السكن بجسدك رغم أنك كنت لطيفة معي، فحياة الفيروسات تبيح الخيانات، ضحكت المرأة وقالت: كان غيرك أشطر يا كورونا، فزحمة السيارات أقل كثيراً من زحمة الفيروسات في خلاياي، طوال عقود سبقتك إليها فيروسات الطائفية والقبلية، والمصالح الذاتية والنفاق والتفاهة، ونهشوا لحمي نهشا واستثمروا دمي حتى آخر قطرة في بناء بروج أوهامهم وأهرام ضياعهم، واليوم يا كورونا العزيز أصدقك القول: لم يبق مني سوى كومة عظام وعظمة تاريخ قديم تحاول أنفاسي الباقية أن تقتات منها، سألها كورونا: من أنت؟ ردت وهي ترنو بنظرها نحو الأفق البعيد: أنا الوطنية يا كورونا وأنا هنا على شاطئ الخليج أحاول الهرب والتخفي من قطعان النفاق الضارية ولدغات المصالح السامة وغبار الغباء المتذاكي، فاسمع نصيحتي واهرب معي... اهرب يا كورونا.