دول الخليج تواجه تحديات الاستثمار في قطاع الطاقة المستدامة
الكويت تسعى للاعتماد عليه ضمن «رؤية 2035»
تقف دول الخليج المنتجة للنفط أمام عدد من التحديات الآنية التي ترتبط بهيمنة النفط على اقتصاد كل منها، وآثار تغير الأسعار، لذا ينبغي عليها أن تعجّل في تقليل اعتمادها على النفط.
في وقت بات مزيج مصادر الطاقة المتجددة والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة الكهرومائية، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح مسيطراً بلا منازع على المركز الأول في سباق توليد قدرات الطاقة الجديدة المضافة في الولايات المتحدة، العام الماضي، وفق تقرير حديث صادر عن اللجنة الفدرالية لتنظيم الطاقة في أميركا، فإن دول الخليج المنتجة للنفط تواجه عدداً من التحديات الآنية التي ترتبط بهيمنة النفط على اقتصاداتها، والمخاطر الناشئة عن تغير الأسعار، لذا ينبغي عليها بناء على ذلك أن تعجل في تقليل اعتمادها على النفط مصدراً أوحد لاقتصاداتها.وقياساً على هذه القاعدة، وبالنسبة للمزيج الطاقوي آنف الذكر، يكشف تقرير "الموقف الأخير للبنية التحتية للطاقة" الشهري الذي يتناول البيانات حتى نهاية نوفمبر 2019 الصادر عن اللجنة الفدرالية لتنظيم الطاقة في الولايات المتحدة أن المصادر المتجددة والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة الكهرومائية، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح تولد 8784 ميغاواط من الطاقة الجديدة المضافة حتى نهاية نوفمبر من عام 2019.وبناء على ذلك، فإن دول الخليج المنتجة للنفط ولتواجه التحديات المتعلقة بهيمنة النفط على اقتصاد كل منها والمخاطر الناشئة عن تغير الأسعار، وتقليل اعتمادها على النفط بأقرب وقت، ينبغي عليها أن تشجع الاستثمار في قطاع الطاقة المستدامة عن طريق التعاون مع مراكز خبرة دولية متنوعة آسيوية وأوروبية في رسم الخطط والاستراتيجيات لتحقيق الريادة في هذا القطاع، وهذه هي الغاية الأساسية من استخدام الطاقة المتجددة، وصولاً إلى توفير الطاقة اللازمة وخلق وظائف للجيل الحالي دون الإخلال بحقوق الأجيال القادمة في حقها من الطاقة اللازمة لها.
وفي الكويت، وإذا كان المسؤولون في البلاد يسعون إلى تطبيق أنظمة الطاقة المتجددة في البلاد بالاستعانة بهذه الطاقة النظيفة، فإن هناك بالفعل خططاً موضوعة لتحقيق نسبة 15 في المئة من الطاقة المستخدمة في الكويت كطاقة نظيفة ومتجددة ضمن الرؤية الاستراتيجية "كويت جديدة 2035"، والرؤية المستقبلية الأميرية أيضاً بتحقيق تلك النسبة من إجمالي الطاقة المتجددة في البلاد بحلول عام 2030.إلى ذلك، يوضح تقرير اللجنة الفدرالية لتنظيم الطاقة في الولايات المتحدة أن القدرات الطاقوية في أميركا تزيد بنسبة 8 في المئة على إجمالي القدرات المضافة من كل من الغاز الطبيعي "7819 ميغاواط"، والمصادر النووية "155 ميغاواط"، والنفط "77 ميغاواط"، والفحم "62 ميغاواط"؛ وبذلك تكون مصادر الطاقة المتجددة قد وفرت 52 في المئة من قدرات الطاقة الجديدة المولدة خلال 11 شهراً من عام 2019، ويبدو أن هذه الحصة ستزيد بمجرد إصدار الأرقام النهائية لشهر ديسمبر من العام نفسه.وأشار إلى أن مصادر الطاقة المتجددة تجاوزت نسبة 22 في المئة من إجمالي الطاقة الفعلية المولدة في الولايات المتحدة، الأمر الذي زاد تفوقها على نسبة الطاقة المولدة من الفحم والبالغة 20.92 في المئة.ووفق التقرير، تمتلك طاقة الرياح، من بين مصادر الطاقة المتجددة، أكبر قدرات توليد كهرباء مثبتة بنسبة 8.52 في المئة من إجمالي الطاقة في الولايات المتحدة، تليها الطاقة الكهرومائية بنسبة 8.43 في المئة، والطاقة الشمسية بنسبة 3.43 في المئة، وطاقة الكتلة الحيوية بنسبة 1.33 في المئة، والطاقة الحرارية الأرضية بنسبة 0.32 في المئة.
اضافات مقترحة
وتتوقع اللجنة الفدرالية لتنظيم الطاقة في الولايات المتحدة أن تنجح مصادر الطاقة المتجددة بشكل كبير في زيادة تفوقها على مصادر الطاقة من الوقود الأحفوري والطاقة النووية من حيث القدرات الجديدة المضافة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة "أي من ديسمبر 2019 إلى نوفمبر 2022". ويشير التقرير إلى أن صافي قدرات التوليد المضافة من مصادر الطاقة المتجددة أي "الإضافات المقترحة الجاري إنشاؤها" مطروح منها "حالات الخروج من الخدمة المقترحة" يبلغ 49926 ميغاواط موزعة على كل من طاقة الرياح 28856 ميغاواط والطاقة الشمسية 19156 ميغاواط، والطاقة الكهرومائية 1463 ميغاواط، وطاقة الكتلة الحيوية 238 ميغاواط، والطاقة الحرارية الأرضية 213 ميغاواط.وتتوافق توقعات اللجنة الفدرالية لتنظيم الطاقة في الولايات المتحدة مع التوقعات الحديثة التي صدرت أخيراً عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية EIA، التي تشير إلى أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ستمثلان 76 في المئة "أو ما يقرب من 32 غيغاواط" من القدرات الجديدة المضافة عام 2020.وستفوز طاقة الرياح بالحصة الأكبر من هذه القدرات المضافة بنسبة 44 في المئة، تليها الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي بنسبة 32 و22 في المئة على التوالي. وتخطط شركات التشغيل إلى إضافة قدرات من طاقة الرياح تبلغ 18.5 غيغاواط عام 2020، متجاوزة المستوى القياسي السنوي السابق لها البالغ 13.2 غيغاواط الذي كان مخططاً إضافته عام 2012. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن تصل القدرات المضافة من طاقة الرياح إلى 13.5 غيغاواط عام 2020، متجاوزة الرقم القياسي السنوي السابق لها البالغ 8 غيغاواط عام 2016. وتبلغ الإضافات المخططة لعام 2020 من قدرات الغاز الطبيعي 9.3 غيغاواط. وتأتي نسبة 2 في المئة المتبقية من مصادر الطاقة الكهرومائية ومن بطاريات تخزين الطاقة.وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في أحدث تقاريرها "توقعات الطاقة على المدى القصير" زيادة توليد الكهرباء الفعلي من مصادر الطاقة المتجددة غير المائية بنسبة 32 في المئة بين عامي 2019 و2021.كما تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن توفر مصادر الطاقة المتجددة متضمنة الطاقة الكهرومائية 22 في المئة من إجمالي الكهرباء المولدة في الولايات المتحدة عام 2021 في المئة بينما كانت حصته من توليد الكهرباء 23.4 في المئة.
مصادر الطاقة المتجددة تجاوزت نسبة 22٪ من إجمالي الطاقة الفعلية المولدة في الولايات المتحدة