الصدر يتراجع أمام «كورونا» والمحتجون يتظاهرون بالكمامات
علاوي: مخطط لإفشال منح الحكومة ثقة البرلمان برِشا ضخمة وتصويت سري
علّق رجل الدين البارز مقتدى الصدر أمس دعوة أنصاره إلى الخروج في احتجاجات سياسية حاشدة في مواجهة خصومه السياسيين بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، في حين ارتدى طلاب "كمامات" وخرجوا في تظاهرات محدودة؛ رفضاً لحكومة رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي التي يستعد البرلمان لمنحها الثقة.
قبل انعقاد جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة، غدا الخميس، تراجع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، عن تظاهرة "مليونية"، وذلك خشية انتشار فيروس كورونا، في حين خرجت تظاهرات طلابية محدودة تأكيداً لرفض حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي التي يستعد البرلمان لمنحها الثقة غداً.وقال الصدر، في بيان مقتضب أمس: "دعوت لمظاهرات مليونية واعتصامات ضد المحاصصة، واليوم أنهاكم عنها من أجل صحتكم وحياتكم فهي أهم عندي من أي شيء".والسبت الماضي هدد الصدر بالخروج في "مظاهرة مليونية" إذا انعقدت جلسة البرلمان الخاصة بمنح الثقة لحكومة رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي، خلال هذا الأسبوع، أو إذا انعقدت ولم يتم التصويت على كابينة عراقية نزيهة، أو إذا كانت الكابينة ليست مع تطلعات "المرجعية الدينية والشعب".
وأضاف أنه سيحول المظاهرة فيما بعد إلى اعتصامات حول "المنطقة الخضراء"، شديدة التحصين، وسط العاصمة بغداد، التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.
«راجعون من جديد»
في غضون ذلك، خرج طلاب يرتدون أقنعة واقية (كمامات) في تظاهرات محدودة، مع استمرار اعتصام البعض في ساحات وميادين مدن وسط وجنوب البلاد، لرفض منح الثقة لحكومة علاوي والتمسك بتكليف حكومة مستقلة لا تخضع للأحزاب السياسية. ودعا المحتجون إلى مليونية الثلاثاء المقبل وهتفوا "وعد للتحرير. وعد هذا لكل شهيد. الثورة ترجع من جديد".وجدد المحتجون في تظاهرتهم التي احتضنتها ساحة التحرير، وسط العاصمة، مطالبهم وعلى رأسها "رفض رئيس الحكومة المكلف"، واختيار بديل عنه مستقل، من خارج دائرة الأحزاب التي مرت على العراق منذ التغيير 2003، وحتى الآن. وحمل المتظاهرون الذين توافد الكثير منهم من محافظات وسط وجنوب العراق، تلبية للنداء الذي حشدوا فيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، إلى مليونية "25 فبراير"، لافتات المطالب التي طالبوا فيها أيضا البرلمان بالمصادقة على قانون الانتخابات الجديد تمهيداً، لتغيير شامل في العملية السياسية الحالية. وتوافد المحتجون بأعداد كبيرة، إلى ساحة التحرير، ومبنى المطعم التركي، وحديقة الأمة، ونفق التحرير القادم من السعدون.مخطط إفشال
في المقابل، قال علاوي في منشور عبر "فيسبوك": "لقد وصل إلى مسامعي أن هناك مخططاً لإفشال تمرير الحكومة بسبب عدم القدرة على الاستمرار في السرقات".وأضاف أن "الوزارات ستدار من وزراء مستقلين ونزيهين"، مشيراً إلى أن "المخطط يتمثل بدفع مبالغ باهظة للنواب وجعل التصويت سرياً"، معربا عن أمله أن "تكون هذه المعلومة غير صحيحة".شروط الثقة
ويشترط لحصول الحكومة على ثقة البرلمان، تصويت الأغلبية المطلقة (50 في المئة+1) لعدد الأعضاء الحاضرين، وليس العدد الكلي، لمنح الثقة. ويحظى علاوي، وهو وزير اتصالات أسبق، بدعم القوى الشيعية البارزة وعلى رأسها التيار الصدري وتحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري، إلا أنه يواجه اعتراضات من القوى السياسية الكردية والسنية البارزة، فضلاً عن الحراك الشعبي الذي يطالب بشخصية مستقلة.وأجبر الحراك الشعبي حكومة عادل عبدالمهدي، على تقديم استقالتها مطلع ديسمبر 2019، ويصر المتظاهرون على رحيل ومحاسبة كل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين، عام 2003.وأكد "تحالف القوى" السني، أمس الأول، موقفه الرافض لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة، مشدداً أنه لن يحضر جلسة التصويت على الحكومة. كما أكد رئيس كتلة "الفتح" النيابية محمد الغبان، رفض كتلته للمحاصصة في تشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً إلى عدم تصويت كتلته على حكومة لا تحظى بإجماع وطني، مشددا على أن "المنهاج الحكومي" الذي قدمه علاوي لم يتضمن بشكل واضح التعهد بإجراء انتخابات مبكرة.الصدر والأكراد
وفي تصريحات أدلى بها خلال حواره في لقاء متلفز مع قناة الشرقية العراقية مساء أمس الأول، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أن الكثيرين يتمنون إصابته بفيروس كورونا، المتفشي في إيران التي عاد تواً منها، في إجابته عن سؤال لمحاوره. وقال إنه قصد أن يغيب عن الساحة العراقية خلال وجوده في إيران حتى يبعد عن نفسه تحريض المتظاهرين على العنف، وإغلاق الطرق في العراق.