عيد وطني... كورونا... وشوية طائفية
تحتفل الكويت بالعيد الوطني في 25 فبراير من كل عام، أضيف إليه عيد التحرير بانسحاب القوات الغازية، بتوقيت غريب وهو 26 فبراير 1991 ، فزادت الإجازة يوماً إضافياً، يضاف لها الراحة ووسط إجازتين، من فنون خلق الإجازات في الكويت.ومع أن الكويت كانت قد استقلت في 19 يونيو 1961 ، إلا أنها تحتفل بيومها الوطني في ٢٥ فبراير، تخليداً لذكرى تولي الشيخ عبدالله السالم الحكم رسميا1950 ، والذي كان يطلق عليه عيد الجلوس، وهي ترجمة غير دقيقة لمصطلح "كورونيشن"، ويبدو أن المصطلحات غير الدقيقة تأخذ مشروعيتها من كثرة استخدامها.أما لماذا تولى الشيخ عبدالله السالم الحكم رسمياً في 25 فبراير، مع أن سلفه الشيخ أحمد الجابر كان قد توفي في 29 يناير؟ فيعود ذلك أولاً لوجود الشيخ عبدالله حينها في مسقط، وحال عودته بالسفينة مروراً بالبحرين، اتضح أن بريطانيا كانت لديها تحفظات عن الشيخ عبدالله يطول شرحها، واستغرق الأمر أكثر من 25 يوماً لتجاوز تلك الإشكالية.
ولم يبدأ الاحتفال بالعيد الوطني بهذا الاسم وبـ25 فبراير إلا في سنة 1964 ، وربما أن ظروف الطقس مع تقدير دور عبدالله السالم قد أديا إلى اعتماده عيداً وطنياً. ويبدو أنه كان قراراً صائباً، أخذاً بالاعتبار حرارة الطقس في شهر يونيو.هناك بالطبع اعتراض من بعض المتشددين على استخدام مصطلح "عيد"، انطلاقاً من أن هناك عيدين فقط هما الفطر والأضحى. ويبدو أن الترجمة لعبت دوراً هنا في إطلاق مصطلح عيد على أيام الله المختلفة، فهي ذكرى لأيام وليست أعياداً، فهو اليوم الوطني وليس العيد، مثله مثل غيره، فسامح الله الذي ترجم والذي تشدد إساءة بالظن.هذه السنة الغريبة 2020 حملت معها الكثير من الأحداث، كان آخر منتجاتها فيروس كورونا، الذي حصد الأرواح، وأحدث هلعاً، ويهدد بحصد المزيد في الكثير من بقاع العالم، واتخذت الكثير من الدول حياله إجراءات مشددة. وبالنسبة إلينا هنا ارتفع عدد المصابين القادمين من إيران، نسأل الله لهم الشفاء جميعاً.لا علم لدي إن كانت الإجراءات المتخذة لدينا كافية أو بحاجة إلى المزيد، لعدم الاختصاص، ومن الأفضل أن نترك الأمر لأهله، مع أن الكل يفتي بما يعرف وما لا يعرف.إلا أن ما هو أخطر من فيروس كورونا هو قيام بعض الأشخاص من سياسيين أو غير سياسيين، بلا إحساس ولا مسؤولية، بتوظيف طائفي للمرض، وتحويله إلى احتراب داخلي موغل في الطائفية سيكون أثره أكثر ضرراً من مرض يأتي ويروح.