الموت يُغيِّب مبارك ومصر تودّعه باحترام لتاريخه
حداد 3 أيام وجنازة عسكرية للرئيس الأسبق... والكويت تعزي
عن عُمر ناهز 92 عاماً، رحل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، بعدما فاضت روحه أمس في غرفة العناية المركزة بالمستشفى العسكري بالقاهرة، الذي قضى فيه الشهر الأخير من حياته منذ إجرائه جراحة بالمعدة لم يتعافَ بعدها حتى وفاته.وأعلنت مصر الحداد العام ثلاثة أيام، مقررة تشييع جثمان مبارك في جنازة عسكرية مهيبة تليق بأحد قادة حرب أكتوبر، في وقت نعت مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء والبرلمان الرئيس الراحل. من جانبها، قدمت الكويت تعازيها إلى مصر بوفاة مبارك، وبعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبر فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة مبارك، سائلاً المولى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد ببرقيتي تعزية مماثلتين إلى السيسي. وفي وقت قررت دولة الإمارات إعلان الحداد وتنكيس الأعلام؛ حداداً على الرئيس الراحل، قال الجيش المصري، في بيان: «تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة ابناً من أبنائها، وقائداً من قادة حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي وافته المنية صباح اليوم (أمس)، وتتقدم لأسرته ولضباط القوات المسلحة ولجنودها بخالص العزاء، وتدعو المولى أن يتغمده بواسع رحمته».وخيّم الحزن على المصريين الذين تبادلوا عبر وسائل التواصل صور مبارك وتسجيلات لخطابه الأخير قبل أن تطيحه من منصبه انتفاضة شعبية واسعة عام 2011، ليستعيد جزءاً كبيراً من شعبيته بعد ذلك بسنوات.وحكم مبارك مصر ثلاثة عقود حقق فيها العديد من الإنجازات، واستعاد علاقات بلاده بعالمها العربي، وتميز عهده بسياسة خارجية متوازنة وهادئة، وأرسى توازناً داخلياً، غير أن سنوات حكمه الأخيرة شهدت تصاعداً لقوى المعارضة التي احتجت على سياساته الاقتصادية وبروز نجله جمال. ولا يزال تنحي مبارك عن الحكم بعد 18 يوماً فقط من التظاهرات في 2011 موضع جدل بين مَن يرى أنه موقف تاريخي جنب البلاد الانزلاق إلى مزيد من الفوضى، ومَن لا يرى فيه أي إيجابية.