مهرجان برلين يغوص في الذاكرة النازية

استغنى عن منح جائزة ألفريد باور سنوياً

نشر في 02-03-2020
آخر تحديث 02-03-2020 | 00:04
ابنة رسولوف تتسلم الجائزة
ابنة رسولوف تتسلم الجائزة
بعد الجدل الكبير، إثر التسريبات بشأن الماضي النازي لمؤسسه، قارب مهرجان برلين السينمائي، الذي يختتم دورته الحالية، مسائل متصلة بالذاكرة من الرايخ الثالث إلى العنصرية في البرازيل، مروراً بمحاربة الاستعمار.
فحتى قبل بدء النسخة السبعين من المهرجان العريق في العاصمة الألمانية، واجه هذا الحدث انتقادات واسعة، على خلفية معلومات عن ارتباط مؤسسه ألفريد باور بالنازية.
اضطر مهرجان برلين السينمائي، بإدارته الجديدة، للرد حول ارتباط مؤسسه بالنازية، وأول ما فعله هو الاستغناء عن جائزة ألفريد باور، التي دأب هذا الحدث على تسليمها سنويا.

كذلك، كلف المهرجان معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ التحقيق في حقيقة صلات مؤسسه مع نظام أدولف هتلر.

وقال مدير المعهد، أندرياس فيرشينغ، في تصريحات صحافية، بشأن ألفريد باور، "من المرجح أن تكون بعض الأصوات قد علت حينها (للتطرق إلى صلاته مع النازية)، لكن جرى التستر على ذلك، ولم تعاود القصة الظهور إلا الآن".

ورغم التخبط مع تاريخه الخاص، عرض مهرجان برلين هذا العام سلسلة أفلام تقدم قراءة مغايرة لمواضيع من الذاكرة. ويشمل ذلك قصة القيادي النازي المعروف ألبرت سبير، وهو من القلائل الذين أفلتوا من عقوبة الإعدام خلال محاكمة نورمبرغ الشهيرة لمجرمي الحرب النازيين.

وفي فيلم "سبير غوز تو هوليوود"، تفند المخرجة فانيسا لابا جهود هذا المهندس النازي لإعادة صوغ دوره الخاص، خصوصا عن طريق مذكراته.

وأوضح فيرشينغ أن "سبير مثال ممتاز للطريقة التي يمكن من خلالها لشخص نازي أن يروي حكايته الخاصة بما يظهره كأنه والمحيطين به لم يرتكبوا الكثير".

كذلك، تشكِّل إعادة كتابة التاريخ تحديا مهما في البرازيل المعاصرة، وفق المخرج ماركو دوترا، الذي يشارك فيلمه (آل ذي ديد وانز) في المنافسة للفوز بجائزة الدب الذهبي.

من جانبه، أكد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، أن العنصرية "نادرة" في البلاد، كما لم يتوانَ أخيرا عن تعيين سيرغيو كامارغو رئيسا للمعهد الثقافي الإفريقي البرازيلي، رغم إطلاق الأخير مواقف مثيرة للجدل اعتبر فيها أن الاستعباد كان "مفيدا" للأشخاص المتحدرين من أصول إفريقية.

ويعتمد دوترا نظرة معاكسة في فيلمه "آل ذي ديد وانز"، الذي تدور حوادثه في ساو باولو نهاية القرن التاسع عشر، بعد عقد من إلغاء العبودية.

وقال المخرج: "رغم النظريات المتداولة الكثيرة، والتي تفيد بأن البرازيل بنيت على مزيج من الهويات، الواقع في مكان آخر تماما. هذا البلد عنصري جدا".

بدوره، رأى المخرج الفرنسي الكمبودي ريتي، المرشح أيضا لنيل جائزة الدب الذهبي، أن السينما يمكن أن تؤدي دورا "في مكافحة الشمولية".

ويظهر فيلمه (إيراديايتد) صورا مؤثرة من الهجوم بالقنبلة الذرية في هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال: "الأفلام تشكِّل دائما صرخة؛ إما للتعبير عن الأمل، وإما لتخطي الألم، فرغم أن البعض قد يظن أن هذه الأحداث انتهت، كونها من القرن الماضي، لكن التاريخ دائما ما يتكرر".

أما المخرج والاختصاصي النيجيري في التوثيق ديدي تشيكا من "لاغوس فيلم سوسايتي"، فاعتبر أن السينما يمكن أن تساعد المجتمع في مواجهة الماضي، وفي فيلمه القصير (ميموري ألسو داي)، يعرض المخرج صورا من نيجيريا كان قد طواها النسيان.

كما منح المهرجان جائزة "الدب الذهبي" للمخرج الإيراني محمد رسولوف عن فيلمه "لا يوجد شر" (ذير إز نو إيفل).

ورسولوف (48 عاما) ممنوع حاليا من السفر خارج إيران، الأمر الذي حرمه من حضور المهرجان وتسلّم جائزته.

وشارك باستلام الجائزة المنتج الإيراني كافيه فارنام، الذي توجه بكلمته إلى جائزة "الدب الذهبي"، قائلا: "أريد أن أطلب منك أن تعانق محمد معلمي وصديقي، وأن تقول له: محمد، أنت لست وحدك".

الفائزون بالجوائز

جائزة الدب الذهبي: ذير إز نو إيفيل.

الدب الفضي، الجائزة الكبرى: نيفر ريرلي سومتايمز أولويز.

أفضل إخراج: هونغ سانغسو.

أفضل ممثلة: باولا بير.

أفضل ممثل: إليو جيرمانو.

أفضل سيناريو: فابيو وداميانو دينوسينسو.

الدب الذهبي للتميز: لأفضل كاميرا: يورغن يورغينز.

الدب الذهبي للدورة السبعين برليناله: محو التاريخ.

جائزة برليناله لأحسن فيلم وثائقي: إيراديز.

back to top