يتوجه الناخبون في إسرائيل إلى صناديق الاقتراع، اليوم، في ثالث انتخابات تُجرى خلال سنة، بعد عجز حزب ليكود، بزعامة بنيامين نتنياهو، وغريمه الرئيسي تحالف "أزرق أبيض"، بزعامة قائد الجيش السابق بيني غانتس، عن تشكيل ائتلاف لقيادة الحكومة بعد انتخابات شهري أبريل وسبتمبر من العام الماضي، ووسط توقعات بنتائج غير حاسمة تؤدي إلى استمرار الشلل السياسي.

وفي حين أشارت استطلاعات الرأي إلى تقارب النتائج بين الخصمين في الانتخابات التي تجرى للمرة الثالثة، فرض الجيش الإسرائيلي إغلاقا شاملا على الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ابتداء من منتصف ليل الأحد - الإثنين وحتى منتصف ليلة الإثنين - الثلاثاء، وذلك بسبب "انتخابات الكنيست".

Ad

وفي خطوة تهدف إلى تعزيز قاعدته اليمينية قبل يوم واحد من الانتخابات التشريعية، تعهد نتنياهو بضمّ مساحات شاسعة من الضفة الغربية المحتلة في غضون أسابيع إذا ما أعيد انتخابه.

وقال في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن ضم غور الأردن وأجزاء أخرى من الضفة الغربية على رأس أولوياته من بين "أربع مهمات كبرى فورية" يعتزم القيام بها.

وأضاف رئيس حكومة تسيير الأعمال: "سيحدث ذلك في غضون أسابيع أو شهرين كأقصى حد".

ووفق نتنياهو، فإن "لجنة الخرائط الأميركية/ الإسرائيلية المشتركة بدأت عملها قبل أسبوع" لاستكمال خطوات خطة السلام التي طرحتها الولايات المتحدة لإنهاء الصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني والمعروفة بـ "صفقة القرن"، والتي أعطت الضوء الأخضر لضم غور الأردن التي تشكّل 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية.

وتطرق نتنياهو إلى أولوياته الأخرى، ومن بينها توقيع "معاهدة دفاعية تاريخية" مع واشنطن و"القضاء على التهديد الإيراني".

وأكد أن هدفه الفوري الرابع إذا فاز بولاية جديدة، رغم مواجهته تهم فساد، يتمثل بإجراء إصلاح اقتصادي كبير لخفض تكلفة المعيشة المرتفعة في إسرائيل.

من جانب آخر، رفض نتنياهو فكرة تسليم منطقة المثلث التي توجد بها مستوطنات يهودية إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية، خلافا لما تنص عليه خطة "البيت الأبيض" للسلام.

واعتبر أن الفكرة "أمر باطل لا أساس له"، مشددا على "عدم اقتلاع أحد من مكان سكنه".

كما تباهى رئيس الوزراء بـ "إنجازاته" أمام المواطنين العرب، متهما "القائمة المشتركة" التي يهيمن عليها "عرب 48" بالتحريض ضده.

وزعم نتنياهو أنه سلّم للمجتمع العربي 15 مليار شيكل و"عمل أكثر من كل أسلافه من أجل المواطنين العرب ليكونوا جزءا من النجاح الذي تحققه إسرائيل".

وتجرى الانتخابات الثالثة في ظل تغيّرات ملموسة عن سابقتها، إذ وجه الادعاء اتهامات جنائية رسمية إلى نتنياهو. وأصبحت مقاضاته الآن واقعاً ملموساً لا مجرد احتمال. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 17 الجاري بعد أسبوعين فحسب من الاقتراع.

ورغم تقدّم نتنياهو الطفيف في المراحل الأخيرة من حملة الدعاية الانتخابية التي اختتمت أمس الأول، فإن احتمال إجراء انتخابات رابعة لا يزال مطروحا إذا أدت انتخابات اليوم إلى إطالة أمد الجمود السياسي، في ظل استبعاد غانتس تشكيل حكومة "وحدة وطنية" مع نتنياهو، خاصة بعد توجيه الاتهام رسميا له في 3 قضايا تتعلق بالفساد.

إلى ذلك، قررت محكمة تل أبيب الجزئية إلزام يائير نتنياهو (النجل الأكبر لرئيس حكومة تصريف الأعمال)، بدفع مبلغ مالي إلى محررة سابقة في موقع "والا" الأخباري اتهمته بالتشهير بها عبر "فيسبوك"، ووصفها بأنها جاسوسة تعمل لمصلحة جهات أجنبية تحرّك قضايا الفساد.